فى الوقت الذى ننادى فيه بتهدئة الأجواء قبل مباراة مصر والجزائر يوم 14 نوفمبر المقبل، وعدم إثارة الرأى العام ووضع الأمور فى نطاقها الصحيح نجد من ينفخ فى النار ويثير الفتن ويلعب على وتر الوطنية لتتحول مباراة كرة القدم إلى حرب كلامية بين بعض الأقلام الضعيفة التى تهوى الصيد فى الماء العكر لتجعل منها معركة سياسية تحمل كل ما هو مسىء للبلدين من تزييف للتاريخ وهجوم على الرموز وأشياء أخرى كفيلة بإثارة غضب الجماهير والتى تؤدى إلى ما لا نتمناه. ومع تصاعد حدة التوتر وعلو صوت البعض ظهرت مبادرة «الشروق» لتهدئة الرأى العام وكشف مثيرى الفتن وعدم المزايدة على مباراة فى كرة القدم فيها الفائز وفيها المهزوم، ولأنها مبادرة من أجل صالح الجماهير فى البلدين فقد تفاعلت معها كل القوى السياسية والشعبية لمساندتها، وفى هذه المساحة التقينا المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة الذى أشاد بها، وواجهناه بكل الأسئلة والاستفسارات ليجيب عنها بكل صراحة وواقعية فى السطور التالية.. وماذا عما يحدث فى الشارع الرياضى المصرى والجزائرى؟ لا أعلم ما الجديد فى لقاءات الفريقين هذه المرة مع العلم أن اللقاءات بينهما تاريخية ولم يحدث من قبل أن تصاعدت حدة التوتر مثلما حدثت هذه المرة والموضوع كله يتلخص فى مباراة لكرة القدم فيها الفائز وفيها المهزوم ولكن لابد أن يعلم الجميع أن علاقتنا بالجزائر علاقة تاريخية وقوية ولن تتأثر بمثل هذا الصراخ غير المبرر. ولكن تعالت الأصوات هذه المرة وتحولت إلى صراع سياسى؟ كما قلت لك، للأسف هناك من يتصيد المواقف ولابد من وقفة فى وجه هؤلاء لأننا لا نريد أن تكون هناك خلافات على مستوى القادة الجماهيرية بسبب مباراة فى كرة القدم ونحن نعلم مدى الحساسية بين الجماهير فى البلدين، والمثير للدهشة أن البعض اتخذ المباراة لمعايرة الطرف الآخر بأشياء مخالفة للتاريخ فنحن هنا لا مجال لتذكير بعضنا البعض بجميل طرف على الطرف الآخر ولابد أن يعلم الجميع أن علاقة مصر والجزائر التاريخية لا يمكن لبعض الأقلام المريضة أو أصحاب النفوس الضعيفة أن يجعلوها تهتز، ويجب أن نضع الأمور فى نصابها الطبيعى. ولكن الأمور ازدادت حدتها فى الفترة الماضية سواء فى الصحف أو الفضائيات أو حتى على المنتديات؟ صدقنى على مستوى القيادات السياسية فالعلاقة أقوى مما يتصور هؤلاء، وهناك ترابط وتعاون مستمر بين البلدين، وأنا كرجل مسئول عن الرياضة يهمنى أن يفوز منتخب مصر بكل تأكيد ولكن ليس على حساب توتر العلاقات بيننا وبين الجزائر وهو الشىء الذى لن أسمح به مطلقا، فلابد أن يكون هناك وعى بقيمة المباراة ومعرفة أنه لابد أن يكون هناك فريق فائز وآخر مهزوم.. هذه كرة القدم. وهل هناك اتصالات مع الجانب الجزائرى لترتيب الأوضاع وتذليل كل العقبات؟ بالفعل هناك اتصالات دائمة مع السفير الجزائرى عبدالقادر حجار واجتمعت به كثيرا حتى كان هناك اتصال بينى وبينه قبيل إجاء هذا الحوار مباشرة وطلب منى حل مشكلة التذاكر المخصصة للوفد الجزائرى ووعدته بحل هذه المشكلة، كما اجتمعت مع محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائرى وسمير زاهر رئيس الاتحاد المصرى ووضعنا كل الترتيبات الخاصة بالمباراة واتفق الطرفان على الخروج بالمباراة إلى بر الأمان حتى وإن كانت هناك مباراة فاصلة سوف يكون هناك تعاون بين الطرفين لعدم تعقيد الأمور. ألم تكن هناك اتصالات مع وزير الرياضة الجزائرى لبحث أى مشكلات خاصة باللقاء؟ لم نتحدث معا فى هذا الشأن لأنه لم يطلب شيئا ولكن أى مشكلة تواجه الجانب الجزائرى يعرضها السفير ونبحث حلها. وهل تم تأمين المباراة بالشكل الذى يتصوره الناس بأنها ستكون صعبة وبها مفاجآت؟ أولا، لا أحب المزايدة.. كل الأمور تمت مناقشتها بشكل طبيعى وسوف تكون هناك الإجراءات الطبيعية بعد الاجتماع التنسيقى مع اتحاد الكرة لتأمين المباراة، ولكنى كمسئول رياضى كلامى فى هذا الشأن واضح وصريح، ولن نسمح بتجاوزات من الجانبين وسيتم التعامل معها بالشكل المطلوب، كما أنه لابد من الحفاظ على فريق وجماهير الدولة الشقيقة وتوفير كل وسائل الراحة لهم ولكن أناشد الإعلام للعمل على تهدئة الشارع الرياضى فى البلدين وأن يبتعد عن إثارة الجماهير واللعب على أوتار الوطنية. فى ظل هذه الأجواء المشحونة، هل ترى أن المبادرات ذات مردود إيجابى؟ بكل تأكيد فدور الإعلام كبير جدا فى مثل هذه المواقف وأى مبادرة سوف تأتى بمردود جيد وإيجابى وسعدت بمبادرة «الشروق» التى ترفع شعار الحد من التعصب والتشجيع المثالى ويحتاجها الشارع الرياضى هذه الأيام للتصدى لبعض الأقلام والنفوس الضعيفة. ولكن هناك من يهمش دور هذه المبادرات؟ لابد أن نعترف بأن التأثير الإعلامى له دور كبير فى الوسط الرياضى، وكما قلت أى عمل جاد دون هدف شخصى يكون ناجحا والجانب الإيجابى فى وسائل الإعلام بصفة عامة جيد وله دور مؤثر وفعال فى المجتمع، ولهذا أدعو وسائل الإعلام أن تتبنى فكرة التشجيع النظيف وتقبل ثقافة الفوز والهزيمة، لأنها فى النهاية رياضة للمتعة والمنافسة الشريفة، وليست صراعا بين أطراف، وهذا دور الإعلام، نحن ندعو للفوز ولكن فى الوقت نفسه لابد من احترام الخصم. وهل من الممكن أن يكون هناك بروتوكول تعاون فى الفترة المقبلة؟ بالتأكيد هذا جارٍ تنفيذه، فهناك مشروع بروتوكول تعاون بين الاتحادات الرياضية فى البلدين وسوف يكون هناك تفعيل لهذا البروتوكول وزيادة اللقاءات حتى نحد من حالة التوتر والاحتقان بين جماهير مصر والجزائر.