رغم زيادة التحذيرات الإعلامية ومبادرات التهدئة ومظاهر الخوف من الانفلات الجماهيرى فى لقاء مصر والجزائر المصيرى المرتقب أصبحت لدى قناعة بأن اللقاء سوف يخرج فى روح رياضية وشكل جيد دون أى أزمة بعد أن تم تفريغ «شحنات» التعصب بين الجماهير عبر مواقع الانترنت والمنتديات طوال شهر كامل قبل المباراة التاريخية، على طريقة «رب ضارة نافعة» حيث تهدأ هذه «النغمة النشاز» مع اقتراب موعد المباراة. وأعتقد أن الجماهير المصرية أصبحت تدرك دورها المنتظر دون الحاجة إلى توعية من أحد أو وصاية من أصحاب الإرشادات الفضائية، لأن الجماهير أكثر الناس حرصا على مصلحة المنتخب الذى يمثلهم ويحمل أحلامهم وأصبح مصدر سعادتهم وسط متاعب الحياة، وهذا الوعى وصل إلى فهم الهدف الذى من أجله تقوم وسائل الإعلام الجزائرية والمواقع الالكترونية بعمليات منظمة بهدف «استفزاز» مشاعر المصريين من جماهير ولاعبين وجهاز فنى لإخراج الجميع عن تركيزه وتفريغ طاقاتنا فى أشياء بعيدة عن ال90 دقيقة الحاسمة. وإذا كان اللاعبون والجهاز الفنى قد نجحوا فى الابتعاد عن هذه الأجواء فإن الجماهير مطالبة بأن تكون أكثر ذكاء وأن تفوت الفرصة على المنافس الذكى وهو ما يجعلنا نستعيد كلمات الراحل العملاق محمد لطيف التى قالها فى لقاء الفريقين قبل 26 عاما وتحديدا عام 1983 على بطاقة التأهل لأولمبياد لوس أنجلوس 84 التى حسمت لمصلحتنا برأس علاء نبيل حينما رأى محاولة الجزائريين لاستفزازنا وإفساد اللقاء وقال وقتها كلماته التلقائية التى لا ينساها أحد «عايزين يبوظوا الماتش ياعبطا» و«عبطا» هنا هى جمع «عبيط» وكان يخاطب اللاعبين وقتها حتى لا ينجرفوا لما يريده الجزائريون، ولكننا نقولها الآن لجمهورنا الذكى الواعى الذى لابد أن يشجع بكل ما أوتى من قوة لكن دون أن يترك «غلطة» يجدها المتربصون ذريعة لإفساد طموحنا الكبير نحو جنوب أفريقيا 2010. وأقول للجزائريين لا يوجد بيننا «عبيط» يسمح لكم بتحقيق ما تريدون فنحن نعرف هدفنا.. فأهلا وسهلا بكم فى أرض الكنانة بكل محبة وروح رياضية دون «إفراط أو تفريط» فى أى شىء لأننا نعرف أننا سنكون فى «سباق مع الزمن» كون مدة الحدث الكبير لا تزيد عن 90 دقيقة نريدها نحن أن تتوقف عن العد التنازلى وتريدونها أنتم سريعة.. ونعرف أنكم قادرون على اختزال مدة اللقاء فى 30 دقيقة فقط.. لكنها ستكون كافية بإذن الله لكى نحقق هدفنا!!