قال السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، إن الوضع العربي الراهن غير مرضٍ لأي طرف، سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي أو الدولي، مشيرًا إلى أن فقدان العرب للمبادرة خلال السنوات الأخيرة أدى إلى تراجع دورهم، وانتقال القيادة السياسية في الشرق الأوسط إلى دول غير عربية، بينما أصبح العرب في موقف دفاعي بعد أن تراجع الغطاء السياسي الدولي الداعم لهم. وأضاف فهمي، خلال كلمته في صالون ماسبيرو الثقافي الذي أذيع عبر شاشة القناة الأولى مساء السبت، أن إصلاح الوضع العربي ممكن، لكنه يتطلب التعامل مع ثلاثة محاور أساسية بالتوازي وبنفس القوة، وهي: التحديات، والتطوير، والبناء، مشددًا على أن إغفال أي منها سيؤدي إلى أزمات متكررة. وأوضح أن أبرز التحديات تتمثل في قضايا الهوية والأمن القومي، مشيرًا إلى أن التطور التكنولوجي العالمي جعل المواطن العربي، مثل غيره، يتلقى معلومات من كل أنحاء العالم، وهو ما يؤثر على تشكيل هويته الذاتية. وأشار وزير الخارجية الأسبق إلى أن العالم الخارجي فقد ثقته في وجود موقف عربي موحد، مضيفًا: "عندما كنا نتحدث عن العالم العربي، كان السؤال دائمًا: من تحديدًا يمثله؟ ومن يقف معه؟"، لافتًا إلى أن غياب المصداقية العربية إقليميًا ودوليًا جعل الصورة العامة للعرب مهتزة، رغم أن هناك أساسًا يمكن البناء عليه لاستعادة هذا الدور. وأكد فهمي أهمية تعلم التاريخ وفهم القيمة الحقيقية للعالم العربي من جميع الجوانب — الأمنية والاقتصادية والثقافية والحضارية — مع ضرورة النظر إلى المستقبل بعقلية التطوير لا بردّ الفعل، قائلاً: "إذا لم نطور أنفسنا، سنظل نجري وراء القطار بدلًا من أن نقوده". وأوضح أن الريادة العربية والمصرية تحديدًا يجب أن تقوم على القوة الناعمة والفكر والحوار والانفتاح، وليس فقط على القوة المادية، مضيفًا أن مصر كانت تاريخيًا رائدة بفكرها وثقافتها، ويجب أن تستعيد هذا الدور من خلال فتح المجال للنقاش والرأي والرأي الآخر في إطار احترام الدولة الوطنية والدستور.