شهدت محطات المترو في الساعات الأولى من صباح اليوم، حالة من الغضب العام بين جميع الركاب؛ اعتراضًا على قرار الزيادة الذى أقره الدكتور هشام عرفات، وزير النقل. ففي محطة شبرا الخيمة، اصطف مئات الركاب أمام شباك التذاكر لمعرفة الأسعار الجديدة ومن ثم قطع التذكرة، وهو ما جعلهم يتكدسون أمام الشبابيك. واجتاحت حالة من الغضب بين الركاب، بسبب الزيادة المبالغ فيها، فقال أحد المواطنين لابد من وقفة عند هذا الحد الذي وصلنا إليه، والمقاطعة هي خير سبيل حتى تعلم الحكومة أنه لا فائدة من محاربة الشعب. وقال آخر يدعي محمد على، هناك مصيبة أكبر سنراها بعد رفع التذاكر وهي زيادة أسعار الوقود، مشيرًا إلى أنه لو لم يتحرك الشعب نحو اتخاذ قرارات صارمة ضد هذا الغلاء سيتم تطبيق الزيادة على جميع المنافع التي يستفيد منها المواطن "كهرباء، مياه، محروقات". وفي محطة غمرة لم يختلف الوضع كثيرًا، بعدما شهدت شبابيك التذاكر اصطفاف الركاب لمعرفة الأسعار الجديدة. وقال مصطفي محمود، أحد الركاب، "تذكرة المترو أصبحت للأغنياء فقط، بعدما وصلت 7 جنيهات في الرحلة الواحدة". وأضاف "أجيب منين 14 جنيه في المشوار الواحد، حرام عليكم اللى بيحصل ده". وفي محطة المظلات رفضت سيدة تدعي نجاح إبراهيم، استقلال المترو واتجهت للمواصلات العامة، قائلة: "إحنا نجيب فلوس منين للزيادات دا إحنا بقينا ننام ونصحي كل يوم علي زيادة جديدة في أي منتج في السوق"، متابعة "حرام كل اللي بيحصل فينا ده مش قادرين نستحمل الزيادة كتير أوي علينا، كده المرتب مش هيكمل معانا لآخر الشهر". وبنبرة حزن شديدة عبر شاب ثلاثيني عن استيائه بسبب ارتفاع أسعار التذاكر، قائلاً: "زيادة سعر تذكرة المترو يجب أن يعقبها زيادة أسعار المرتبات كي يتماشي المواطنين مع هذه الأسعار". ومن محطة المعادي، انطلقت صرخات المواطنين من أمام شباك التذاكر، فتجد موظف التذاكر يسأل في البداية عن عدد المحطات التي ستسلكها في الرحلة لكي يحدد لك سعر التذكرة، وأثناء وقوفك في طابور الشباك تجد تلاسن بين الناس نتيجة القرار الصادم، والذي وصفته سيدة ب"القرار المفتري". مسنة تتسول ثمن التذكرة "أم أحمد" مسنة انتابتها صدمة عندما سألها موظف شباك التذاكر، إلي أي المحطات ستتجه وبعدها طلب منها 7 جنيهات كثمن للرحلة، ووسط حالة من الاندهاش والحزن والغضب سيطرت عليها لأنها لا تملك ذلك المبلغ، وهو ما جعلها تتوسل للموظف لإعطائها التذكرة، لكنه رفض وطلب منها الخروج من الطابور كى لا تعطل مصالح الناس، وهو ما جعلها تقف تتسول ثمن التذكرة من المصطفين بالطابور وهي تبكي على ما يحدث لها.