كتبت: نجوي مصطفي حكايات «الماما أفريكا» لا تنتهى، وكما كانت الحلقة الأولى مليئة بالكثير من الأسرار عن انطلاق ال«كان»، ومن هم أبطال النسخ الأولى من البطولة، فإن الحلقة الثانية مليئة أيضًا بأسرار البطولة التى ستقام نسختها الجديدة فى مصر فى شهرى يونيو ويوليو المقبلين بمشاركة 24 منتخبًا لأول مرة فى تاريخ بطولات القارة السمراء. فى حقبة الستينيات تحولت كرة القدم إلى واقع تعيشه الشعوب، هذا ما يحكيه الكاتب الأورجوايانى الكبير إدوارد غليانو فى كتابه عن كرة القدم والذى تمت ترجمته للعربية تحت عنوان «كرة القدم بين الشمس والظل»، فقبل سيتينات القرن الماضى كان هناك حالة من من الخصام بين الشعوب، فالكرة الإنجليزية مثلًا رفضت المشاركة فى أى بطولة تجمعها مع فرق أمريكا اللاتينية لأن الأخيرة شعوب لا تجيد لعب الكرة كما كان سائدًا، لكن كل هذا تغير. 1968 غانا المحرومة الأمر ذاته تكرر فى القارة السمراء، حيث انطلقت بطولة «كان» فى نسختها السادسة بأثيوبيا، وشهدت البطولة ظهور بطل جديد نجح فى حرمان المنتخب الغانى من لقب ثالث على التوالى فى البطولة، بعدما استطاع «البلاك ستارز» الوصول للمباراة النهائية، كما كان المنتخب الجزائرى هو الممثل الوحيد للعرب خلالها. وأقيمت هذه البطولة بمشاركة ثمانية منتخبات تم تقسيمها على مجموعتين يتأهل الأول والثانى من كل مجموعة إلى الدور قبل النهائى، وشاركت فى نهائيات هذه البطولة ثمانية فرق تم تقسيمها إلى مجموعتين، المجموعة الأولى شملت «إثيوبيا وكوت ديفوار والجزائر وأوغندا» والمجموعة الثانية «غانا والسنغال والكونغو كينشاسا والكونغو برازافيل». قبل النهائى وفى مباراتى الدور قبل النهائى، التقى المنتخب الإثيوبى نظيره الكونغو، وتفوق الأخير بصعوبة بنتيجة 3-2، فى مباراة شهدت وقتًا إضافيًا، ولم يختلف الحال فى المباراة الثانية كثيراً، حيث حسمها منتخب غانا بصعوبة شديدة على حساب أفيال كوت ديفوار بنتيجة 4-3. نهائى صادم البداية مع مباراة المركز الثالث التى جمعت منتخب ساحل العاج بنظيره الإثيوبى صاحب الأرض والجمهور، ونجح الأفيال فى اقتناص الميدالية البرونزية بصعوبة بعد الفوز بالمباراة بهدف وحيد سجله الأسطورة بوكو. أما المباراة النهائية فانتهت بنفس النتيجة بعدما فجّر منتخب الكونغو مفاجأة من العيار الثقيل، وفاز بهدف نظيف، ليتوج بالبطولة لأول مرة فى تاريخه، ويحرم غانا من ثلاثية تاريخية. 1970.. السودان تكسر نحس النهائيات فى نسخة البطولة عام 1970، عادت كأس أمم إفريقيا لأحضان السودان وتم تنظيم البطولة فى الخرطوم، وشارك فى النسخة السابعة، 8 فرق، مقسمة إلى مجموعتين، فضمت الأولى كلًا من كوت ديفوار، السودان، الكاميرون، وإثيوبيا، بينما ضمت الثانية، مصر، غانا، غينيا، والكونغو كينشاسا. صدام عربى فى قبل النهائي وفى مباراتى الدور قبل النهائى، التقى المنتخب المصرى متصدر المجموعة الثانية نظيره السوادنى صاحب الأرض والمركز الثانى فى المجموعة الأولى فى لقاء عربى خالص، ونجح السودان فى حسم المباراة لصالحه، كما انتهت المباراة الثانية بين كوت ديفوار وغانا لصالح الغانيين. وبذلك واجه الفراعنة الأفيال على الميدالية البرونزية، فيما تلاقى أصحاب الأرض مع العملاق الغانى على كأس البطولة والميدالية الذهبية. العرب فى الصدارة وفى آخر مباراتين للبطولة، أنهى كل من ممثلى العرب مهمته الأخيرة، بجدارة، ففاز منتخب مصر على كوت ديفوار بثلاثة أهداف لهدف، بينما توج منتخب السودان باللقب الأول له فى البطولة بعد الفوز على منتخب غانا بهدف نظيف، ليكسر بذلك السودان نحس المبارايات النهائية ويحقق اللقب. 1972.. مصر الغائية فى نسخة البطولة 1972، ودعت مصر التصفيات المؤهلة للبطولة التى احتضنتها الكاميرون على يد المغرب، بعد الخسارة فى مراكش بثلاثية نظيفة، والفوز فى القاهرة إيابا بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وشهدت هذه البطولة مشاركة منتخبات «الكاميرون، المغرب، توغو، الكونغو، السودان، مالى، زائير بالإضافة للمنتخب الكينى». وتمكن منتخب الكونغو ومنتخب مالى من الوصول إلى المباراة النهائية للبطولة، وكان لقب البطولة من نصيب منتخب الكونغو بعد فوزه على مالى بثلاثة أهداف مقابل هدفين. وفى مباراة تحديد المركز الثالث والمركز الرابع استطاعت الكاميرون الحصول على المركز الثالث بعد فوزها على منتخب زائير بخمسة أهداف مقابل هدفين تم تسجيلها فى الشوط الأول. 1974.. زائير فى دورة استثنائية النسخة التاسعة من البطولة كان تنظيمها من نصيب مصر الخارجة للتو من انتصار اكتوبر المجيد، ذلك كان عام 1974 حين شاركت فى البطولة ثمانية منتخبات، هي «مصر، كوت ديفوار، زامبيا، أوغندا» فى المجموعة الأولى والتى أقيمت بالقاهرة والمحلة، والمجموعة الثانية ضمت «زائير، الكونغو، غينيا، مورشيوس -فى ظهورها الوحيد-» وأقيمت مبارياتها بالإسكندرية ودمنهور. وصعد المنتخب المصرى وبصحبته زامبيا من المجموعة الأولى، والكونغو حامل اللقب، وبصحبته زائير الصاعد لكأس العالم آنذاك. وفى نصف نهائى البطولة التقى المنتخب المصرى مع منتخب زائير، وتقدم المنتخب المصرى بهدفين، ولكن كان لمنتخب زائير رأى آخر، حيث عاد للمباراة بصورة سريعة وأحرز هدفه الأول فى الدقيقة 55 ثم أحرز هدفين متتاليين فى غضون 17 دقيقة ليقضى على أمل مصر فى تحقيق البطولة. مصر اكتفت بالحصول على الميدالية البرونزية وفوز حسن شحاته بأفضل لاعب فى البطولة، فى حين حقق فريق زائير الفوز باللقب بعد الفوز على زامبيا بهدفين مقابل لا شيء فى اللقاء المعاد بعد نهاية المباراة الأولى بالتعادل 2/2 حيث كانت اللوائح آنذاك تقضى بإعادة اللقاء فى حالة التعادل. 1976.. أول وآخر ألقاب المغرب كانت النسخة العاشرة لنهائيات كأس أمم إفريقيا، والتى أقيمت بإثيوبيا، عام 1976، إيذانا بأول وآخر لقب قارى تاريخى، يحرزه منتخب أسود الأطلس. وخلال هذه البطولة تغير نظام تحديد البطل، والتى لعبت الأدوار النهائية فيها بنظام دورى من دور واحد بين الأربعة فرق المتأهلة للدور قبل النهائى. شارك فى البطولة ثمانية منتخبات تم تقسيمها إلى مجموعتين، ضمت المجموعة الأولى منتخبات «مصر، وأوغنداوغينيا وإثيوبيا»، أما المجموعة الثانية فقد شارك فيها كل من السودان ونيجيرياوزائير والمغرب. وفى المباراة النهائية والتى جمعت بين كل من المغرب ونيجيريا، استطاع المنتخب المغربى الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، ليحقق بذلك أسود الأطلسى لقبهم الأول والأخير فى مسيرتهم الأفريقية. 1978.. عودة البلاك ستارز استضافت غانا فعاليات النسخة ال11 من كأس الأمم الأفريقية 1978، وعاد نظام البطولة بنظام صعود الأول والثانى من كل مجموعة واللعب بطريقة المقص فى الدور قبل النهائى. وشارك فى هذه البطولة 8 منتخبات، تم تقسيمها لمجموعتين، ضمت المجموعة الأولى: «غانا، وزامبياونيجيريا وبوركينا فاسو»، بينما ضمت الثانية: «أوغنداوتونس والمغرب والكونغو». وشهد الدور قبل النهائى فوز غانا على تونس بهدف نظيف، وتغلبت أوغندا على نيجيريا بهدفين مقابل هدف واحد. وتوج «البلاك ستارز» باللقب الثالث فى تاريخه بعد الفوز على أوغندا بهدفين نظيفين، لتحتفظ غانا باللقب للأبد، بعد فوزها للمرة الثالثة فى تاريخها.