* صعوبة المسلسل كانت فى الفترة الزمنية للأحداث بسبب تغير معالم القاهرة * المنصات الرقمية أحدثت فارقا كبيرا فى شكل الدراما.. ولم أتأخر فى دخول عالم المسلسلات * المسلسل لاقى صدى واسعا.. والجمهور أصبح مثقفا أكثر ويفكر فى زوايا المشاهد وكل منهم يحللها وفق رؤيته * متحمس جدا لرؤية موسم ثانٍ وثالث من العمل بأفكاره غير المألوفة من الوهلة الأولى، استطاع عالم و فكرة مسلسل «منورة بأهلها»، أن يجذب المخرج يسرى نصرالله ليكون أول أعماله الدرامية الكاملة، التى تحمس لها حيث أحتوى على جميع العناصر الملهمة له من سيناريو مكتمل قبل بداية التصوير، وتحضير جيد للعمل بالكامل قبل الشروع فى تنفيذه، وهو ما يشبه السينما والتى هى عشقه الأول. ألتقت «الشروق» بالمخرج يسرى نصر الله، وتحدثت معه عن سبب حماسه لتقديم مسلسل، ورأيه فى دخول المنصات الرقمية لصناعة التلفزيون، والصعوبات التى واجهته أثناء التصوير وتوقعه لردود الأفعال. * ما الذى حمسك بالمسلسل ليكون «منورة بأهلها» أول أعمالك التلفزيونية الكاملة؟ أكثر ما حمسنى لتجربة المسلسل هو السيناريو، فأنا أحب فى أعمال محمد أمين راضى أنه لا يمتلك أجندة وأنه يحكى حكاية يدخل من خلالها لعوالم غير مألوفة، مثل حكايات ألف ليلة وليلة التى أحبها بشكل كبير، كما أن المسلسل ذكرنى بأفلامى «مرسيدس» و«أحكى يا شهر زاد»، ووجدت به أنه يشبههم فى أنه يحكى حكايات من وحى الخيال بالطبع يتخللها بعض المواقف الحقيقية التى حدثت بالفعل، إلى أننا فى النهاية نحكى حكاية من خيالنا نحن، إلى جانب أننى غير مرتبط بموسم بمعنى أنه إنتاجيا أعمل على سيناريو مكتمل ومحضر لأحداثه جيدا، والذى حدث بسبب عرضه على منصة رقمية، حيث إن المنصات الرقمية غيرت مفهوم المسلسلات فى السنوات الأخيرة وأصبح التحضير جيدا للعمل وتقديم عمل متقن ويحتوى على مادة تحترم المشاهد، بالإضافة لوجود شركة إنتاج تحضر للعمل جيدا، وتهتم بأن جودة المسلسل تكون عالية مثلما يحدث بالأفلام السينمائية، جميع هذه الأسباب تشعرنى بالسعادة فى العمل. * هل ترى أنك تأخرت فى الدخول إلى الدراما التلفزيونية.. وما الذى جعلك تفكر فى تقديم مسلسل؟ المنصات الرقمية أحدثت فارقا كبيرا فى شكل الدراما، ففى السنوات السابقة كانت الدراما التلفزيونية تقريبا مقتصرة على الموسم الرمضانى، ولم يكن يحضر جيدا لأغلبها فتبدأ تصوير والسيناريو غير مكتمل والتحضير غير مكتمل، فتجد نفسك مضطرا فى بعض الأحيان للتنازل عن بعض متطلبات العمل أو تلجأ إلى المط والتطويل لأن السيناريو المكتوب لا يناسب ال30 حلقة، كما أنها أتاحت للمشاهد فرصة الاختيار وفرض نوعية الأعمال التى يحبها، ولا أرى أننى متأخر على شيء، فالتغير الذى طرأ على الدراما بسبب المنصات فى السنوات الأخيرة هو الذى جعلنى مقبلا على تقديم مسلسل. * كم استغرق التحضير للمسلسل؟ نصف السيناريو كان مكتوبا فى ديسمبر 2020، وأكمل محمد أمين راضى باقى الحلقات وأصبح جاهزا فى مارس 2021، وبدأنا التصوير فى يوليو 2021، وخلال الأربعة شهور التى بينهم اخترنا الأبطال وبدأنا تحضيرات والتفكير فى كيفية تطبيق الأفكار المكتوبة، والتى هى غير مألوفة ومجنونة فى بعض الأحيان، على أرض الواقع. * المسلسل تدور أحداثه فى نهاية الثمانينيات وحتى مطلع الألفية الجديدة.. هل واجهت صعوبة إخراجية؟ قابلت العديد من الصعوبات الإخراجية فالكثير من معالم القاهرة تغيرت بشكل كامل فى السنوات الأخيرة، حتى أنه فى 2021 أصبح هناك العديد من المعالم الجديدة التى لم تكن موجودة قبل أشهر قليلة، وعلى سبيل المثال أريد التصوير على كورنيش النيل أصبح الآن موجود ممشى أهل مصر، وأنا أحب دائما أن أظهر الخلفيات وأركز عليها واستخدم مشاهد واسعة ولكنى اضطررت فى بعض الأحيان لاستخدام مناظير ومشاهد ضيقة أو أظلم الخلفية بقدر كبير؛ لأنها تحتوى على معالم تناقض الفترة الزمنية التى نقدم خلالها أحداث المسلسل. إلى جانب مشكلة كبيرة لابد أن تبدأ الناس فى التحدث عنها لأنها غير مقبولة، وهى صعوبة الحصول على تصاريح للتصوير، فعندما يكون لدى مشاهد أريد تصويرها بمركب فى النيل، ويكون ممنوعا أن تتحرك المركب إلا فى الوقت بين الساعة السادسة والثانية عشرة مساء، كما يكون ممنوعا أن تتحرك خارج نطاق معين، ويكون مستوى الضوضاء بهذا النطاق غير محتمل ولا يمكن العمل به، نظرا لمتطلبات بعض المشاهد التى تحتم أن يتم تصويرها فى وقت متأخر من الليل فى هدوء تام ووسط أجواء غامضة، وأنت كمخرج يصبح كل تركيزك فى إيجاد الزاوية المناسبة التى تجعلك تتجنب جميع الظروف المحيطة بك بدلا من التركيز فى المشهد وأداء الممثلين. وهذا يجعلنى أطرح سؤالا لماذا هذا العداء الكبير للتصوير، وتصور المسئولين أننا بنوك متحركة، ويقول لك «إذا كنت تريد هذه الأجواء أبنى لها ديكورا مخصوصا أو استخدم الخدع البصرية كما فى هوليوود»، ليس لدى مشكلة فى أن أفعل مثل هوليوود، ولكن وفر لى المناخ المناسب مثلما يفعلون هناك وأعفينى من الضرائب كما تعفى هوليوود صناع السينما منها. * هل كنت تتمنى عرض المسلسل على قناة مفتوحة بدلا من المنصة الرقمية؟ لم أتمن أن يعرض المسلسل على قناة تلفزيونية، فالأعمال التى تقدم على المنصات الرقمية أنضج ولا تخاطب أى متفرج، فأنت عندما تفتح أى منصة رقمية تجد تصنيف العمل للفئة العمرية واضحا، إضافة إلى فكرة عامة عن إطار العمل؛ ويمكنك أن تختار أن تشاهده أم لا أو تشاهده أنت وتمنعه عن أطفالك، إلى جانب أنك تدفع ثمن الخدمة التى تتمتع بها، أنا لست غاويا للدفع أو أطلب من الناس أن تدفع أو ألزمهم بها، ولكن دفع ثمن الخدمة يعد بذل مجهود؛ ففى الماضى كنا نبذل مجهودا لنشاهد الأعمال، حيث كنا نذهب إلى السينما وهذا أبسط شيء، أو نذهب على سبيل المثال إلى المركز الثقافى الفرنسى لنشاهد فيلما فرنسيا، أو الذهاب إلى نادى السينما لمشاهدة أعمال أجنبية تتعلم منها، أو نشترى أو نؤجر من مكان ما شريطا لمشاهدة عمل معين، فثقافة الدفع مقابل الخدمة موجودة وهو ليس أمرا جديدا، وإذا لم تعجبك الأعمال التى تشاهدها فأنت تشارك بتقييمها، وإذا كان عدد غير المعجبين بعمل معين كبيرا، لن يعاد تقديمه أو تقديم عمل مشابه له، فبالتالى أنت تشارك فى فرض المحتوى الذى يعجبك وترغب به. وطبيعة القنوات المفتوحة تجعل الأعمال المقدمة عليها عائلية أكثر وعليها قيود رقابية أكبر، وكلامى ليس معناه أن أعمال المنصات معفية من الرقابة فهى يجب أن تحصل على تصاريح من الرقابة، ولكن القيود أقل فتستطيع أن تقدم عملا يختاره المشاهد، ولا تقتحم على المشاهد بيته من خلال شاشة متاحة للجميع وتجبره على مشاهدة عمل معين ربما لا يتوافق مع ثقافته أو لا يرغب فى أن تشاهد عائلته هذا العمل. * كيف تجد ردود الفعل على المسلسل.. وهل شجعتكم لتقديم موسم ثانٍ؟ سعدت جدا بردود الفعل وأن المسلسل لاقى صدى واسعا لدى الجمهور، وأن الجمهور أصبح مثقفا أكثر ويفكر فى زوايا المشاهد وكل منهم يحللها وفق رؤيته، على الرغم من أنه هناك من انتقض بعض المشاهد كملابس سلوى عثمان فى شخصية الراهبة، وقالوا إن هذه ليست ملابس راهبة، ولكنه بالفعل يوجد راهبات يلبسن نفس الملابس، ولكنها ليست منتشرة أو لا يرونها كثيرا، حيث إن اختيار الملابس يتم وفق دراسات وأبحاث للتأكد منها وهل هى مناسبة للفترة الزمنية التى نقدم بها العمل أم لا. أنا متحمس جدا لرؤية موسم ثان وثالث من العمل، لا أعلم سأكون أنا مخرجه أم لا ولكنى متحمس له، وفى النهاية هذا الأمر يحسمه المنتج شريف المعلم، الذى عذبته كثيرا بمتطلباتى. * ما الذى تحضر له فى الفترة القادمة؟ أحضر حاليا لفيلم «أسطورة زينب ونوح»، وسأبدأ تصويره فى الشتاء المقبل، لأن طبيعة الفيلم تفرض علينا ذلك.