اختفت لوحة أثرية من الحجر الجيري من مقبرة "خنتي كا" بمنطقة آثار سقارة، وأُحيل الأمر إلى النيابة العامة، لبدء التحقيق في ملابسات الواقعة. وفي هذا الصدد، قال الخبير الأثري أحمد عامر، مفتش الآثار بوزارة السياحة والآثار والمتخصص في علم المصريات، إن مقبرة "خنتي كا" تمثل واحدة من أهم مقابر الأسرة السادسة، وهي موجودة شمال هرم الملك "تيتي" بجبانة سقارة الأثرية، وتعتبر جزءًا من شارع المقابر الذي يضم مصاطب كبار المسئولين مثل "مري "روكا" و"كاجمني". وأشار "عامر"، في بيان صحفي اليوم الأحد، إلى أن صاحب المقبرة من الشخصيات البارزة في البلاط الملكي، والمصطبة توضح مكانته وذلك من رسوماتها الجدارية المميزة التي تبرز الحياة اليومية والطقوس الدينية والمواسم الزراعية على مدار السنة. وتابع أن هذه اللوحة تميزت بالفصول التي أمدتنا بمعلومات هامة بشكل أعمق وأكثر وضوحا للحياة الاقتصادية والاجتماعية في ذلك العصر. أما عن المقبرة، فهي ما زالت بها معلومات غنية عن فن العمارة والتنظيم الإداري في الدولة القديمة. ولفت إلى أن اللوحة المختفية من مقبرة "خنتي كا" بمنطقة آثار سقارة، منقوش عليها الثلاثة فصول، وتقدر مساحتها بنحو 40 ×60 سم، وترجع إلى عصر الدولة القديمة، ومصنوعة من الحجر الجيري، وهي من القطع النادرة التي توثق مشاهد من الحياة اليومية في مصر القديمة، وهي توضح التصوير الفني والاجتماعي في تلك المرحلة التاريخية الهامة. كان الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قال إن المقبرة كانت مغلقة تمامًا وتُستخدم كمخزن للآثار منذ اكتشافها في خمسينيات القرن الماضي، ولم تُفتح منذ عام 2019، لافتًا إلى أنه فور العلم بالواقعة تم تشكيل لجنة أثرية برئاسة الدكتور عمرو الطيبي، المشرف على منطقة آثار سقارة، لجرد محتويات المقبرة بدقة. وأضاف أن التقرير الخاص باللجنة الأثرية أُحيل إلى النيابة العامة في ذات اليوم فور الانتهاء منه، مؤكدًا أن وزارة السياحة والآثار تتابع عن كثب مجريات التحقيق بالتنسيق مع الجهات المعنية، حرصًا على صون التراث الأثري المصري والحفاظ عليه من أي تجاوزات أو ممارسات غير قانونية.