فاز بجائزة المان بوكر عام 2015.. وثاني كاتب مجري يحصد نوبل في الأدب شهدت الأوساط الأدبية في المجر والعالم حالة من الدهشة الممزوجة بالإعجاب عقب إعلان الأكاديمية السويدية يوم التاسع من شهر أكتوبر الحالي فوز الكاتب المجري، لاسلو كراسناهوركاي ، بجائزة نوبل في الأدب لعام 2025. وفي المجر، استُقبل الخبر بفرح وفخر كبيرين، إذ يُعد "كراسناهوركاي" ثاني أديب مجري ينال هذه الجائزة الرفيعة بعد الكاتب، إيمري كرتِش، الذي حصل عليها عام 2002، وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن العديد من القراء والكتاب في عاصمة المجر، بودابست، عبّروا عن شعورهم بأن هذا الفوز بمثابة اعتراف عالمي بعمق الأدب المجري وقدرته على التأثير في الثقافة الأوروبية الحديثة. أما الصحف المحلية فقد أعادت نشر مقاطع من رواياته الشهيرة مثل «تانجو الشيطان» و«كآبة المقاومة»، مشيرة إلى أن لغته الكثيفة وجمله الطويلة تمثل تحديًا أدبيًا فريدًا لا يشبه أي كاتب آخر من معاصريه. ومن جهتها، كشفت وكالة "رويترز" أن فوز "كراسناهوركاي" يعزز من حضور أوروبا الوسطى على الساحة الأدبية العالمية بعد أن غابت عنها لسنوات بسبب هيمنة الأقلام الغربية على جائزة نوبل، وأضافت أن أعماله، التي تتناول الانهيار الاجتماعي والوجودي بأسلوب يمزج بين العبث والعمق الفلسفي، وجدت صدى كبير لدى جيل جديد من القراء الباحثين عن أدب يعبر عن القلق الإنساني الحديث. أما صحيفة الجارديان البريطانية، فقد أشارت إلى أن الكاتب البالغ من العمر 71 عامًا يتميز ب "روايات ديستوبية تميل إلى الكآبة واللغة الحادة"، ولفتت إلى أن العديد من أعماله تحولت إلى أفلام سينمائية شهيرة أخرجها المخرج المجري، بيلا تار، مما جعل من شراكتهما واحدة من أبرز الثنائيات الفنية في أوروبا الحديث، وأضافت الصحيفة أن فوزه كان متوقعًا في الأوساط الأدبية، حيث رشّحته دور نشر أوروبية كبرى إلى جانب الكاتبة الصينية، كان شيويه، والكاتب الياباني، هاروكي موراكامي. وفي المقابل، تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الحدث من زاوية عالمية، معتبرة أن هذا الفوز يوجّه الأنظار إلى نوع من الأدب النادر؛ وهو الأدب الذي تتخلله الظلمة والأسئلة الوجودية، وأشارت إلى أن القارئ الغربي يجد في روايات "كراسناهوركاي" نوعًا من التجريب اللغوي والبحث الفلسفي من دون أن يفقد حسّه الإنساني العميق، وأضافت الصحيفة أن النقاد الأمريكيين يرون في أعماله مزيجًا من المأساة والتهكم، وهو يعكس رؤية كونية للإنسان وهو يواجه الفناء وانهيار القيم. وعلى المستوى الدولي، تفاعل القراء حول العالم في مواقع التواصل الاجتماعي مع إعلان الجائزة، حيث امتلأت المنصات الأدبية بتوصيات لإعادة قراءة أعمال الكاتب المجرّي الذي اشتهر بجمله الطويلة، وبتناولاته للخراب المعنوي الذي يعيشه العالم المعاصر. ورأى المتابعون أن هذا الفوز يشكل لحظة اعتراف دولية بكاتب ظلّ لعقود يكتب بعيدًا عن الأضواء، مستندًا إلى رؤية فلسفية عميقة عن مصير الإنسان وسط الانهيارات السياسية والثقافية، وبينما يستعيد المجريون فخرهم بفوز أحد أبرز أدبائهم بأعلى جائزة أدبية، يحتفي القراء حول العالم بعودة الأدب الأوروبي الشرقي إلى صدارة المشهد العالمي من بوابة نوبل.