أكد الدكتور عبدالرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني في معبده بأبو سمبل تعد واحدة من أروع الظواهر الفلكية التي جسد بها المصري القديم عبقريته في علوم الفلك والعمارة. تعامد الشمس يضيء وجه رمسيس الثاني بأبو سمبل وسط أجواء احتفالية وسياحية مبهرة الثقافة: تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني من أعظم المعجزات الفلكية في التاريخ وأوضح "ريحان"، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "هذا الصباح" المذاع عبر فضائية "إكسترا نيوز"، اليوم الأربعاء، أن الظاهرة تم اكتشافها عام 1874 عندما رصدتها المستكشفة الإيطالية إيميليا إدواردز والفريق المرافق لها، وسجّلتها في كتابها الشهير "ألف ميل فوق النيل" الذي صدر عام 1899، مشيرًا إلى أن المعبد نفسه اكتُشف في أغسطس 1817 على يد المستكشف الإيطالي جيوفاني بلزوني. وأضاف عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن رمسيس الثاني نحت معبدي أبو سمبل في القرن الثالث عشر قبل الميلاد كنصب دائم له ولزوجته الملكة نفرتاري، تخليدًا لذكرى انتصاره في معركة قادش، واستمر بناء المعبدين نحو 20 عامًا في الفترة من 1264 إلى 1244 قبل الميلاد. وأوضح "ريحان" أن أشعة الشمس تخترق الممر الأمامي لمعبد رمسيس الثاني بطول 60 مترًا حتى تصل إلى قدس الأقداس، حيث توجد تماثيل رمسيس الثاني جالسًا إلى جوار الإله رع حور آختي والإله آمون، فتضيء التماثيل الثلاثة بينما يبقى تمثال الإله بتاح في الظل لأنه إله الظلام، مشيرًا إلى أن الظاهرة تستمر لمدة تتراوح بين 20 إلى 25 دقيقة، وتحدث مرتين في العام: في 21 أكتوبر و21 فبراير، وهما يوما ميلاد الملك رمسيس الثاني وتتويجه على العرش. وأرجع "ريحان"، سبب الظاهرة إلى أن المصري القديم شيد المعبد وفق حركة الفلك لتحديد مواسم الزراعة والحصاد، موضحًا أن المصريين القدماء كانوا من أوائل من قسّموا السنة إلى ثلاثة فصول، هي: الفيضان، وبذر الحبوب، والحصاد، كما رصدوا الكواكب الخمسة الكبرى وهي عطارد، الزهرة، المريخ، المشتري، وزحل، وابتكروا الساعة الشمسية لتحديد الوقت بدقة. ودعا، إلى الاستفادة من ظاهرة تعامد الشمس في تنشيط "سياحة الفلك"، عبر تصميم منتج سياحي متكامل يشمل مواقع التعامد والمعابد ذات الطابع الفلكي في مصر، مؤكدًا أن هذه النوعية من السياحة تمتلك قيمة ثقافية وعلمية كبيرة يمكن أن تضع مصر في صدارة الوجهات السياحية العالمية المتخصصة.