في حلقةٍ حملت عبق الدهشة ووقع الاكتشاف، كشف برنامج «دولة التلاوة»، الستار عن أول قارئة للقرآن في الإذاعة المصرية؛ سيدة صعيدية الجذور حملت اسمًا سيظل محفورًا في ذاكرة الروح قبل الأذن... سكينة حسن. لم يكن الكشف مجرد معلومة تاريخية خرجت للنور، بل شهادة تقدير متأخرة لصوتٍ وصفته لجنة البرنامج بأنه صوت منسوج من الوقار والصفاء، قادر على حمل الآيات بطمأنينةٍ تُشبه سكينة اسمه، وأشادت اللجنة بتميّز أدائها، مؤكدة أن خامتها الصوتية كانت «تسبق زمنها، وتملك حضورًا يفرض نفسه حتى عبر التسجيلات القديمة». جاء هذا الظهور بمثابة إعادة كتابة لصفحةٍ مطموسة من تاريخ التلاوة؛ صفحةٍ كانت تنبض بصوت امرأة واجهت زمنها بثبات، فكانت أوّل من عبر ميكروفون الإذاعة بصوت قرآني نسائي، قبل أن يطوي النسيان سيرتها ويظل السؤال معلّقًا لعقود. المتسابق أحمد سيد ..يكشف ل«دولة التلاوة»عن طقوس روحانية خاصة قبل تلاوة القرآن وبأسلوب أدبي يليق بالمقام، قدّم «دولة التلاوة» القصة كما لو أنه يفتح بابًا من نورٍ أغلق طويلًا، ليعيد الاعتبار لقارئةٍ تحدّت القيود، وكتبت اسمها في السطر الأول من تاريخ التلاوة المسموعة. إنه كشفٌ لا يضيف معلومة فحسب، بل ينعش ذاكرة وطن، ويثبت أن الريادة قد جاءت من الجنوب... من صعيدٍ أنجب صوت امرأة اسمها سكينة حسن، فكان صوتها أول خيط نورٍ عبر أثير الإذاعة المصرية.