استضافت مكتبة "تنمية" الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله، في لقاء مفتوح لمناقشة رواياته "حرب الكلب الثانية" الحائزة على جائزة البوكر العربية لعام 2018، أداره الروائي السوداني حمور زيادة في حضور مجموعة من المثقفين والاعلاميين، منهم الروائي إبراهيم عبد المجيد. وقال الكاتب إبراهيم نصر الله لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه من أبناء جيل من الأدباء العرب الذين استفادوا من تجربة الأجيال السابقة الواقعية، مضيفا: "حينما بدأت الكتابة استندنا على تجربة الجيل السابق في الكتابة ومعالجاتهم الواقعية التي جنبتنا أعادة ما فعلوه لذا نحن أبناء الجيل السابق". وأضاف أنه: "في عالم الأدب لم يعد هناك تصنيف الواقعي والرمزي كل الروايات تتقاطع في التصنيف، وذلك ما أعطاها غنى ووسع مداها وطور الرواية العربية"، متابعا: "حينما يكتب شخص رواية واقعية قد نتقبلها ولا نتقبلها من آخر ونراها فقيرة"، لذلك فإن التصنيف على هذا النحو قد تجاوزته التجربة الروائية العربية. وأكد نصر الله أن "أدب المقاومة هو الذي شكل الهوية الفلسطينية كأكبر عامل، حتى أن تأثيره يفوق الفكر والتنظيمات"، مستطردا: "حتى أننا نلاحظ أن أدب المقاومة ظهر قبل المقاومة نفسها". ووصف أدب المقاومة بأنه "الصوت الحقيقي للقضية الفلسطينية والمعبر الأول عن صورة الروح الفلسطينية"، معتبرا أن "كل الأدب.. أدب مقاومة لأنه فعل لتجاوز الحقيقة وإزالة الصدأ عن أرواحنا". وفي السياق نفسه، قال الكاتب الفلسطيني إنه عادة ما يأخد فترة طويلة في التحضير لكل عمل من أعماله الأدبية، فلا ينجز كتابة رواية قبل أن يفكر فيها ويحضر لها لخمس سنوات على الأقل، ويتبع التفكير بتحضير ملف شامل خاص بالرواية قبل الخوض في كتابتها، مضيفا: "اعتبر أن رواية "شرفة رجل الثلج" هي القسم الأول من رواية "حرب الكلب الثانية"، وفيها كل الإرهاصات والمقدمات الخاصة بها". ونفى أنه يشعر بالظلم لتأخر شهرته الفنية؛ "لأنه لم ينمو فجأة" ، مذكرا بأن ديوانه الأول الأول تم تكريمه في الأردن، قائلا: "كنت متصالحا مع نفسي تجاه الشهرة وانتظر القارئ المحترف الذي يقدر الأدب الرفيع". وحول "ثلاثية الأجراس" قال نصر الله، إنها ثلاث روايات متصلة منفصلة عن الحياة الحضارية للشعب الفلسطيني وعن الحياة في مدينة يافا، وتحتفي بإنجاز حضاري وثقافي فلسطيني مطلع القرن الماضي، مشيرا إلى تركيزها على المسيحيين الفلسطينيين ودورهم التنويري والثقافي والنضالي. وعن رواية "زمن الخيول"، قال نصر الله: "بدأت التحضير لها عام 1985 وصدرت عام 2007"، مؤكدا أنه مع فكرة الرواية الأطروحة، مضيفا: "حين أكتب رواية أقدمها كأطروحة ثقافية وفكرية وليس فقط كتجربة خيال". وحول المقاربة بين رواية "حرب الكلب الثانية" وبين رائعة الكاتب الإنجليزي جورج أورويل "1984"، قال نصر الله: "لم أر أي عمل مكتوب عن المستقبل متفائلا، حتى إني فكرت في الكتابة الساخرة عن المستقبل من أجل كسر ذلك الطوق". وبين أن الفرق بين العملين أن رواية أورويل تركز على فساد السلطة البشع وما ستؤول إليه روح الإنسان في صراعه أمام هذه القوة الغاشمة، في حين أن "حرب الكلب الثانية" رواية عن فساد الإنسان اليومي الذي هو أساس الفساد عموما، ولا علاقة له بالمستقبل بقدر ما هو متعلق بالراهن". وصدر للكاتب الفلسطيني أيضًا: "أحوال الجنرال، وطيور الحذر، وزمن الخيول البيضاء، وأعراس آمنة".