قال رئيس وزراء باكستان يوسف رضا جيلانى إنه ليس هناك أى خطر على الأسلحة النووية واحتمال وصولها إلى أيدى المتطرفين، مشددا على أن البرنامج النووى الباكستانى لن يخضع للمساومة. ورأى خبير باكستانى فى تصريحات خاصة ل«الشروق» أنه من الصعب جدا اختراق منظومة السلاح النووى الباكستانى، التى لا يعرف الرئيس آصف زردارى أو رئيس وزرائه عنها شيئا، حيث لا يمتلك سوى شخصين فقط فى الجيش أسرار تلك الأسلحة. وقال جيلانى للصحفيين فى مطار ملتان بإقليم البنجاب أمس الأول إن الأسلحة النووية تخضع لهيئة القيادة والتحكم النووى التابعة للقيادة العسكرية، التى أكدت دائما سلامة الأرصدة النووية. ونفى صحة التقارير الإعلامية الغربية التى شككت فى سلامة الأرصدة النووية الباكستانية، مشددا على أن باكستان لن تساوم على برنامجها النووى، بحسب وكالة شينخوا الصينية. ويأتى حديث جيلانى بعد نشر الصفى الأمريكى سيمور هيرش تقريرا كشف فيه عن مفاوضات على تفاهمات عالية الحساسية مع الجيش الباكستانى بشأن توفير الأمن للترسانة النووية الباكستانية. وجاء فى تحقيق هيرش الذى نشر الأسبوع الماضى فى مجلة «النيويوركر» أنه علم من خلال لقاءات أجراها مع مسئولين سابقين وحاليين فى الولاياتالمتحدةوباكستان أن هذه التفاهمات تسمح للقوات الأمريكية المدربة بتوفير الأمن للترسانة النووية إذا ما طرأت أى أزمة فى المستقبل. فى الوقت نفسه يحصل الجيش الباكستانى على أموال لتجهيز وتدريب الجنود الباكستانيين وتحسين مساكنهم والمرافق العامة لهم، بحسب هيرش. وأشار الصحفى الأمريكى إلى أن الخشية نابعة من قيام «المتطرفين داخل باكستان بانقلاب وبسط السيطرة على مواد نووية أو حتى تحويل مسار الرءوس النووية». وفى تصريح ل«الشروق»، قال جاسم تقى الدين، نائب رئيس تحرير صحيفة «باكستان نيوز»، إن «أسرار الأسلحة النووية لا يمكن اختراقها بسبب إجراءات الأمان والسرية التامة حولها»، موضحا أنه «لا يوجد فى باكستان أحد على دراية بالكود السرى للسلاح النووى سوى شخصين من ثلاثة أشخاص هم قائد الجيش الجنرال اشفاق كيانى ورئيس الأركان الجنرال طارق مجيد والمسئول عن السلاح النووى الجنرال خالد خديوى». وأضاف: «حتى الرئيس ورئيس الوزراء لا يعلمان شيئا، فالسلاح النووى بعهدة الجيش بشكل تام، وأماكن السلاح النووى تم تغييرها عقب احداث الحادى عشر من سبتمبر، حيث كان يخشى الرئيس الباكستانى برويز مشرف (آنذاك) من هجوم أمريكى على الأسلحة النووية». وأوضح أن «باكستان فصلت الرءوس النووية عن أجهزة الإطلاق ووسائل نقلها، وبذلك فإنه فى أحلك الظروف إذا تمت مهاجمة مخزن للرءوس النووية فإن الإرهابيين لن يستطيعوا تفجيرها أو نقلها». وأرجع تقى الدين الجدل الدائر حاليا حول السلاح النووى إلى «القلق الكبير الذى سببته الهجمات الانتحارية التى استهدفت بشكل مكثف مقرات للجيش وقواعد عسكرية». وقد نفت السفيرة الأمريكية فى باكستان أن باترسون صحة تقرير «النيويوركر». وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن واشنطن توفر بعض التدريب والمعدات لباكستان لتعزز أمن المنشات النووية، لكنها نفت أى نية للسيطرة على ترسانتها. من ناحيتها ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أمس أن ضغوطا داخلية فى باكستان تتزايد للإطاحة بالرئيس زاردارى على خلفية تحالفه مع واشنطن. ونقلت الصحيفة عن سياسيين باكستانيين القول إن زاردارى قد يضطر إلى التنحى عن منصبه خلال شهور قليلة فى ظل تنامى مشاعر السخط الشعبى ضده، بسبب الفساد، الذى استشرى بشدة منذ وصوله للرئاسة قبل نحو 18 شهرا، بجانب تزايد حدة الغضب بين صفوف العسكريين الباكستانيين من تقاربه الشديد مع واشنطن، خاصة مع تنامى العلاقات بين الولاياتالمتحدة والهند العدو التاريخى لباكستان. وجاء تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس ليعمق أزمة زردارى، حيث قالت الصحيفة إن الولاياتالمتحدة صعدت ضغوطها على باكستان لتوسيع نطاق معاركها مع حركة طالبان، وحذرتها من أن نجاح استراتيجية واشنطن فى أفغانستان تعتمد على ذلك. ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما خلال الأسابيع القليلة المقبلة عن استراتيجيته الجديدة فى أفغانستان، ربما تتضمن إرسال 40 ألف جندى إضافى للمشاركة فى الحرب الدائرة منذ 8 سنوات. وذكرت الصحيفة، نقلا عن مسئول أطلع على رسالة بعث بها الرئيس الأمريكى إلى نظيره الباكستانى، أن أوباما أبلغ زردارى بأنه يتوقع منه حشد المؤسسات السياسية والأمنية فى حملة موحدة ضد المتطرفين، مضيفا أنه عرض فى رسالته مجموعة من الحوافز على باكستان مقابل تعاونها، منها تبادل معلومات المخابرات بدرجة أكبر والتعاون العسكرى.