قال د. محمود السعداوى أستاذ الصحة العامة بجامعة الزقازيق: إن مصرف بحر البقر تحول إلى كارثة إنسانية يعيشها أهالى محافظات الدلتا وقناة السويس. وأضاف السعداوى ل«الشروق» أن ارتفاع نسب التيفود والفشل الكلوى والكبد والالتهابات الحادة بتلك المحافظات تنجم عن تناول الأسماك الملوثة التى يتم تربيتها بالمزارع السمكية على ضفاف هذا المصرف والمملوكة لكبار المسئولين بمركز الحسينية. وأضاف أن هناك محطات رفع بمركز الزقازيق وأبو حماد تنقل مياه بحر البقر الملوثة إلى الترع فى شهور الجفاف فى الصيف لرفع منسوب مياه هذه الترع وقال إن أساتذة الصحة العامة ومسئولى البيئة والأهالى الذين يعيشون بجوار هذا المصرف طالبوا الحكومة بغلق هذا المصرف منذ السبعينيات لكن دون استجابة من أحد. وكان النائب فريد إسماعيل قد تقدم بطلب إحاطة أشار فيه إلى وجود كارثة صحية فى منطقة سهل الحسينية، وتتمثل فى وجود المئات من المزارع السمكية تنتج آلاف الأطنان من جميع أنواع الأسماك خاصة البلطى والبورى. وحذر إسماعيل، فى سؤاله من كارثة صحية محققة تتربص بالمصريين، وذلك نتيجة لوجود العديد من مزارع الأسماك على الحزام الموازى لمصرف بحرالبقر عائمة فى مياه الصرف الصحى وتروى بمائها غير المعالج «مياه المجارى»، ويغذى إنتاجها من الثروة السمكية معظم محافظات الجمهورية. وأضاف إسماعيل أن أصحاب هذه المزارع يلجأون إلى الرى بمياه الصرف الصحى بدعوى أنه يضاعف نمو الأسماك، وبالتالى يوفر كمية الأعلاف المستخدمة لتربية الأسماك وهو ما يقلل من تكاليف التربية ويزيد الربح». وقال رمضان الدبيكى، صاحب مزرعة أسماك بمنطقة الشادر: إن آلاف الأفدنة الزراعية تروى بمياه المجارى منذ ما يزيد على 30 عاما، موضحا أن مساحة الأراضى فى منطقة سهل الحسينية تصل إلى 270 ألف فدان، منها 90 ألف فدان مزارع سمكية.