قال مسئولون أمريكيون وأوكرانيون إن القادة العسكريين بكلا البلدين يبحثون استراتيجية جديدة يمكنهم البدء في تنفيذها في وقت مبكر من العام المقبل لإعادة إحياء حظوظ كييف والدعم المتعثر لحربها ضد روسيا. • هجوم مضاد فاشل وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن هذا الدفع من أجل نهج جديد يأتي بعدما فشل الهجوم المضاد الأوكراني المستمر منذ شهور في استعادة الأراضي التي خسروها أمام القوات الروسية وبعد أسابيع من المواجهات التي غالباً ما كانت متوترة بين المسئولين الأمريكيين ونظرائهم الأوكرانيين. ووصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واشنطن، أمس الاثنين، من أجل عقد اجتماعات جرى ترتيبها على عجالة هذا الأسبوع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن والكونجرس لمناقشة سبل المضي قدماً. وسيحاول الرئيسان إظهار التضامن وتعزيز الدعم لأوكرانيا في لحظة حرجة، في كل من ساحة المعركة والكابيتول هيل. وجاءت انتكاسات أوكرانيا بينما تآكل الدعم الجمهوري لمواصلة المساعدات المالية لكييف. وعبر حتى بعض أبرز المسئولين الأمريكيين عن قلقهم من أنه إذا وصلت الحرب إلى طريق مسدود طويل العام المقبل، سيكتسب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أفضلية. وقال بايدن، الأسبوع الماضي بينما ضغط على الكونجرس من أجل جولة تمويل جديدة لأوكرانيا: "لا يمكننا أن ندع بوتين ينتصر.. أي اضطراب في قدرتنا على دعم أوكرانيا يعزز موقف بوتين تعزيزاً واضحا". وبحسب "نيويورك تايمز"، بدأ الجيش الروسي يعيد بناء قوته، مشيرة إلى أن موسكو لديها الآن مزيد من القوات والذخيرة والصواريخ، وزادت تفوقها في إطلاق النار بأسطول من الطائرات بدون طيار بساحة المعركة، والتي زودتها إيران بكثير منها، بحسب مسئولين أمريكيين. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الولاياتالمتحدة تكثف المشورة العسكرية التي تقدمها لأوكرانيا وجهاً لوجه، حيث ترسل جنرالاً إلى كييف لقضاء وقت طويل على الأرض. ويقول الضباط الأمريكيون والأوكرانيون إنهم يأملون وضع تفاصيل استراتيجية جديدة الشهر المقبل في سلسلة من المناورات الحربية المقرر إجرائها بمدينة فيسبادن في ألمانيا. ويدفع الأمريكيون من أجل استراتيجية محافظة تركز على حفر الخنادق، وتعزيز الإمدادات والقوات على مدار العام. ويريد الأوكرانيون الهجوم، إما على الأرض أو بضربات بعيدة المدى، على أمل جذب انتباه العالم. * رهانات كبيرة وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن الرهانات كبيرة؛ إذ إنه بدون استراتيجية جديدة وتمويل إضافي، يقول المسئولون الأمريكيون إنه يمكن لأوكرانيا خسارة الحرب. ويدفع مسئولون بالإدارة الأمريكية بأن بوتين يراهن على تضاؤل الدعم الأمريكي، مشيرين إلى تصريحاته الأخيرة حول أنه إذا نفذت الذخيرة التي قدمها حلف شمال الأطلسي (الناتو) لأوكرانيا ستنتصر روسيا في غضون أيام. وقدمت الولاياتالمتحدة مساعدات عسكرية واقتصادية هائلة لأوكرانية، بقيمة أكثر من 111 مليار دولار على مدار العامين الماضيين. لكن عدد كبير من الجمهوريين يقولون الآن إنهم يعارضون مزيداً من الإنفاق، ويطالب آخرون برؤية استراتيجية جديدة قبل أن يصوتوا على أي تمويل إضافي. وقال مسئولون أمريكيون إن الجنرالات والمسئولين المدنيين البارزين الأوكرانيين لديهم توقعات غير واقعية بشأن ما ستقدمه الولاياتالمتحدة، إذ يطلبون الملايين من طلقات المدفعية من المخزونات الغربية غير الموجودة. ويريد البعض في الجيش الأمريكي أن تتبع أوكرانيا استراتيجية "السيطرة والبناء" بالتركيز على السيطرة على الأراضي الموجودة لديها وبناء قدرتها على إنتاج الأسلحة على مدار عام 2024. وتعتقد الولاياتالمتحدة أن الاستراتيجية ستحسن اكتفاء أوكرانيا الذاتي وتضمن أن كييف في وضع يسمح لها بصد أي هجمات روسية جديدة. وبحسب "نيويورك تايمز"، يتمثل الهدف في خلق تهديداً موثوقاً قد يدفع روسيا للتفكير في المشاركة في مفاوضات هادفة نهاية العام المقبل أو في عام 2025. وفي الوقت نفسه، يدرس المسئولون الأوكرانيون الاستراتيجية التي تستفيد من ضرباتهم العميقة الناجحة على شبه جزيرة القرم، الخريف الماضي. ويبحثون عن طرق إبداعية لإبقاء روسيا في حالة عدم توازن بهجمات على مصانع الأسلحة والمخازن وخطوط القطارات الخاصة بنقل الذخائر، ولتحقيق انتصارات رمزية. وفي حين رفض مسئول عسكري أوكراني بارز سابق مناقشة المقترحات، قال إن الخطة الجديدة قيد التحسين و"جريئة للغاية".