تحرك وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في أكبر القوى الاقتصادية في العالم يوم السبت لتسوية الخلافات التي تعرقل جهودهم لمكافحة الركود العالمي , وأعلن كبار المسئولين في مجموعة العشرين الاقتصادية أنهم ملتزمون ب"بذل كل الجهود اللازمة لاستعادة النمو" وإعادة الاقتصاد العالمي المضروب على مسار الانتعاش مرة ثانية. وجاء اجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين في غرف فندق " ساوث لودج هوتيل " في أعقاب ظهور إمارات صدع عميق بين أوروبا وإدارة أوباما في الولاياتالمتحدة بشأن الحاجة لضخ المزيد من النقود في الاقتصاد العالمي في محاولة لإنقاذه من الدوامة التي يعاني منها حاليا. وفيما تضغط إدارة الرئيس أوباما على الاقتصاديات الكبرى لتقديم مزيد من الخطط المالية ، استبعد قادة دول أوروبية مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إمكانية ضخ المزيد من المال. وبدلا من ذلك شددوا على الحاجة إلى مراجعة الهيكل المالي العالمي في سبيل إعادة تنظيم البنوك الدولية والنظام المصرفي كي يتسنى تجنب الأزمات المالية في المستقبل. وأخذت كل من اليابان والصين - وكلتاهما من أعضاء مجموعة العشرين - جانب الولاياتالمتحدة ، مقتنعين بالحاجة لمزيد من التحرك المالي المحتمل الذي يهدف لاحتواء التداعيات التي يعاني منها الاقتصاد العالمي بسبب حالة الركود الراهنة. أدى ذلك بدوره إلى إثارة مخاوف حول ما إذا كانت قمة قادة العشرين المقبلة سوف تتمكن من التوصل لما أسماه رئيس الوزراء البريطاني ومضيف القمة جوردن براون "الاتفاق العالمي الجديد" للمساعدة في إنقاذ الاقتصاد العالمي من أكبر حالة ركود منذ الركود العظيم . يذكر أن مجموعة العشرين التي تكونت عام 1999 تضم أكبر الدول الصناعية في العالم مثل بريطانيا والولاياتالمتحدة وألمانيا وفرنسا وأيضا عددا من كبريات الاقتصاديات الناشئة مثل الصين والهند والبرازيل والمملكة العربية السعودية . وسوف تكون قمة قادة مجموعة العشرين المقبلة في لندن الثانية من نوعها التي تضم قادة حكومات المجموعة منذ إنشائها. وكان القادة خلال لقائهم الأول الذي عقد في واشنطن في نوفمبر الماضي اتفقوا على منهج ثنائي لنزع فتيل الأزمة الاقتصادية. تضمن المنهج خطط تحفيز مالي إلى جانب إعادة ترتيب النظام المالي العالمي من خلال تدعيم المؤسسات المالية الرئيسية مثل صندوق النقد الدولي وزيادة هيئات الرقابة على الأسواق المالية في العالم كله. وأعربت ميركل عن ثقتها في أن قادة أكبر الدول الاقتصادية في العالم سوف يتمكنون من تسوية خلافاتهم خلال قمة الشهر المقبل والاتفاق على خطوات للتغلب على الركود العالمي والأزمة المالية. وقالت ميركل خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني "أشعر بتفاؤل شديد بأننا نستطيع الخروج بنتائج جيدة من قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في لندن".