نشبت أزمة جديدة في الكرة الألمانية ، بعد تهديد أولي هونيس رئيس نادي بايرن ميونخ بعدم السماح للاعبي الفريق بالانضمام إلى المنتخب في حال لعب مارك أندير تير شتيجن حارس مرمى برشلونة كأساسي في تشكيل المدرب يواخيم لوف. وتأتي الأزمة في الوقت الذي يطالب فيه تير شتيجن بالحصول على فرصته كاملة في اللعب كأساسي على حساب المخضرم مانويل نوير الذي يبلغ من العمر 33 عامًا. وفي السطور القادمة نستعرض معًا أبرز الأزمات التي هزت المنتخب الملقب ب"الماكينات" في أواخر تسعينات القرن الماضي والألفية الثالثة.
يورجن كلينسمان ولوثار ماتيوس
أحد أبرز الأزمات في تاريخ الكرة الألمانية حدثت بين لاعبين من أكبر وأفضل اللاعبين في فترة أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، وبدأ الأمر في أعقاب خروج المنتخب الألماني من كأس العالم 1994 في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أمام بلغاريا بالخسارة بهدفين مقابل هدف. كان ماتيوس هو من سجل الهدف الوحيد في شباك بلغاريا في هذه المباراة، لكن بعد الخروج من المسابقة، لم يتم استدعائه ولا مرة إلى المنتخب الذي يقوده المدرب بيرتي فوجتس. السبب هو أن اللاعب كان في خلافات عميقة مع المهاجم يورجن كلينسمان، وقد قيل في ذلك الوقت أن السبب هو طموح لاعب موناكو الفرنسي في ذلك الوقت إلى ارتداء شارة القيادة بدلاً من ماتيوس، الأمر الذي أدى في النهاية إلى استبعاد الأخير وبقاء كلينسمان. في بطولة كأس أمم أوروبا (يورو 1996) التي أقيمت في إنجلترا، جرى استبعاد ماتيوس، وذهب المنتخب الألماني للمشاركة بها للمرة الأولى منذ عام 1980، حيث شارك اللاعب في كل البطولات منذ ذلك الوقت فيما عدا (يورو 1992) بسبب الإصابة. ولصب مزيد من النار على الزيت في العلاقة بين كلينسمان وماتيوس، كان الأول قائداً للمنتخب في البطولة التي توج بها في قلب ملعب"ويمبلي"، حيث حمل كلينسمان كأس البطولة الذي تسلمه من الملكة إليزابيث، بعد الفوز على جمهورية التشيك 2 /1. لاحقًا بعد إعتزال اللاعبين، عادت العلاقة إلى طبيعتها، حيث ظهرا معًا في العديد من المناسبات الرياضية والخاصة، في تأكيد على قوة العلاقة بينهما، لكن رغم ذلك، لم تنسى الجماهير أن كلينسمان وماتيوس كانا بمثابة فرسي رهان على شارة قيادة "المانشافت".
أوليفر كان وينس ليمان
بعد إعتزال أندرياس كوبكيه وبودو إيلنر، أصبح أوليفر كان الحارس الأوحد في الكرة الألمانية، حيث أصر المدرب رودي فولر على وجوده كأساسي في حراسة مرمى المنتخب الألماني بدءاً من بطولة كأس أمم أوروبا (يورو 2000) في هولندا وبلجيكا. شارك كان في كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، ونال جائزة أفضل لاعب في البطولة رغم خسارة بلاده للقب أمام البرازيل في المباراة النهائية، كما أنه شارك في بطولة كأس أمم أوروبا (يورو 2004) والتي كانت بمثابة المسمار "المبكر" في نعش مسيرته الدولية. لم يتمكن الألمان من عبور الدور الأول في البطولة، في المجموعة الرابعة التي ضمت إلى جانبهم هولنداوالتشيك ولاتفيا، فقد تعادل الألمان في المباراة الأولى بهدف لمثله مع هولندا، ثم سلبيًا مع لاتفيا، قبل الخسارة أمام التشيك التي حملتها الصحافة الألمانية لأوليفر كان. في ذلك الوقت كان أسم ينز ليمان يبرز وبقوة مع أرسنال الإنجليزي، فقد حقق هذا الحارس لقب الدوري الإنجليزي بدون أي خسارة في موسم أسطوري، وبعد إقالة فولر، لم يبدو أن كلينسمان المدير الفني الجديد يرغب في رؤية كان كحارس أساسي في صفوف المنتخب. مر أوليفر كان بالعديد من المشاكل على المستوى الشخصي والرياضي في مسيرته في تلك الفترة، الأمرالذي أثر على مستواه، فقد اتهمه بعض محبي بايرن ميونخ بأنه السبب في الخروج من دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا موسم 2003-2004 أمام ريال مدريد، بعد أن فشل في التصدي لتسديدة روبرتو كارلوس في مباراة الذهاب ليمنح الفريق الإسباني تعادلًا بطعم الفوز مكنه من التأهل لدور الثمانية. بمرور الوقت بدأت شعبية كان تتراجع بين الجماهير، حتى جاء قرار كلينسمان بأن ليمان سيكون الحارس الأساسي للفريق في منافسات كأس العالم 2006 في ألمانيا. قبل كان بدور الحارس الإحتياطي في البطولة، وواصل الجلوس على مقاعد البدلاء حتى النهاية، قبل أن يمنحه المدرب فرصة المشاركة في مباراة المركز الثالث والرابع أمام البرتغال، والتي فاز بها الفريق الألماني 3 /2 . بعد نهاية البطولة أعلن كان نهاية مسيرته الدولية، والتي دامت في الفترة ما بين 1994 و2008 شارك خلالها في 86 مباراة دولية. أما ليمان فقد أنهى مسيرته الدولية بعد الخسارة في نهائي كأس أمم أوروبا 2008 أمام إسبانيا، لكنه بقى أمام الجماهير والإعلام على أنه البطل الذي بذل كل شيء من أجل المنتخب، عكس أوليفر كان الذي بدا وكأن الجميع تناسى ما فعله للفريق .
مسعود أوزيل
وصل المنتخب الألماني إلى الأراضي الروسية في بطولة كأس العالم 2018، وهو حامل للقب 2014 في البرازيل، بمساعدة جيل استثنائي ضم توماس مولر وسامي خضيرة وتوني كروس وماتس هاملس ومسعود أوزيل. لاعب أرسنال اعتبر أحد عناصر الخبرة في مونديال 2018 وتم التعويل عليه لقيادة الفريق للحفاظ على لقبه، أو على أقل تقدير الوصول إلى الدور قبل النهائي. لكن ما حدث هو أن الألمان خرجوا من الدورالأول، فقد خسروا المباراة الأولى في المجموعة أمام المكسيك بهدف نظيف، قبل الفوز بشق الأنفس على السويد بهدفين مقابل هدف، ثم الخسارة الصاعقة أمام كوريا الجنوبية 1 /2 . نال أوزيل انتقادات واسعة من جماهير الكرة الألمانية، وأصدر بيانًا يتحدث فيه عن جمهور متقلب المزاج، يمدحه وقت الانتصارات، ويعتبره "مهاجراً" في وقت الأزمات، وما بين بياناته وبيانات الاتحاد الألماني، انقسم الجمهور ما بين مؤيد ومعارض، لكن قضيته ظلت محل جدال حتى يومنا هذا.
توماس مولر وماتس هاملس وجيروم بواتينج في مواجهة لوف
في أبريل من العام الجاري، قرر يواخيم لوف مدرب منتخب ألمانيا استبعاد الثلاثي من أي مباريات أخرى للفريق في الفترة المقبلة، معتبراً ذلك بداية لجيل جديد يجب أن يحظى بفرصة. لم يعترض أحدًا من الثلاثي على قرار لوف، لكن الأزمة كانت أن نادي بايرن ميونخ الذي يلعب له الثلاثي، شعر وكأن لوف يتلاعب بهم أو يحرف الحقائق، فالرجل قال أنه ذهب للحديث معهم، في حين أن ذلك لم يحدث. وعلى الرغم من اعتراف الثلاثي بأن المدرب له الحق في استبعاد أو إقحام أي لاعب في القائمة، فأن مرارة الابتعاد عن المنتخب الألماني لازالت تؤلمهم، خاصة وأن أعمارهم لم تصل إلى 34 أو 35 عامًا مثلا.