جمعت الجامعة الأمريكية بين كل من الكاتب خالد الخميسى ومترجم كتابه الأكثر مبيعا «تاكسى» إلى اللغة الإنجليزية جوناثون رايت، وأدارت سامية محرز، أستاذة الأدب العربى بالجامعة الأمريكية، اللقاء الذى دار حول تجربة الترجمة التى جمعت بينهما بشكل خاص وتحديات الترجمة بشكل عام. أكد خالد الخميسى أكثر من مرة خلال اللقاء أنه لا يراجع الترجمات التى طُرحت ل«تاكسى» واعتبر أن الأمر يخص الناشر والمترجم أكثر منه، وفى الوقت نفسه استثنى ترجمة الكتاب إلى اللغة الفرنسية من الأمر وقال «الاستثناء هو الفرنسية لأنى أتقنها كالعربية وراجعتها مراجعة دقيقة»، أما ترجمة جوناثون رايت للكتاب إلى الإنجليزية فقال إنه لم يراجعها وأكتفى بقراءة أول فصلين بالكتاب، مؤكدا أنه يعلم أنه يتعامل مع مترجم وصحفى محترف وأنه من الهزل أن يناقشه أو يعترض على وجهة نظره فى ترجمة النص، معتبرا أن تدخله فى هذه الحالة كان سيكون شكلا من أشكال الكوميديا السوداء. تحدث الخميسى أيضا عن أن ترجمة أعماله لعدد كبير من اللغات الأجنبية أسهم فى خلق صدى طيب فى الدول التى استقبلت كتابه، حيث تمت دعوته أكثر من مرة لندوات ومحاضرات بهذه الدول بعضها يتعلق بالأدب والآخر يتعلق بالحديث عن مصر على جميع المستويات سياسيا واجتماعيا وثقافيا، وفى رده على سؤال وجهته له الدكتورة سامية محرز حول تحوله من النزعة التجريبية التى قدمها فى «تاكسى» لكتابة شكل أكثر كلاسيكية فى روايته الأحدث «سفينة نوح» قال إنه ككاتب لا يفكر مسبقا فى الشكل الذى يود من خلاله طرح الموضوع الذى يشغله، وأن البناء الأدبى لا يسبق التفكير فى الفكرة، واعتبر أن «سفينة نوح» كتبت بشكل به كثير من التجريب أيضا، وقال إنه لا توجد قرارات عقلانية للكاتب تجعله يحدد الشكل الأدبى للعمل مسبقا ويختار تكنيكا للكتابة على شاكلة خطة «424» التى يضعها حسن شحاتة لتحقيق الفوز مثلا. وأعلن الخميسى أنه على وشك الانتهاء من كتابه الثالث «ليلة بعد ليلة» الذى اختار له هذه المرة اللغة العربية الفصحى بأسلوب يختلف عن تجربتيه السابقتين، ولفت إلى أن الترجمة بالنسبة له إبداع حقيقى، مشيرا إلى أنه قرأ عشرات الروايات بترجمات مختلفة للرواية الواحدة وذكر منها روايات وليام شكسبير. أما جوناثان رايت، المراسل السابق لوكالة «رويترز» والمترجم البارز، فقال إن «تاكسى» كان الطريقة المثلى التى تعرف من خلالها على التعددية فى مصر، وشاركه الخميسى الحديث، فى رد على أسئلة الحضور، حول الترجمة الحرفية ونقل النص المكتوب بالعامية إلى الإنجليزية وما به من صعوبات تواجه المترجم، وتطرق رايت أيضا فى حديثه إلى ترجمة رواية «عزازيل» ليوسف زيدان التى قال عنها إنها رواية تحمل رسالة قوية للأمل والتسامح ونبذ التطرف وذلك بشكل فلسفى لأحداث تدور فى زمن بعيد، الأمر الذى جعل ترجمتها أمرا صعبا. جدير بالذكر أن هذه المحاضرة تعتبر الثالثة ضمن سلسلة محاضرات «المترجم» التى ينظمها مركز دراسات الترجمة التابع للجامعة الأمريكية بالقاهرة.