ظافر العابدين: رومانسية «عروس بيروت» غير مبالغ بها لم أشاهد المسلسل المأخوذ منه العمل.. وحاولت التعبير عن الواقع العربى «خط الدم» مغامرة كبيرة.. وضحكت على التعليقات الساخرة أحرص على تقديم أدوار متباينة حتى لا يصاب المشاهد بالملل التواجد فى الدراما المصرية مهم.. وللمنصات الإلكترونية دور لا يتداخل مع السينما حالة من النشاط الفنى يعيشها الفنان التونسى ظافر العابدين، بعد نجاح مسلسل «عروس بيروت» فى موسمه الثاني، واحتلاله المركز الأعلى من حيث نسب المشاهدة ، إلى جانب تقديمه لفيلم الرعب «خط الدم» بمشاركة الفنانة نيللى كريم، وتحضيره لمشاركته الأولى مع النجم أحمد السقا فى تجربة سينمائية منتظرة. «الأهرام المسائى» التقاه حيث تحدث عن نجاحاته الحالية ومشروعاته المستقبلية، وتعليقه على السخرية التى تعرض لها بعد تقديمه شخصية مصاص دماء فى «خط الدم»، ورأيه فى رومانسية الرجل العربى، وتفاصيل أخرى فى الحوار التالي: كيف استقبلت ردود الفعل حول دورك فى مسلسل «عروس بيروت» بعد عرض موسمه الثانى ؟ الحمد لله ردود الفعل كانت جيدة ومحمسة للغاية، وبعيدا عن ردود الفعل المباشرة أو على مواقع التواصل الاجتماعي، فالمسلسل هو رقم واحد من حيث نسب المشاهدة على المنصة التى يعرض عليها. فى رأيك ما سر ارتباط المشاهد بهذا العمل؟ أعتقد أن الخلطة ككل هى سبب النجاح وفى ردود الفعل الجيدة، فمثلا الكتابة ناقشت جوانب رومانسية غير تقليدية مثل قصة حب «ليلى وعادل»، فالجمهور العربى غير معتاد على قصص الحب بين كبار السن، وأيضا قصة حب «ثريا وفارس» مكتوبة بشكل رائع، كذلك العلاقات بين الإخوة نسجت بشكل درامى هائل، فالتركيبة بنيت على أساس مسلسل اجتماعى يمس كل الناس بصرف النظر عن جنسيته فهو مسلسل قريب من الشخص يحكى عن مشكلاته وأوجاعه، بخلاف حرفية التصوير والديكور والإخراج وأداء الممثلين، واعتقد أن هذا ما جعل المسلسل يلقى صداه. بعيدا عن العناصر التى ذكرتها هل يمكن أن نرجع سبب النجاح أيضا إلى أن المسلسل مأخوذ من فورمات أجنبى ؟ هذه فكرة لم نخترعها، وهو أمر موجود فى كل العالم، حتى أمريكا بها مسلسلات مأخوذة من فورمات أجنبية أخري، وللعلم أنا لم أشاهد المسلسل المأخوذ منه القصة سوى أول حلقة به فقط كى أعرف خط سير العمل ليس أكثر ولم أشاهد حتى أداء الممثلين، حيث تعاملت مع المسلسل كنص يحكى عن واقع عائلة لبنانية وحاولت أن أجسد أداء يعبر عن الواقع العربي، دون أن أفكر هذا نسخة أجنبية أو لا، ولا يعنينى نجاح المسلسل فى نسخته الأصلية، لأن ما يهمنى هو نجاح الدور فى المسلسل الذى أشارك به. البعض رأى أن مسلسل «عروس بيروت» يحمل جرعة مبالغ فيها من الرومانسية لا تتناسب مع واقع الرجل العربى.. ما تعليقك؟ يرد ضاحكا : أكيد هناك رجال رومانسيون فى الوطن العربي، وبعيدا عن جرعة الرومانسية فالمسلسل ناقش الخلافات التى شاهدناها بين أبطال العمل «ثريا وفارس»، وبالتالى فإن هذا القدر من الرومانسية موجود فى الواقع، ولكن قد تختلف الطريقة من ثنائى لآخر، الشيء الآخر الذى أحب أن أوضحه هو أن من أهداف الدراما أن تجعل المشاهد يتخيل ويحلم بواقع مشابه للمحتوى الدرامى الجيد الذى يراه، ولكن أؤكد أن رومانسية عروس بيروت ليست مبالغا بها ووطنا العربى مليء بالرجال العاطفيين. البعض أرجع عدم ظهورك فى دراما رمضان هذا العام لرغبتك تقليل تواجدك فى الدراما المصرية مقابل العربية.. ما تعقيبك؟ هذا الكلام غير صحيح بالمرة ، فأنا عندى فيلمين مصريين خلال الفترة المقبلة، أما بالنسبة للمسلسلات فسبب عدم تواجدى فى السباق الرمضانى هذا العام يرجع إلى أنه لازال يعرض لى حاليا مسلسل درامى انتهيت من تصويره منذ فترة قصيرة جدا، حيث إن التصوير استغرق 11 شهرا وهى مدة طويلة جدا ومرهقة جدا، فمن غير المعقول بالمرة أن انتهى من التصوير لأدخل مسلسل رمضاني، وأنا ملتزم تجاه عائلتى التى لها حقوق عليّ، لذا كان الاختيار أن ألا أتواجد هذا الموسم ولكن سأظهر خلال الموسم المقبل فى دراما رمضانية مصرية ، فمصر مهمة جدا بالنسبة ليّ لأن نجاحاتى بها وأصحابى أيضا، وأشعر براحة كبيرة وأنا متواجد بها. كيف رأيت تجربتك فى فيلم «خط الدم»؟ تجربة مميزة جدا بالنسبة لي، وأنا متفهم سؤالك وأحب أن أؤكد أنه منذ عُرض عليّ المشروع وأنا أعلم أنه مختلف، وبه شيء من المغامرة، فهو فيلم غير مناسب لجميع فئات الجمهور، لأنه فيلم رعب به شخصيات مصاصين دماء، وبالتالى سيجذب نوعية محددة من الجمهور الذى يفضل مثل هذه الأفلام ، وهذا بخلاف أن أفلام الرعب غريبة على السينما العربية والمصرية، خاصة أن أفلام ال«فامبير» سياقها مختلف ولو أحد غير متابع لها لن يفهم الفيلم وسيرى سيناريو الفيلم غير مترابط وغير مفهوم و بالتالى أعلم جيدا أن «خط الدم» مغامرة، ومتفهم جدا أن بعض الجمهور لا يتقبل التحول من دور رومانسى لدور مصاص دماء. وما تقييمك للعمل بعد عرضه على الجمهور ؟ بعد عرض الفيلم على منصة إلكترونية احتل المركز الثانى للاعلى نسبة مشاهدة بعد مسلسل «عروس بيروت»، وبالتالى فإن ردود الأفعال كانت جيدة جدا . ألم تتابع التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الأجتماعى بخصوص الشكل الذى ظهرت به فى الفيلم ؟ بالتأكيد تابعت «الكوميكس» التى نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بشكلى وتقبلتها بصدر رحب، فمثلما تقبلت التعليقات وردود الفعل الجيدة أيضا تقبلت المزاح وضحكت عليها جدا وأعجبت بها فالمصريون دمهم خفيف فعلا. معنى ذلك أن بعض التعليقات الساخرة التى اصطحبت صورتك لم تغضبك؟ مطلقا، فأنا أعلم جيدا أن الفيلم نوعى ويخاطب نوعية محددة من الجمهور وبالتالى باقى الجمهور لم ولن يتقبله، مثل أن يكون هناك فيلم أكشن جيد ولكن بعض من الجمهور لم يعجب به لأنه يفضل الأفلام الرومانسية، وأؤكد أننى لا أطمح أن أعجب كل الناس، لأن هذا معناه أن أضع نفسى فى إطار محدد لا يخرج عن الشكل الذى يعتاده ويوافق عليه كل الناس. هل ترى أن السينما العربية متأخرة كثيرا وتواجه صعوبة فى مواكبة سينما الرعب العالمية؟ المشكلة تكمن فى عدم تقبل الجمهور العربى لأى محتوى رعب عربي، فمثلا الناس متخيلة أن أفلام مصاصى الدماء لابد أن تكون مخيفة فقط من أول الفيلم لآخره، وهذا غير حقيقى فأفلام الفامبير هى أفلام بها بعد اجتماعى ورومانسى أيضا . حدثنا عن دورك فى فيلم «العنكبوت».. وما السبب فى الفجوة الزمنية بين آخر أفلامك «عصمت أبو شنب» ومشروعك المقبل؟ فعلا فترة طويلة منذ فيلم «عصمت أبو شنب» الذى كنت سعيدا به جدا مع ياسمين عبد العزيز، ولكن «العنكبوت» مختلف تماما عن «عصمت أبو شنب» اللايت كوميدي، فالعنكبوت يندرج تحت نوعية أفلام الحركة والأكشن، وأقوم فيه بدور مختلف عما قدمته سابقا، فملامح الشخصية بها لمحة شر. هل هذا تعمد منك أو بمعنى أدق أنك تحاول أن تخرج من نطاق شخصية ال«جان» الرومانسى خصوصا بعد نجاح «عروس بيروت»؟ الحقيقة أنا عادة ما أتعمد ذلك، وهو أن أقدم شخصيات مختلفة وأدوار متباينة ،حتى لا يصاب المشاهد بالملل من ظهورى على الشاشة . و ماذا عن التعاون الأول مع الفنان أحمد السقا؟ أحمد صديق عزيز ومستمتع بالعمل معه، الفيلم كله بالنسبة لى تحد كبير رغم ظروف التصوير الصعبة التى تستغرق ضعف الوقت المفروض استغراقه بسبب ظروف كورونا، ولكنى متوقع له نجاحا مميزا بسبب طاقم العمل بالكامل وبسبب النجوم العظام الذين يشاركون به. ما أصعب المشاهد التى واجهتك فى تصوير «العنكبوت»؟ الفيلم مليء بمشاهد الأكشن وكان التحدى الكبير بالنسبة لى أن أقدم الدور بشكل مقنع للجمهور خصوصا أنه شكل جديد لم يشاهدنى به الناس من قبل. منذ جائحة كورونا أصبح هناك اتجاه لعرض الأفلام فى عرضها الأول على المنصات الالكترونية.. هل وجدت ذلك مفيد فنيا؟ بالطبع مفيد فالفيلم المصرى ممكن أن يتم مشاهدته فى الارجنيتين عن طريق هذه المنصات، والمسلسل السورى يمكن أن يشاهد فى تشيلى، ولكن هذا لا يعنى أن يتم إلغاء قاعات السينما، فالسينما تأثيرها سيظل موجود فمشاهدة الفيلم فى قاعة عرض سينمائى شعور لا يمكن أن يضاهى بمشاهدته فى المنزل أو على جهاز «الأيباد» ، فالمنصات الالكترونية ساعدتنا وقت انتشار فيروس كورونا ووقت ما كان العالم كله يخضع لحجر منزلي، وبالتالى فالمنصات الالكترونية لها دورها الذى لا يتداخل مع دور السينما أو يلغيها. ماذا عن مشاركتك فى مسلسل «ذا إيدى» الذى عرض على المنصة العالمية نيتفلكس؟ كانت تجربة مميزة ومختلفة وسعيد أننى قبلتها، فأعتقد أنه أصبح واضحا أننى شخصية تحب التجربة، وهذا المسلسل كان تجربة مختلفة تماما عن مشاركاتى العربية، و العام المقبل ستكون لى مشاركة فى فيلم هوليود بإذن الله.