تصدّرت السياسية اليابانية سناي تاكايشي العناوين بعد فوزها بمنصب رئيس وزراء اليابان كأول امرأة تتولى هذا المنصب في دولة عريقة عُرفت طويلًا باحتكار الرجال لأهم المناصب الإدارية. ومع بدء عهدها، تباينت ردود الفعل بين طموحات النسويات نحو المساواة، ومخاوف التيار اليساري من أفكارها اليمينية المتحفظة تجاه حرية الإعلام، وقبول المهاجرين، وحقوق المرأة، التي تراها متعارضة مع العادات اليابانية. وتستعرض الشروق مسيرة أول رئيسة وزراء لليابان سناي تاكايشي. * خفضوا نفقتها التعليمية لأنها فتاة نشأت تاكايشي في مقاطعة نارا اليابانية، لأب موظف في شركة سيارات، وأم تعمل شرطية. تلقت تعليمها في المقاطعة نفسها، ولكن بعد إنهائها المرحلة الثانوية، رفض والداها دفع نفقات دراستها الجامعية في العاصمة طوكيو بحجة أنها فتاة ولا تستحق هذا القدر من المصروفات، فاختارت الدراسة في جامعة كوبي، التي تبعد 6 ساعات عن منزلها. لاحقًا، التحقت بمؤسسة يابانية لإعداد السياسيين، ومثّلتها للعمل في الحزب الديمقراطي الأمريكي بالولايات المتحدة لمدة عامين، قبل أن تعود إلى اليابان بخبرة سياسية في الشئون الأمريكية. * صعود تاكايشي.. والجولات البرلمانية بدأت تاكايشي حياتها المهنية في التسعينيات كمقدمة برنامج تلفزيوني، ثم ترشحت لعضوية البرلمان الياباني كمرشحة مستقلة في عام 1993، وفازت بمقعدها. وفي عام 1998، ترشحت عن حزب الجبهة الجديدة وفازت مجددًا، لكنها انسحبت من الحزب بعد شهر واحد فقط وسط انتقادات لمواقفها السياسية. انضمت بعدها إلى الحزب الليبرالي الديمقراطي، الذي دعمها للفوز بدورة برلمانية ثالثة في عام 2002، ثم دورة رابعة في عام 2005. وخلال عملها البرلماني، شغلت عدة مناصب وزارية، منها: وزيرة الدولة للعلوم والتقنية، وزيرة الدولة لشؤون الشباب، وزيرة الدولة للبحث العلمي، وزيرة الإعلام المتهمة بمحاربة الحريات. في عام 2014، تولت تاكايشي منصب وزيرة الاتصالات والشؤون الداخلية، وهي الوزارة المعنية بالإعلام. وخلال توليها المنصب، صرّحت بضرورة سحب التراخيص من وسائل الإعلام التي تتهمها الحكومة بالانحياز، مما أثار انتقادات واسعة واعتُبر تقييدًا لحرية الرأي والتعبير. * تاكايشي.. والخلاف مع النسوية ورغم كونها أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في اليابان، فإن تاكايشي رفضت العديد من المطالب النسوية التي تراها متعارضة مع تقاليد المجتمع الياباني. ومن أبرز مواقفها: - رفضها لقانون يسمح للزوجة بالاحتفاظ باسم عائلتها بعد الزواج، مخالفة بذلك العادة اليابانية التي تُلزم الزوجة بحمل اسم زوجها. - رفضها تولي النساء لعرش إمبراطور اليابان، رغم كونها امرأة تولت أعلى منصب سياسي في البلاد. * تهم النازية.. وأفكار يمينية مثيرة للجدل تُعد تاكايشي من السياسيين المحافظين بشدة، حيث تضمّن برنامجها الانتخابي: - وضع ضوابط صارمة على تجاوزات المهاجرين. - الدعوة لإعادة تشكيل الجيش الياباني رغم الحظر المفروض منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. - المطالبة بامتلاك أسلحة نووية وقواعد صاروخية للدفاع عن اليابان ضد تهديدات محتملة من الصين. - كما وُجّهت لها اتهامات بدعم النازية، خاصة بعد تصريح لها شجّعت فيه على قراءة كتاب يمجّد الزعيم النازي أدولف هتلر. وكانت أول وزيرة يابانية تزور ضريح تكريم الجنود اليابانيين في الحرب العالمية الثانية، مما أثار الجدل محليًا ودوليًا. وعلى صعيد العلاقات الخارجية، طالبت تاكايشي اليابان بوقف الاعتذارات الرسمية لكوريا الجنوبية بشأن مجازر الحرب العالمية الثانية، ووصفت هذه الاعتذارات بأنها مبالغات. * طلقت زوجها لخلافات سياسية.. واعتنت به بعد إصابته بالشلل تزوجت تاكايشي من سياسي ياباني زميل في الحزب، ولم تُرزق منه بأطفال، لكنها تبنّت أبناءه الثلاثة. وفي عام 2017، انفصلت عنه بسبب خلافات في الرأي السياسي بحسب تصريحاتها، لكنها عادت للزواج منه لاحقًا، وتولّت رعايته بعد إصابته بالشلل النصفي نتيجة مرضٍ عضال.