اتخذ قادة مجموعة الدول الصناعية السبع نهجا أكثر صرامة بشأن الصين وسط زيادة القلق من اعتمادها على ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والإحباط بسبب ما يصفونها بأنها "ممارسات تجارية مفترسة". وأدان القادة، في قمة مجموعة السبع للديمقراطيات الثرية في مدينة هيروشيما اليابانية، خطوات السياسة الخارجية من جانب بكين – من علاقتها الوثيقة مع روسيا إلى تأكيد ذاتها المتصاعد تجاه تايوان والانفتاح الاقتصادي على جنوب العالم. وقالت المجموعة إنه على الرغم من أنها تريد إعادة التوازن لعلاقاتها مع بكين، فأنها حريصة على الحفاظ على علاقتها التجارية والدبلوماسية. وجاء في بيان مشترك "توجهات سياستنا لا تهدف إلى الإضرار بالصين، ولا نسعى لإحباط التقدم الاقتصادي والتنمية في الصين". وأضاف البيان "نحن لا ننفصل أو نتجه نحو الداخل"، مستخدما مصطلح أصبح واسع الانتشار في كل مكان في المناقشات السياسية، بشأن مزايا فصل الاقتصادات الغربية عن الصين. ومن جانبه، وصف مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، موقف مجموعة السبع في التعامل مع الصين بأنه "مباشر تماما وغير عدائي". وقال للصحفيين بشأن البيان المشترك قبل إصداره بشكل علني "إنه مباشر وصريح فحسب". كان تركيز قادة الديمقراطيات الغنية في اليوم الثاني من قمة مجموعة السبع المنعقدة في اليابان ، قد انصب على موقفهم تجاه الصين، مشيرين إلى الحاجة إلى تنويع سلاسل الإمداد وحماية التقنيات الحساسة بينما يبقون على الروابط الاقتصادية. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اليوم السبت، إن الدول الغربية تشكل بديلا أفضل من الصينوروسيالجنوب العالم، عندما يتعلق الأمر بالشراكات والتمويل. وأضافت فون دير لاين: "تبدو مبادرة الحزام والطريق (الصينية) وكأنها عرض جيد ورخيص، ولكن لدى العديد من الدول في جنوب العالم تجارب سيئة مع الصين"، مشيرة إلى مشروع البنية التحتية الهائل الذي تسعى بكين لتنفيذه وربط الصين بأفريقيا وأوراسيا عبر طرق بحرية وبرية ضخمة. ويشير منتقدو المبادرة إلى أنها أسقطت العديد من الدول في براثن الاستدانة من الصين. كما أعربت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقهما إزاء مساعي الصين إلى تعزيز نفوذها الدبلوماسي والاستراتيجي في مناطق مختلفة من العالم عبر "الحزام والطريق". وقالت أوروسولا فون دير لاين، في لقاء مع رؤساء دول وحكومات دول مجموعة السبع الصناعية لكبرى الديمقراطيات العالمية، في هيروشيما: "تلقت هذه الدول القروض من الصين وانتهى بها الحال وقد سقطت في براثن أزمة ديون، ولم تقدم روسيا لهذه الدول سوى الأسلحة والمرتزقة". وأوضحت أن الموقف أسفر عن "فرصة سانحة" أمام "مجموعة السبع"، والشركاء من أصحاب نفس العقلية... علينا أن نقدم شراكات ذات نفع متبادل للدول الناشئة التي تريد العمل معنا، ولكن علينا أن نتسم بالسرعة وأن يكون لنا وجود ملموس". وقالت: "دورنا نزع مخاطر الاستثمارات"، مشيرة إلى ضمانات القروض وعمليات التمويل المختلط.