◄ من ميكروفون الإذاعة إلى قلوب الملايين.. رحلة الصوت الذي صار هوية إذاعة القرآن الكريم ليست مجرد موجات أثيرية، بل هي متحف صوتي حي، يحفظ للأمة أصوات من رتّلوا القرآن وتركوا بصمة في القلوب، حتى بات المستمعون يميزون الشيخ من أول آية، وكأن الصوت صار بطاقة هوية روحية. ◄ قيثارة السماء صوت الشيخ محمد رفعت لم يكن مُجرد تلاوة، بل كان حالة وجدانية ترفع المستمع إلى فضاء روحاني نادر. امتلك إحساسًا فطريًا بالمقامات الموسيقية، ودمجها في تلاواته دون إفراط أو استعراض، مما جعل المستمع يعيش النص القرآني لا يسمعه فقط. ◄ أستاذ المقامات جاء بعد رفعت الشيخ مصطفى إسماعيل، صاحب الصوت القوي. بأسلوبه المبدع في الانتقال بين المقامات، كان أشبه بمهندس صوتي يخطط للجملة القرآنية ويصمم انفعالاتها بدقة. ◄ صوت مكة امتلك الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، حنجرة ذهبية تجمع بين القوة والصفاء، وموهبة طبيعية في شد انتباه المستمع من أول آية حتى آخرها. ◄ اقرأ أيضًا | دولة التلاوة المصرية.. 61 عامًا من التراث الإذاعي ◄ شيخ القراء لم يكن الشيخ محمود خليل الحصري مجرد قارئ، بل مشروعًا علميًا متكاملًا. فهو أول من سجّل المصحف كاملًا برواية حفص، ثم بروايات أخرى، ما جعله مرجعًا عالميًا. ◄ صوت البكاء امتلك الشيخ محمد صديق المنشاوي، قدرة استثنائية على إدخال المستمع في حالة خشوع تام، حتى يشعر وكأنه في صلاة خلفه. ◄ موهبة لم تكتمل رغم رحيله المبكر في سن الأربعين، إلا أن صوت الشيخ كامل يوسف البهتيمي، ظل محفورًا في ذاكرة المستمعين. ◄ آخر حراس الكلاسيكية يمثل الشيخ محمد محمود الطبلاوي، حلقة الوصل بين الجيل الذهبي والجيل المعاصر، فقد حافظ على أسلوب المدرسة الكلاسيكية في التلاوة، القائم على الالتزام الصارم بالمقامات والتدرج اللحني الهادئ الذي يترك مساحة للتدبر. ◄ نهاية جيل الرواد كان صوت الشيخ أبو العينين شعيشع، كلاسيكيًا يحمل ملامح أسلوب محمد رفعت، مع لمسات شخصية جعلته واحدًا من الأصوات التي توازن بين المدرسة القديمة والحديثة. ◄ سليل المدرسة المصرية يعد الشيخ أحمد نعينع، أحد أبرز القراء المعاصرين، الذين حملوا راية الأداء التقليدي الممزوج باللمسة الحديثة. يجمع في صوته بين القوة والحنان، ويمتلك قدرة على التحكم في الإيقاع والنغمة بشكل مبهر. ◄ أسماء أخرى قدمت الإذاعة أصوات، الشيخ أحمد أحمد عامر بدقته في مخارج الحروف، والشيخ محمود علي البنا بصوته الندي وأسلوبه البسيط، والشيخ أحمد نعينع الذي لُقّب ب«صوت الجامعة» لارتباطه بالمحافل الكبرى، والشيخ أحمد الرزيقي، والشيخ محمد محمود الطبلاوي صاحب الأسلوب القوي في الأداء.