المواطنون يبتكرون أفكارا للتحايل على الزيادة وتوفير جنيه.. وراكب: المترو أصلا للطبقة العليا.. وآخر: "نص مرتبي هيروح عليه" حالة من الغضب الممتزج بالوجوم خيمت على المواطنين الذين استقلوا مترو الأنفاق صباح يوم الجمعة، في أول ساعات تطبيق الزيادة السعرية الجديدة، بعدما أصبح سعر التذكرة يتراوح ما بين 3 إلى 7 جنيهات طبقا لعدد المحطات، بعد أن كان سعر التذكرة جنيه واحد فقط قبل مارس 2017، ثم ارتفع إلى جنيهين منذ ما يزيد على العام، قبل إقرار الزيادة الأخيرة. فى أعقاب زيادة مارس الماضي قال الدكتور هشام عرفات وزير النقل، إن التذكرة ارتفعت لتكون بجنيهين فقط وستراعي عدم المساس بمحدودى الدخل، كاشفا حينها أن بعض النواب طالبوه برفع سعر التذكرة إلى 3 أو 4 جنيهات، لكن تم التوافق على أن تكون 2 جنيه فقط حتى لا تمثل هذه الزيادة عبئا على المواطنين. وفى خلال جولة "الشروق" فى محطات المترو خلال أولى ساعات التطبيق رصدت بعض ردود أفعال الركاب، حيث تحدث أحد الركاب إلى آخر معبرا عن سخطه من الزيادة الجديدة، قائلا: إحنا كده استفدنا إيه، مفيش خدمة اتحسنت، وهنقطع تذكرة ب 7 جنيه عشان ندخل نتعذب خصوصا فى الصيف والحر، ليرد عليه محدثه" هيخلوا كل القطارات مكيفة" فقطع عليه حبل تفاؤله قائلا: "ولو كلها مكيفة، هيفضل برده زحمة والناس واقفة، يعنى أدفع 7 جنيه عشان أفضل واقف في الزحمة طول الطريق لحد الشغل، طب هروح اشتغل إزاى". فيما سخر مواطن آخر قائلا: انتو زعلانين ليه؟ المترو ده أصلا لولاد الناس والطبقة العالية، مش أى حد يقدر ينول شرف ركوب المترو" ليبتسم بعض الركاب ابتسامة مكتومة، بينما الغالبية يبدو أنها لم تتجاوز الصدمة فظلت واجمة. وسأل أحد الركاب الحاملين لمحفظة تذاكر إلكترونية عن طريقة محاسبته، وهل ستكون وفقا للأسعار القديمة أم الجديدة، فرد عليه فرد أمن المترو موضحا أن "المحاسبة ستكون وفقا للأسعار القديمة مادامت محفظته مشحونة سابقا قبل تطبيق زيادة الأسعار" ليجرب المواطن الكارت الذكى الخاص به فيظهر خصم 3 جنيهات من رصيده، فيتعجب سائلا توضيح الأمر، فنفى الموظف علمه بطريقة عمل النظام الجديد. التفت نفس المواطن إلى موظف آخر بعد ختم محفظته، سائلا إياه عن طريقة المحاسبة الجديدة، وكيف ستعرف الماكينة الآلية فى أى المحطات سينزل وعلى هذا الأساس تقوم بخصم قيمة التعريفة الجديدة، فارتبك الموظف أيضا وأخبره بعدم علمه بالأمر، وفور أن ابتعد الراكب بخطوات تهامس العاملان حول ضرورة تغيير النظام لأنه "معقد وغير مفهوم" حسب تعبيرهما. فيما بدا التوجس على العديد من العاملين بالمترو من موظفين وصرافي تذاكر، من ردة فعل المواطنين، فلا يكاد يمر 10 دقائق دون أن تحدث مشادة كلامية، بين راكب وأحد الموظفين، أو بين الركاب وبعضهم البعض. وبطرافة لا تخلو من الغضب أرادت مواطنة أن تحتفظ بتذكرتها الخضراء ذات فئة 5 جنيهات، على سبيل التذكار، ليمنعها فرد الأمن المتواجد على ماكينات الخروج، ويأخذ منها التذكرة قائلا :"مينفعش يا فندم". بينما اقترح أحد الركاب على الآخرين شراء تذكرة تكفي 9 محطات ثم النزول وشراء تذكرة أخرى ب 3 جنيه لتوفير جنيه بدلا من دفع 7 جنيهات، والاستفادة بمحطتين زيادة فى حالة الرغبة فى استقلال المترو ل16 محطة طبقا للأسعار الجديدة، بينما قال آخر أن نصف مرتبه سيذهب فى المواصلات، فطبقا للأسعار الجديدة سيضطر لدفع ما يقرب من 500 جنيه شهريا للمترو، فى حين أن مرتبه 1000 جنيه فقط. وفي أول يوم لتطبيق الزيادة ظهرت ألوان لتذكرة المترو الجديدة، مدون عليها الأسعار الجديدة، حيث ظهرت تذاكر المنطقة الأولى باللون الأصفر بقيمة 3جنيهات وجاءت تذاكر المنطقة الثانية باللون الأخضر بسعر 5 جنيهات، فيما أصبحت تذاكر المنطقة الثالثة باللون الأحمر بسعر 7 جنيهات. وخلال أغلب المحطات لجولة "الشروق" التي امتدت على الخطين الأول والثاني بين السيدة زينب وجامعة القاهرة، تكررت مناشدات شركة مترو الأنفاق للمواطنين من خلال الإذاعة الداخلية، لعمل اشتراكات مخفضة ومدعمة لعدد 180 رحلة تستمر ل3 شهور، على أن تكون اشتركات المنطقة الأولى حتى 9 محطات بمبلغ 360 جنيه، والمرحلة ثانية لعدد 16 محطة بمبلغ 450 جنيه، أما المرحلة ثالثة لعدد 26 محطة ستكون بمبلغ 535 جنيه، وأخيرا المرحلة رابعة لعدد 37 محطة بمبلغ 700 جنيه.