أكد اللواء دكتور علاء عبد المعطي، محافظ كفر الشيخ، أن القارئ الشيخ أبو العينين شعيشع كان ولا يزال شرفًا لمصر، ورمزًا من رموز التلاوة التي خلدها التاريخ بأحرف من نور. وقال محافظ كفر الشيخ، إن الشيخ شعيشع لم يكن مجرد قارئ، بل كان مدرسة في التلاوة، بصوته المتميز وأدائه الخاشع الذي وصل إلى قلوب المسلمين في كل مكان، مشيرًا إلى أن مكانته لم تقتصر على مصر وحدها، بل طاف دول العالم ممثلًا لمصر والإسلام، ناشرًا لكلمات الله تعالى بصوته العذب، وكان خير سفير للقرآن الكريم. وعبّر محافظ كفر الشيخ، عن فخره بانتماء هذه القامة الكبيرة إلى أرض كفر الشيخ، موجهًا دعوته إلى الأجيال الجديدة إلى الاقتداء بالشيخ أبو العينين شعيشع، لافتًا إلى أن مصر تظل منبعًا للعلم والدين والقرآن الكريم، وأنها تزخر برجالٍ حملوا كتاب الله بأمانة وبلغوه للعالم بأرقى صورة. ويُعد الشيخ أبو العينين شعيشع واحدًا من أبرز أعلام التلاوة في العالم الإسلامي، وقد ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ قراءة القرآن الكريم بصوته المميز وأسلوبه الفريد الذي جمع بين العذوبة والوقار. وُلد الشيخ أبو العينين شعيشع في مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ في 12 أغسطس عام 1922، بدأ حفظ القرآن الكريم في سنٍ صغيرة، وظهرت موهبته في التلاوة مبكرًا، مما جذب انتباه أساتذته والمقرئين في منطقته، وكان يُقلد كبار القراء مثل الشيخ محمد رفعت، لكنه سرعان ما كوّن لنفسه أسلوبًا خاصًا جعله أحد أشهر قرّاء مصر والعالم الإسلامي. التحق «شعيشع» بالإذاعة المصرية عام 1939، وكان في سن السابعة عشرة، ليُصبح أصغر قارئ يُعتمد في الإذاعة آنذاك، وقد تنقّل في قراءاته بين المساجد الكبرى، وشارك في إحياء العديد من المناسبات الدينية، وكانت له تلاوات تُذاع من مسجد الإمام الحسين، والجامع الأزهر، وغيرها من المساجد الشهيرة. امتاز «شعيشع» بصوته الرخيم وإتقانه لأحكام التلاوة والتجويد، وقدرته على التأثير في المستمعين، مما جعله محبوبًا بين الناس داخل مصر وخارجها، وتولّى عدة مناصب مرموقة في مجال تلاوة القرآن، أبرزها: عضو في نقابة قراء القرآن الكريم منذ تأسيسها، نقيب القرّاء في مصر لسنوات طويلة، وشارك في تحكيم مسابقات دولية لتلاوة القرآن الكريم كما قام برحلات قرآنية عديدة إلى الدول العربية والإسلامية، وكان سفيرًا للقرآن بصوته وأخلاقه. توفي «شعيشع» في عام 2011 عن عُمر يناهز 89 عامًا، بعد رحلة طويلة مع القرآن دامت أكثر من سبعين عامًا، وقد خلّف إرثًا كبيرًا من التسجيلات القرآنية التي ما تزال تُذاع وتُتداول حتى اليوم، وتُدرَّس طريقته في التلاوة في العديد من معاهد القرآن الكريم. وسيرة الشيخ أبو العينين شعيشع تُعدّ مثالًا يُحتذى به في الإخلاص للقرآن الكريم وخدمته، فقد قضى حياته في تلاوته وتعليمه ونشره، وسيبقى اسمه خالدًا في ذاكرة الأمة الإسلامية، ومرجعًا لكل من أراد أن يتعلّم التلاوة على أصولها.