وضعت السلطات البرازيلية، أمس السبت، الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، الذي أمضى أشهرا في الإقامة الجبرية، قيد التوقيف الاحتياطي بعد اتهامه بمحاولة الفرار وتكسير السوار الإلكتروني الذي يحيط بمعصم إحدى يديه. ونُقل بولسونارو البالغ 70 عاما، إلى مقر الشرطة الفيدرالية في برازيليا، بعدما كان منذ أغسطس رهن الإقامة الجبرية وخاضعا لمراقبة إلكترونية في إطار تحقيق في شبهة عرقلة محاكمته. وأورد القاضي ألكسندر دي مورايس المكلف بالملف، في مذكرة اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، أن توقيف بولسونارو هو إجراء احترازي، وليس بغرض أن يبدأ قضاء عقوبة السجن لمدة 27 عاما الصادرة بحقه لإدانته بالتخطيط لمحاولة انقلاب. وأوضح القاضي، أن بولسونارو حاول "كسر" السوار الإلكتروني المخصص لمراقبته، آملا بالفرار من خلال استغلال مظاهرة أراد أنصاره تنظيمها قرب منزله في العاصمة برازيليا السبت. وتحدّث القاضي عن "خطر كبير للفرار". وأشار أيضا إلى أن وقفة احتجاجية دعا إليها ابنه السيناتور فلافيو بولسونارو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أثارت شبهات حول "احتمال محاولة هروب إلى إحدى السفارات قرب مقر إقامته"، مشيرا إلى أن السفارة الأمريكية تقع قرب منزله. وأعطى مورايس محامي بولسونارو مهلة 24 ساعة لشرح الحادث. وفي مقطع فيديو نشرته المحكمة، اعترف بولسونارو بأنه وضع كاوية لحام يدوية على سوار المراقبة بدافع "الفضول". وأظهر الفيديو السوار متضررا بشدة ومحترقا، ولكنه لا يزال في كاحله. ويُعتبر بولسونارو حليفا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ندد ب "حملة شعواء" ضده، وردّ على محاكمته بفرض رسوم جمركية عقابية على البرازيل، وعقوبات على أفراد. وقال ترامب السبت إنه تحدث إلى بولسونارو "الليلة الماضية" وسوف يجتمع معه "في المستقبل القريب جدا". وعندما سئل عن الاعتقال، قال الرئيس الأمريكي إنه لا يعلم شيئا عن ذلك، لكنه أضاف "هذا أمر سيئ للغاية". وأشار مصدر مطلع على القضية إلى أن الرئيس السابق الذي يعاني تدهورا في وضعه الصحي، نُقل إلى مجمع للشرطة في العاصمة حيث يخضع الموقوفون لفحوص طبية قبل إرسالهم إلى السجن. وأرسل مصدر آخر مقطع فيديو للوكالة الفرنسية يُظهر غرفة صغيرة سيُحتجز فيها بولسونارو مؤقتا، مزودة بمكيف هواء وجهاز تلفزيون وبراد صغير. وأعرب فريق الدفاع عن بولسونارو عن "استغرابه الشديد" في بيان وحذر من أن "سجنه قد يُعرّض حياته للخطر".