مجري مائي طوله 190 كيلو مترًا محملاً بمياه الصرف الصحي والصناعي والزراعي يخرج من القاهرة مارًا بمحافظات القليوبيةوالشرقية وبورسعيد والإسماعيلية والدقهلية ليصب في بحيرة المنزلة بكمية تصل إلي 1.5 مليون متر مكعب يوميًا من المواد الملوثة مما أدي إلي تلوث البحيرة وزيادة نسبة المبيدات والملوثات الأخري في الأسماك هو مصرف بحر البقر الذي يلوث المياه والتي تؤثر بدورها علي الأسماك وتسممها وكدورة طبيعية للكائنات الحية قد يصل هذا التسمم إلي الإنسان. وحذرت العديد من الدراسات من خطورة تأثير هذا المصرف علي صحة الإنسان نتيجة تناول الأسماك والزراعات المعتمدة علي المياه الملوثة وتسببها في العديد من الأمراض الطفيلية والفشل الكلوي كما حذر مرفق البيئة العالمي من خطورة المصارف المحملة بالمخلفات الزراعية والصناعية والصرف الصحي والتي تصب في بحيرات شمال الدلتا وحولت بحيرات المنزلة ومريوط والبرلس وإدكو مستنقعات شديدة التلوث ووصف مصرف بحر البقر بأنه أكبر هذه الملوثات حيث يحمل لبحيرة المنزلة ما يقرب من 845 مليون متر مكعب سنويًا من مياه الصرف الصحي غير المعالج في المحافظات التي يمر بها مختلطة بها مخلفات حوالي 80 مصنعًا في منطقة القاهرة الكبري وأيضًا مخلفات الري والزراعة المليئة بالمبيدات. خطورة هذا المصرف ليس فقط في تلوث البحيرات الكبيرة التي تقوم عليها الثروة السمكية في مصر ولكن أيضًا لأن العديد من المزارع في 9 مناطق كبري للاستزراع السمكي القريبة منه تعتمد عليه والتي حددها قرار وزارة الزراعة رقم 329 لسنة 1985 وهي منطقة غرب طريق المعاهدة والبلاطة وبحر المطرية وقبلي قطع المطرية وقبلي وبحري ترعة السلام بمحافظة بورسعيد أما في محافظة الشرقية فتعتمد منطقة بحر البقر بمركز الحسينية بمساحة 18000 فدان والتي تقع علي حدود محافظة الإسماعيلية وبورسعيد ومنطقة رمسيس بمساحة 12000 فدان ومنطقة الشلاطيات بمساحة 3000 فدان. ذهبنا إلي منطقة بحر البقر بمحافظة بورسعيد والتي تماثلها في هذه الحالة منطقة أخري بنفس الاسم بمحافظة الشرقية.. وجدنا أن غالبية أهالي المنطقة والمناطق المجاورة لها يعتمدون بصفة أساسية في كسب رزقهم علي أسماك هذا المصرف فمنهم من يعمل بالأجر اليومي علي أحد المراكب أو في الصيد أو البيع وتجارة الأسماك وهو ما وصفه محمد مرسي - صياد - قائلاً أن أغلب أهالي هذه المنطقة ورثوا هذه المهنة عن آبائهم وأجدادهم ولا يعرفون أي مهنة أخري ولو تقرر منع الصيد من هذه المصارف أو استخدام مياهها سيتسبب ذلك في قطع رزق الآلاف من الناس. وفي منطقة أخري بعزبة الهوايشة بالحسينية بمحافظة الشرقية أقام الصيادون مزارعهم علي مياه هذا المصرف ويعيشون بدون أي مرافق أو حتي كهرباء ولا يعرفون إلا زراعة وتربية الأسماك. ومن خلال جولتنا داخل هذه المحطة وجدناها عبارة عن منخفض بسيط عن الأرض شكله مماثل للأراضي الرطبة الطبيعية غير أنه يتم التحكم في كميات المياه الداخلة إلي المنخفض لمعالجتها بشكل يضمن توزيعها بانتظام علي الخلايا وهذا التحكم يسمح باتمام العمليات الطبيعية للمعالجة وتنقية المياه بطريقة أكثر كفاءة ومن ثم فإن الأراضي الرطبة المنشأة هندسيًا لها القدرة علي الإقلال من كمية الملوثات والأملاح المغذية وكذلك الكائنات غير المرغوب بها في مياه الصرف أما المياه المعالجة الناتجة من خلايا أحواض الأراضي الرطبة فيتم استخدامها في المزارع السمكية.