«لولا طلبوا منى كتابة عمل فنى عن فترة حكم الرئيس مبارك لن أستقى معلوماتى من رموز الحكم الحالى بمن فيهم الرئيس مبارك شخصيا» بهذه الكلمات أكد الكاتب وحيد حامد تمسكه بوجهة نظره فيما يتعلق بحرية تناول ما يراه مناسبا فى أعماله، وذلك من خلال الحديث. الذى أدلى به لمحمود سعد فى برنامج البيت بيتك، والذى جاء على خلفية ما أثير أخيرا حول خلافه مع جماعة الإخوان المسلمين بسبب مسلسل «الجماعة»، الذى يتناول فيه تاريخ الإخوان منذ تأسيسها فى عام 1928 وحتى تولى مرشد الإخوان الحالى فى عام 2000. وأضاف وحيد حامد أنه لم يجلس مع قيادات الجماعة أو يستمع لأحد منهم فيما يخص المسلسل، بينما أشار إلى أصدقائه من الإخوان، الذين اختار أن يقيم حوارا معهم حول بعض النقاط التى أراد استيضاحها. وقال: لن أقبل أن يطلب منى أحد الاطلاع على ما أكتب أو التدخل فيما أرى، وأشار إلى عشرات الكتب، التى قرأها فى طريق الاستعداد لهذا المسلسل، وقال إنه استقى قناعاته من مصادر مختلفة ومنها كتب للإخوان أنفسهم. وأكد وحيد حامد أن حسن البنا شخصية وطنية، شأنها شأن سعد باشا زغلول ومصطفى النحاس والملك فاروق وغيرهم من الشخصيات التاريخية، التى يمكن تناولها فى أعمال درامية دون تدخل من أحد. وقال: ليس من حق أحد فرض الوصاية على تناول شخصية حسن البنا لأنه ملك الناس كلها وليس ملك الإخوان وحدهم. وأعلن وحيد حامد رفضه لفكرة وصول الإخوان للحككم، وقال إن الحكم مالدينى مثله مثل الحكم العسكرى مرفوض، وأشار إلى أن الحكم الدينى سواء كان إسلاميا أو مسيحيا يستمد شرعيته من «الله» مباشرة ويعنى الاختلاف منه الخروج على الدين. واعترف وحيد حامد بوجود الإخوان كتيار سياسى يمارس نشاطه بحرية فى الشارع المصرى، وقال إن الحكومة تطلق عليها المحظورة ولكنها ليست محظورة وتمارس نشاطها فى الشارع بكل حرية، ولها 88 نائبا يمثلونها فى مجلس الشعب، وأشار إلى أن الجماعة تستفيد من وصفهم بالمحظورة فى إعلام الحكومة. وقال: كنت أتمنى أن يوظف الإخوان نشاطهم فى الشارع لتقويم الخلل الموجود فيه، ولكن هم لم يتعاملوا مع هذه القضية لأن هدفهم السياسة. وأشار إلى أن أحد مواضع الخلاف فى الرأى حول تاريخ الإخوان، وهو الذى ارتبط بادعاء بعض كتاب الإخوان أن ثورة 1919كانت ثورة إخوانية وأن سعد زغلول سرقها، وهو ما نفاه تماما بقوله إن حسن البنا لم يكن يتجاوز عمره فى هذه الفترة 18 عاما، ولم تكن دعوته قد بدأت واشتدت للدرجة التى يمكنها تحريك ثورة، مؤكدا أن ثورة 1919 كانت ثورة وطنية مصرية خرجت فيها كل طوائف الشعب مسلمين ومسيحيين. وعاد وحيد حامد ليؤكد ضرورة أن يضع رأيه فيما يكتب، ويقول: فى هذا المسلسل تجردت من آرائى الخاصة ورصدت أشياء منها الكثير فى صالح الإخوان، ومنها أيضا ما يدين الجماعة ولكن فى النهاية لازم يبق لى رأى فيما أكتب. وأضاف أنه يكتب هذا المسلسل بدافع وطنى وأنه لا يريد من ورائه فرقعة إعلامية، ومن هنا تقصى الحقائق والتزام الصدق فى كل ما أكتبه ولا يهمنى أن أختلف مع البعض أو أتفق مع آخرين. ورحب وحيد حامد بقيام جماعة الإخوان بإنتاج مسلسل مضاد عن الإمام حسن البنا، وقال إنه سيكون سعيدا بهذا المسلسل حتى لو اختلف فى الرأى مع ما يقدمه فى مسلسل «الجماعة».