قال مسئول سودانى رفيع المستوى إن الخيارات المتاحة أمام مصر والسودان بشأن التعامل مع دول منابع النيل حول تقاسم مياه النهر باتت محدودة للغاية، مشيرا إلى أنه لم يعد أمام البلدين سوى السعى إلى تأجيل توقيع اتفاقية الإطار الجديدة، التى قالت دول المنبع السبع إنها تعتزم توقيعها فى الكونغو منتصف الشهر المقبل. ووفقا لرؤية المسئول السودانى، القريب من ملف مفاوضات دول حوض النيل، فإن موقف مصر والسودان الآن يشبه موقف لاعب الشطرنج، الذى لم يعد أمامه سوى «نقلتين فقط ليموت ملكه.. وفى هذه الحالة ليس يكون أمامه سوى تعطيل اللعب انتظارا لأى مفاجآت تخدمه». كانت إثيوبيا قد أكدت على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها تمسكها بالتوقيع على الاتفاقية الجديدة يوم 14 مايو المقبل ومعها باقى دول المنابع، وهى رواندا وبروندى والكونغو وتنزانيا وكينيا دون النظر إلى الرفض المصرى والسودانى. فى الوقت نفسه هناك إمكانية للاستفادة من اختلاف الموقف التفاوضى بين مصر والسودان نظرا لتفاوت اعتماد كل منهما على مياه النيل، حيث إنها لا تمثل للسودان نفس الأهمية الحيوية التى تمثلها لمصر، «وبالتالى يمكن للسودان أن تلعب دور الوسيط مع دول المنابع من أجل الوصول إلى أرضية مشتركة تحقق مصالح جميع الأطراف»، على حد قول هذا المسئول. وفى حين تحدث المسئولون المصريون عن الوجود المصرى فى دول المنابع قال المسئول السودانى إن هذا الوجود «سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى أو حتى الإنمائى محدود للغاية ولا يرقى إلى ما تطمح إليه تلك الدول من مصر. وتمتلك مصر بالفعل الكثير من الأوراق، التى يمكن استخدامها لتحقيق التقارب المنشود مع باقى دول حوض النيل وبخاصة فى المجال الاقتصادى، على حد قول المسئول السودانى. وعلى الجانب الآخر واصلت صحيفة «جيما تايمز» الإثيوبية تصعيدها ضد مصر حيث نشرت افتتاحية تحت عنوان «هل تشن مصر حربا على إثيوبيا»؟ قالت فيها إنه فى حين طالبت الحكومة المصرية بالمزيد من الوقت لإعطاء فرص جديدة للتفاوض بشأن الاتفاقية الإطارية لحوض النيل، استمر العديد من رجال السياسة المصريين فى شن الحرب الكلامية والتى تمثل نوعا من التهديدات، التى تصدرها القاهرة لدول حوض النيل. فى الوقت نفسه قالت الصحيفة أن أغلب الإثيوبيين يرون أن الموقف القوى لحكومة رئيس الوزراء ميليس زيناوى فى مفاوضات حوض النيل ليس سوى مناورة انتخابية بهدف تجنب انتقادات المعارضة مع اقتراب موعد الانتخابات الإثيوبية فى 23 مايو المقبل.