• جنايات الزقازيق تنظر أولى جلسات محاكمة المتهم غدا حصلت «الشروق» على نص التحقيقات في القضية التي هزت الرأي العام خلال الفترة الأخيرة، والمعروفة إعلاميًا بقضية "فتاة الزقازيق سلمى بهجت"، التي قُتلت بعد إصابتها ب19 طعنة متفرقة بجميع أنحاء الجسد على يد زميل لها في الجامعة، بحسب ما جاء في تقرير الصفة التشريحية. وتنظر محكمة جنايات الزقازيق بمحافظة الشرقية، غدا الأحد، أولى جلسات محاكمة المتهم، الذي أنهى حياة المجني عليها بعدما سدد لها عدة طعنات داخل مدخل عمارة بمحيط محكمة الزقازيق، الثلاثاء 9 أغسطس الماضي، وذلك قبل ضبطه من جانب قوات الأمن بمديرية أمن الشرقية، فيما تبين وجود وشم على صدر المتهم يحمل عبارة "سلمى حبيبتي"، ووشم آخر على يده اليمنى يحمل اسمها: "سلمى". جاء في أمر الإحالة أن النيابة العامة قد قررت إحالة المتهم إسلام محمد فتحي مصطفى طرطور، إلى المحاكمة الجنائية؛ لاتهامه في القضية رقم 7730 لسنة 2022 جنح أول الزقازيق، لأنه في يوم 9 أغسطس 2022، قتل المجني عليها سلمى بهجت محمد محمود، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، وذلك بأن بيت النية وعقد العزم على قتلها لعزوفها عن الارتباط به وإخفاق محاولاته المتعددة لإرغامها على ذلك، حيث وضع مخططًا لقتلها تقصى فيه ميقات ترددها على العقار محل الواقعة، وأعد لهذا الغرض سلاحًا أبيض (سكين) وكمن مستترًا بإحدى زوايا مدخل ذلك العقار متربصًا لها، وما أن أظفر بها حتى إنهال عليها طعنًا قاصدًا إزهاق روحها، فأحدث بها الإصابات الموصوفة في تقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياتها على النحو المبين بالتحقيقات. وتبين أن المتهم قد أحرز سلاحًا أبيض (سكين) بغير مسوغ قانوني على النحو المبين بالتحقيقات، وبناءً عليه يكون المتهم قد ارتكب جناية وجنحة وفقًا للمواد 230 و231 و232 من قانون العقوبات، والمواد 1/2501 مكرر و3001 / 1 من القانون رقم 394 لسنة 1954 المعدل بالقوانين أرقام 26 لسنة 1978 و165 لسنة 1981، و5 لسنة 2019، والبند رقم 6 من الجدول رقم 1 الملحق بالقانون الأول، والمعدل بقرار وزير الداخلية رقم 1756 لسنة 2007، لذلك وبعد الإطلاع على نص المادة 214 من قانون الإجراءات الجنائية، أمرت النيابة العامة بإحالة القضية إلى محكمة جنايات الزقازيق المختصة بدائرة محكمة استئناف المنصورة لمعاقبة المتهم طبقًا لأمر الإحالة وقائمة أدلة الثبوت المرفقين، مع استمرار حبس المتهم على ذمة المحاكمة الجنائية. شهود العيان أكدت الشاهدة الأولى على الواقعة، أنها تربطها علاقة صداقة بالمجني عليها لسابق قيامهما بالتدريب سويًا بالجريدة الكائنة بالعقار محل الجريمة، وأنها على علم بوجود علاقة عاطفية بين المجني عليها والمتهم، وبتاريخ سابق على الواقعة هاتفتها المجني عليها لمرورها بضائقة نفسية فطلبت منها الحضور إليها للتحدث معها وإخراجها من تلك الحالة، فوافقت على ذلك، وسبق وأن تواصل معها المتهم للاطمئنان على المجني عليها بعد أن فشل في تواصله المباشر معها. وفي اليوم السابق على الواقعة، فوجئت بتواصل المتهم معها مدعيًا اطمئنانه على المجني عليها فأخبرته بحضور الأخيرة إليها بالجريدة محل تدريبها يوم الواقعة، وقبل حدوث الواقعة هاتفتها المجني عليها وأخبرتها بحضورها على السلم الخاص بالعقار الذي شهد الواقعة، وطلبت منها النزول لها ومقابلتها عليه، وحال نزولها لمقابلتها شاهدت المتهم ممسكًا بسلاح أبيض (سكين) معتديًا به على المجني عليها مسددًا لها عدة طعنات بجسدها، ما أثار رعبها وقامت بالصراخ والصعود إلى الجريدة للاستغاثة. أنا باقتلك علشان بحبك أوضح الشاهد الرابع على الواقعة، خلال التحقيقات، أنه حال تواجده بالمحل الخاص به شاهد المتهم قبل الواقعة بفترة زمنية تقارب الساعة يتردد على العقار محل الواقعة ذهابًا وإيابًا وقام بشراء زجاجة مياه منه، وعقب ذلك انتبه لسماعه صوت صراخ صادر من العقار محل الجريمة فتوجه صوبه وشاهد المتهم جاثمًا بجوار المجني عليها الملقاة أرضًا على ظهرها مسددًا لها العديد من الطعنات بجسدها باستخدام سلاح أبيض (سكين) مرددًا عبارة «أنا باقتلك علشان بحبك»، فقام الشاهد بغلق باب العقار عليه؛ خشية هروب المتهم لحين القبض عليه بمعرفة الأجهزة الأمنية. تقرير الصفة التشريحية ثبت في تقرير الصفة التشريحية الخاص بالمجني عليها، أن بها إصابات 19 جرحًا مستوي الحواف وحوافها متباعدة منتشرة بمقدمة الصدر والبطن، وأصغرها بطول حوالي اثنان ونصف سنتيمتر، وأكبرهم بطول حوالي 4 سنتيمترات، بينها 7 جروح مستوية الحواف. كما ثبت في نص التحقيقات أن الإصابات الحيوية الحديثة المشاهدة والموصوفة بجثة المجني عليها عبارة عن إصابات طعنية حدثت من المصادمة والطعن بجسم أو أجسام صلبة ذات حافة حادة وسن مدبب ك"سكين"، وتعزي الوفاة إلى الإصابات الطعنية الحيوية الحديثة المشاهدة والموصوفة بالجثة وما أحدثته من قطوع مستوية الحواف عديدة بالقلب والرئتين والكبد والطحال والكليتين والأحشاء وما أدت إليه من أنزفة غزيرة. اعترافات المتهم بقتل الطالبة سلمى بهجت وأقر المتهم، خلال تحقيقات النيابة العامة، تفصيليًا بارتكابه الواقعة، وأنه كانت تربطه علاقة عاطفية بالمجني عليها وتقدم لخطبتها أكثر من مرة إلا أن والدها رفض، واستمرت تلك العلاقة بينهما إلى أن حدثت خلافات بينهما بسبب تعاطيه للمواد المخدرة وشربه الخمور ورسم الوشم على جسده واختلاف طباعهم، رغبت خلالها المجني عليها في إنهاء تلك العلاقة، إلا أنه اعترض على ذلك مهددًا إياها بالإيذاء وفضح أمر علاقتهما وقتلها. وبتاريخ سابق على الواقعة، أعد سلاحا أبيض (مطواة) راغبًا في إزهاق روحها انتقامًا منها، وتوجه لمقر دراستها منتويًا قتلها، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، وتواصل مع الشاهدة الأولى صديقة المجني عليها وعلم منها بحضور المجني عليها إليها بتاريخ الواقعة فقام بشراء سكين من الشاهد الثامن وتوجه إلى مكان الواقعة وانتظر قدومها معدًا للسلاح بقصد إزهاق روحها، وما أن شاهد دخولها العقار محل الواقعة فتتبعها وشاهد نزول الشاهدة الأولى لمقابلتها فأسرع في تسديد العديد من الطعنات بجسد المجني عليها بقصد قتلها. وعلى إثر صراخ الشاهدة الأولى واستغاثتها تجمع العديد من الأهالي، الذين قاموا بغلق باب العقار محل الواقعة عليه، قام بتصوير جثة المجني عليها والسكين مرتكب الواقعة به؛ لنشره على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أقر بصحة المقطع المصور له عقب ارتكابه للجريمة متحدثًا بهاتفه حال كون المجني عليها مسجاة أرضًا. وأكدت الشاهدة التاسعة، وهي والدة المتهم، قيام الأخير بالاتصال بها هاتفيًا أخبرها بقيامه بقتل المجني عليها، فيما ثبت بفحص هاتف المتهم احتوائه على أدلة رقمية (محادثات ومراسلات) صادرة من حساب المتهم، تضمنت تهديدات للمجني عليها ونشر صورة المجني عليها بعد قتلها عبر تطبيق واتس آب، وبفحص هاتف المجني عليها ثبت احتوائه على أدلة رقمية (محادثات ومراسلات) فيما بينها وبين الشاهدة الأولى تتضمن اتفاقًا على تقابلهما بمحل الواقعة وبتاريخ حدوثها. وفي وقت سابق، حددت جهات التحقيق جلسة الأحد، 4 سبتمبر 2022، لنظر أولى جلسات محاكمة المتهم بقتل طالبة الزقازيق، في مدخل أحد العقارات بمحافظة الشرقية، وذلك بعد إحالة المتهم إلى محكمة الجنايات المختصة؛ لاتهامه بقتلها عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.