افتتاح بطولة إفريقيا للكرة الطائرة «سيدات» بالأهلي    تامر حسني يبدأ تصوير فيلم «ري ستارت» في مايو    رحلة فاطمة محمد علي من خشبة المسرح لنجومية السوشيال ميديا ب ثلاثي البهجة    التربية للطفولة المبكرة أسيوط تنظم مؤتمرها الدولي الخامس عن "الموهبة والإبداع والذكاء الأصطناعي"    أسعار الذهب فى مصر اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    بالصور.. إحلال وتجديد 3 كبارى بالبحيرة بتكلفة 11 مليون جنيه    وزير التنمية المحلية يعلن بدء تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال العامة    خبراء الضرائب: غموض موقف ضريبة الأرباح الرأسمالية يهدد بخسائر فادحة للبورصة    وزيرة البيئة تعقد لقاءا ثنائيا مع وزيرة الدولة الألمانية للمناخ    النواب يرسل تهنئة رئيس الجمهورية بذكرى تحرير سيناء    عاجل| مصدر أمني: استمرار الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي للوصول لصيغة اتفاق هدنة في غزة    وزير الخارجية الروسي يبحث هاتفيا مع نظيره البحريني الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتصعيد بالبحر الأحمر    ذاكرة الزمان المصرى 25أبريل….. الذكرى 42 لتحرير سيناء.    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة الجونة للإسكواش ويستعد لمواجهة حامل اللقب "على فرج"| فيديو    تحطم سيارتين انهارت عليهما شرفة عقار في الإبراهيمية بالإسكندرية    والدة الشاب المعاق ذهنيا تتظلم بعد إخلاء سبيل المتهم    الآلاف من أطباء الأسنان يُدلون بأصواتهم لاختيار النقيب العام وأعضاء المجلس    وفد جامعة المنصورة الجديدة يزور جامعة نوتنجهام ترنت بالمملكة المتحدة لتبادل الخبرات    «الصحة»: فحص 434 ألف طفل حديث الولادة ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية    مزارع يقتل آخر في أسيوط بسبب خلافات الجيرة    «التعليم» تستعرض خطة مواجهة الكثافات الطلابية على مدار 10 سنوات    سكاي: سن محمد صلاح قد يكون عائقًا أمام انتقاله للدوري السعودي    وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 3 مايو    حصاد الزراعة.. البدء الفوري في تنفيذ أنشطة مشروع التحول المستدام لإنتاج المحاصيل    الناتو يخلق تهديدات إضافية.. الدفاع الروسية تحذر من "عواقب كارثية" لمحطة زابوريجيا النووية    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    مدينة أوروبية تستعد لحظر الآيس كريم والبيتزا بعد منتصف الليل (تعرف على السبب)    "الدفاع الروسية": "مستشارون أجانب" يشاركون مباشرة في التحضير لعمليات تخريب أوكرانية في بلادنا    إيرادات الخميس.. شباك التذاكر يحقق 3 ملايين و349 ألف جنيه    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    خطيب الأوقاف: الله تعالى خص أمتنا بأكمل الشرائع وأقوم المناهج    مياه الشرقية تنفذ أنشطة ثقافية وتوعوية لطلبة مدارس أبو كبير    قافلة جامعة المنيا الخدمية توقع الكشف الطبي على 680 حالة بالناصرية    طريقة عمل ورق العنب باللحم، سهلة وبسيطة وغير مكلفة    مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. في القاهرة والمحافظات    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية بالعاصمة الإدارية    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    سميرة أحمد ضيفة إيمان أبوطالب في «بالخط العريض» الليلة    أمن القاهرة يكشف غموض بلاغات سرقة ويضبط الجناة | صور    تأجيل الانتخابات البلدية في لبنان حتى 2025    دعاء صباح يوم الجمعة.. أدعية مستحبة لفك الكرب وتفريج الهموم    تشافي يطالب لابورتا بضم نجم بايرن ميونخ    اتحاد جدة يعلن تفاصيل إصابة بنزيما وكانتي    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    عرض افلام "ثالثهما" وباب البحر" و' البر المزيون" بنادي سينما اوبرا الاسكندرية    الشركة المالكة ل«تيك توك» ترغب في إغلاق التطبيق بأمريكا.. ما القصة؟    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    مساعدو ترامب يناقشون معاقبة الدول التي تتخلى عن الدولار    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    كارثة كبيرة.. نجم الزمالك السابق يعلق على قضية خالد بو طيب    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    أطفال غزة يشاركون تامر حسني الغناء خلال احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بين طموح كبير للمنصة واقتراحات حيوية للحضور
«الأهرام» يطلق «صالونه الثقافى»

* محمد عبد الهادى علام: الكُتَّّاب لاعبون أساسيون فى المشهد الثقافى وفى تحرير العقل المصرى من الخرافة والجهل والأفكار الخاطئة
* سلماوى: «الصالون» مفتوح للجماهير ولن يقتصر على آراء وقضايا النخبة بمنأى عن الواقع بهدف بناء الإنسان
* حلمى النمنم: المبادرة «ليست غريبة على الأهرام» الذى أثرى الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية عبر تاريخه ورعى كل التيارات من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين
* السيد يسين: الفكرة تعيدنا إلى واقع الدور الذى تلعبه مؤسسة الأهرام ومواصلة لتقاليدها
* مكرم محمد أحمد: الحوارات تتطرق لمشكلات يعانيها الشارع المصرى ودون ثقافة جديدة وتعليم جديد فنحن نسير فى الطريق الخطأ
* جابر نصار : لابد أن يقوم الصالون بطرح الحلول والأهرام أكبر من جريدة.. أو مؤسسة لأهمية دورها
* صلاح فضل: افتتاح الصالون بداية جديدة لعلاقة الثقافة بالمؤسسات الإعلامية والجمهور والقراء



بمناسبة مرور 141 عاما على تأسيس جريدة الأهرام 27 ديسمبر 1875، وفى يوم إطلاقها ذاته، افتتحت مؤسسة الأهرام «صالونها الثقافي»، الثلاثاء 27 ديسمبر 2016، فى قاعة «محمد حسنين هيكل» بمبناها الرئيسى فى شارع الجلاء، وبحضور عدد كبير من المبدعين والمثقفين.
وحرصت الأهرام على تخصيص الجلسة الأولى كاملة ل «تأسيس وبلورة فكرة الصالون» بمشاركة واقتراحات الحضور مباشرة، والاستماع لتصوراتهم لتكون استراتيجية طويلة المدى للصالون. وتفاعل الحضور مع الفكرة بحماس كبير، احتفاء بجدية الفكرة التى يتعطش لها الواقع الثقافي، وثقة منهم فى قدرات وتاريخ الأهرام المعروف.
وصف الأديب «محمد سلماوي» الصالون بأنه ليس جديدا على الأهرام التى ضمت مجموعة من أهم مبدعى مصر ومفكريها مثل توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وصلاح جاهين والدكتورة بنت الشاطيء، وغيرهم من المفكرين والمبدعين. ولأنها الأهرام التى كانت تنشر قصيدة أمير الشعراء «أحمد شوقي» فى صدر صفحتها الأولى باعتباره حدثاً شديد الأهمية، كما كان مكتب «أنطون الجميل» رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق صالونا ثقافيا مصغرا يستضيف رجال الفكر من مختلف الاتجاهات. وإن اعتبر البعض ذلك نخبويا، فسيكون «صالون الأهرام الثقافى مفتوحا للجماهير العريضة»، وسيكون حضوره والمشاركة فيه متاحا للجميع. وأشار إلى ما أكد عليه رئيس تحرير الأهرام حين طرح فكرة الصالون الثقافي، على أن تكون موضوعات النقاش فيه مفتوحة وحرة بلا قيود، إعمالا للدستور الذى ينص على حرية الفكر والتعبير عن الرأي، وقال إنه رحب بهذا ترحيبا كبيرا، لأن هذا يتسق مع تاريخ الأهرام التى طالما كان فيها متسع لمختلف الآراء والاتجاهات وستظل هكذا.
وقال سلماوى إن صالون الأهرام الثقافى لن يكون نخبويا، ولن يقتصر على آراء و قضايا النخبة بمنأى عن الواقع المصري، لأننا نمر بمرحلة شديدة الأهمية فى تاريخنا الحديث، وهى مرحلة بناء، ليس فقط بناء الشوارع والكبارى والمصانع وإنما إعادة بناء الإنسان أيضا، وهذا لا يحدث إلا بالفكر والفن والثقافة. وأشار إلى أن الأهرام بذلك ستكون شريكا فاعلا ومؤثرا بحكم استجابة كل هؤلاء المشاركين لدعوتها إيمانا منهم بدورها وثقلها.
ورحب «محمد عبد الهادى علام» رئيس التحرير فى كلمته بالحضور قائلاً: « أهلاً بكم فى بيتكم ديوان الحياة المعاصرة كما وصفها عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين»، وأوضح أهمية الإبداع والحرية فى كل مجالات الحياة لنخرج بخطاب فكرى جديد، وأشار إلى أن العمل الصحفى الآن يمارس خطاباً جديداً يلغى المسافة الزائفة بين صناع الحدث وناقليه، وبين النخبة وجريدتها، فالكُتاب لاعبون أساسيون فى المشهد الثقافى ولهم دور رئيسى فى أخذ خطوات للأمام من أجل تحرير العقل المصرى من الخرافة والجهل وسيطرة أفكار خاطئة على تعاليم الدين الصحيحة، وذلك أيضاً يساعد النخبة المثقفة من التحرر من الجمود والتوقف عند مرحلة بعينها.
وأشار «علام» إلى تجربة «المؤسس الثانى لجريدة الأهرام الحديث»، الراحل الكبير الأستاذ «محمد حسنين هيكل» عام 1959 حين استقطب الروائى الكبير «نجيب محفوظ» للكتابة فى جريدة الأهرام، وكتب رائعته «أولاد حارتنا» التى أثارت جدلا واسعا، انحاز خلاله «هيكل» للإبداع فى مواجهة ثقافة المنع، ونتيجة لهذا الإنحياز للإبداع الحقيقى ظلت الرواية علامة فى تجليات محفوظ الكبرى فى الفن الروائي.
وكذلك دور الأهرام فى فتح صفحاتها دفاعاً عن حق الدكتور «نصر حامد أبو زيد» فى الإجتهاد وحرية التفكير، فى تسعينيات القرن العشرين، حين ثار الجدل الصاخب حول أفكاره وإجتهاداته، وقدمت صفحة الحوار القومى نموذجاً رفيعاً فى الحوار الحضارى حول قضية «أبو زيد» الشائكة.
وأشار «علام» فى ختام كلمته إلى أن الهدف من الصالون الثقافى أنه ليس تكرارا لتجارب الماضى التى قدمت فيها الأهرام النموذج المثالى فى «احتضان كل ألوان الطيف السياسى والثقافى المصري»، لكن الهدف هو الانطلاق من هذه التجارب السابقة لنضيف تجربة أخرى ناجحة ومشرفة تحسب لجريدة الأهرام العريقة، والنجاح فى خلق فضاء مفتوح للحوار والحرية، ليس فقط فى الأدب والفن والثقافة وإنما سنوسع الرؤية لتشمل الثقافة بمعناها الواسع، وفتح المجال أمام الأفكار المبدعة لتقديم ميثاق جديد للتفكير الحر والإبداع.
وشكر وزير الثقافة «حلمى النمنم» جريدة الأهرام، وكل القائمين على هذه المبادرة المهمة، التى وصفها بأنها «ليست غريبة على الأهرام» الذى أثرى الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية عبر تاريخه الممتد، ونستطيع أن نرى بصمة الأهرام فى كل المجالات، وأى دارس للأهرام يستطيع فى أى من أعداده التعرف على المراحل التى تمر بها مصر من خلال صفحاتها، وهكذا كان الأهرام فى القرنين التاسع عشر، والعشرين، فهى أول جريدة اعترفت بما حدث يوم 23 يوليو 1952 وأنها ثورة، فى مقال للدكتور طه حسين أرسله من الخارج ونُشر صباح 26 يوليو 1952، قبل مغادرة الملك فاروق مصر ووصف ما جرى باعتباره ثورة، وبعد خروج الملك فاروق بشهر نشر مقال فى الأهرام بعنوان «ثورتنا» تحدث فيها عن 23 يوليو ووصفها مجددا بالثورة.
وأشاد النمنم بأن الأهرام كانت دائما مفتوحا لكل التيارات والآراء الفكرية، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، فكان يكتب فيه المفكرون لطفى الخولى وتوفيق الحكيم وحسين فوزي، ويكتب فيه كل من يرى مصر عربية، ومن يرى مصر مصرية، وطوال ما قبل 1952 وبعدها، كان الأهرام يحرص على تقديم الأسماء الجديدة، فلم يكن غريباً لشابة مثل «بنت الشاطئ» كانت لا تزال تدرس أن تكتب سلسلة مقالات بعنوان «الفلاح المصري» وتقوم الأهرام بنشرها، وبعضها كان يُنشر فى الصفحة الأولي.
وأثنى النمنم على فكرة الصالون الثقافي، مؤكدا أن جريدة الأهرام دائماً كانت صالونا ثقافيا منذ الماضي، وطالب بألا يكون الصالون استنساخاً لما سبق، وأن يكون تجمعاً ثقافياً بمضمون ومعنى أشمل وأوسع، فمصر بها قضايا كثيرة جداً تحتاج إلى الوقوف عندها، مثل قضية الهُوية المصرية، والحرية والإبداع التى تتعرض لمخاطر شديدة تأتى من ثلاثة مصادر أساسية، أولها التيار السلفى المتشدد الذى يرفض أى فكر متنور ويتهمه بالكفر والإلحاد، وكلنا عاصرنا حادث محاولة اغتيال الأديب الكبير «نجيب محفوظ» عام 1994 على يد هذا التيار، وبسبب أول رواية نُشرت له على صفحات جريدة الأهرام، وثانيها سلسلة القوانين والتشريعات الموجودة فى مصر منذ نهايات القرن التاسع عشر، والتى تجاوزها الزمان، وآن الوقت لإعادة النظر فيها، ويظن النمنم أن قانون الإعلام الجديد الذى اُعتمد بالأمس وهو يلغى فكرة الحبس فى قضايا النشر، من الممكن أن يكون بارقة أمل، وثالث هذه المخاطر هو وجود تيار اجتماعى ليس متشدداً وليس سلفياً، لكنه محافظ يضيق على الرأى الآخر وعلى حرية التعبير والفكر، ويرى أن الثقافة والفنون رفاهية فى بلد يحتاج لرغيف الخبز.
وقدم «السيد يسين» الرئيس الأسبق ل «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، تصورا شاملا لما يجب أن يكون عليه صالون الأهرام الثقافى من حيث المضمون والمحتوى الذى يستشعر أن الشعب المصرى بأمس الحاجة إليه فى ظل التطورات الحالية، ولأن ثمة ضرورة ملحة لإعادة قراءة التاريخ المصرى فى ضوء ثلاث حقب شديدة الأهمية هى الحقبة الفرعونية والقبطية والإسلامية .
وقال «يسين» إن الفكرة التى طرحها رئيس تحرير الأهرام بإقامة صالون ثقافى تعيدنا إلى واقع الدور الذى تلعبه مؤسسة الأهرام ومواصلة لتقاليدها. فالأستاذ «هيكل» حين أعاد تأسيس الأهرام أنشأ «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» إيمانا منه بأهمية العلوم الاستراتيجية فى فهم التطورات فى العالم المعاصر، ولم يغفل أهمية جمع أهم كتاب ومبدعى الفكر فى مصر فى الدور السادس بمبنى الأهرام، وكنا نتردد عليه للاستماع لمناقشات أهل الفكر والإبداع والاطلاع على رؤاهم و حواراتهم، وكان ذلك صالونا شبه يومي، مثل حوارات توفيق الحكيم ولطفى الخولى التى امتدت لعشرين جلسة وأثمرت كتابا مهما هو «توفيق الحكيم واليسار المصري».
وقال: إن ثلاثة أحداث على الأرجح هى التى شجعت الأستاذ «علام» على تأسيس الصالون الثقافي، هى لقاؤه الوفد اللبنانى الرفيع الذى ضم رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق «فؤاد السنيورة»، والحدث الثانى لقاؤه بوفد أردنى على رأسه الأمير «الحسن بن طلال»، والثالث دعوة الشاعر «رفعت سلام» إلى ندوة فى الأهرام بمناسبة صدور ترجمة الأعمال الكاملة للشاعر الأمريكى «والت ويتمان»، ونشر الأهرام صفحة كاملة حول هذا اللقاء، ولا يمكن فهم الصخب السياسى اليوم دون الرجوع إلى الخلفيات الثقافية للأحداث بأى حال من الأحوال.
وحول رؤيته لسياسات عمل الصالون الثقافى بالأهرام، قال «يسين» إنه يرى ضرورة اتباع منهجية التعليم الثقافي، وهنا يمكن القول إن المنهجية هى التحليل الثقافى للظواهر السياسية فى العالم اليوم. وقال نحن بحاجة إلى إعادة النظر فى قراءة التاريخ المصرى من زوايا الفكر والفنون والآداب. وثانيا: ثقافة العلوم الطبيعية وثقافة العلوم الاجتماعية وثقافة العلوم الإنسانية. وفى اطار ذلك تتضح أهمية تبسيط العلوم وضرورة إبراز الجهود المبذولة فى هذا الشأن. لذلك لابد من الاهتمام بهذه الدوائر الثلاث. وأوضح أن ثمة تقليدا متبعا فى مركزالأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فى إعداد التقرير الاستراتيجى السنوى وهو العمل على ثلاث دوائر هى العالمية والإقليمية والمحلية، والواضح أن المسافة ضاقت بين المحلى والعالمي، ونحن نعيش اليوم عصر ما بعد العولمة ، وزمن الاضطراب العالمى الذى باتت له 3 أبعاد هى الصراع بين الحضارة الغربية والإسلامية، وهناك حديث عن صعود الكونفشيوسية مع الصعود الاقتصادى الصيني، وظاهرة الصراع الحضارى والاضطراب العالمى تتضح فى أكبر حالاتها فى سوريا، حيث يختلط الدين بالسياسة بالنفط فلم نعد نعرف من يحارب من.
وحذر من أن الإرهاب أصبح فكرة طائرة فى الهواء وليس مجرد تنظيم بفضل التكنولوجيا وتفكك المجتمعات.وحذر من مشكلات كثيرة فى المجتمع المصرى الذى ينطبق عليه اسم مجتمع الخطر، حيث نعانى فجوة طبقية كبري، والشباب الآن يعانون مشكلات حياتية حقيقية فى العمل والزواج والسكن.
وقال الناقد الدكتور «صلاح فضل»: «إن افتتاح «صالون الأهرام الثقافي» بداية جديدة لعلاقة الثقافة بالمؤسسات الإعلامية وبالجمهور والقراء. وأشاد بالخريطة التى رسمها الأستاذ «السيد يسين» لهموم المجتمع المصري، مؤكدا أن قضية التعليم يجب أن تكون على رأس أولويات «صالون الأهرام الثقافي» ورؤيتنا للشعوب الأخرى وما يجب علينا أن ندركه ونتعلمه من منظومة الآداب والفنون . وانتقد فضل زيادة المعاهد الدينية فى مصر وقال ما حاجاتنا إلى كل هذه الأعداد من دارسى العلوم الدينية .
وأكد وجود فجوة بين الكبار والشباب يجب علينا تداركها، مشيرا إلى أن جامعة القاهرة كانت لها تجربة رائدة فى هذا الشأن. والجهد الثقافى المبذول فى افتتاح هذا الصالون يرسخ لضرورة أن تكون الثقافة فى أولوياتنا اليوم، وقضية حرية الفكر والابداع من أكثر القضايا أهمية وحساسية للمجتمع حتى يعيش فى سلمية متمتعا بحرية التعبير والعقيدة، وقال إن الحل الثقافى هو الأقل اليوم للكثير من تحديات المجتمع. وأشار إلى ضرورة إعادة النظر فى القوانين الخاصة بجرائم النشر وازدراء الأديان وخدش الحياء. وأقترح أن يكون هناك متحدثون أساسيون يجهزون أوراق عمل خاصة بكل جلسة فى الصالون الثقافى وأن يخرجوا بحلول يتم تنفيذها.
ورأى الكاتب الكبير «مكرم محمد أحمد» أن الحوارات قد تتطرق لمشاكل كثيرة ربما لا تكون هى المشاكل الحقيقية التى يعانيها الشارع المصرى وتؤلم المثقف المصري، فالمثقف قلق على حرية الرأى والتعبير، أما المواطن المصرى فما يؤلمه هو السعى لعمل مشكلة مع المؤسسات الدينية والأزهرية، ويتساءل لماذا يوجد 15 ألف معهد أزهري، ويرى أن مناقشة هذه المشاكل لايجب أن تكون فى «هيئة مونولوج» على حد تعبيره، فمشكلتنا الحقيقية فى كيفية جذب الأزهر ليتقدم، وكيف ننمى الجناح التقدمى فيه الذى يستطيع أن يفهم أهمية الشخصية المصرية وأهمية تقدم مصر علمياً، وكذلك أهمية إعادة النظر فى ثقافة الطفل، فمشكلات النشء الآن أهم من مشكلات طلاب الجامعة، مالم تكن هناك ثقافة جديدة وتعليم جديد ينسف كل التعليم القائم فنحن نسير فى الطريق الخطأ، ويرى ضرورة اللجوء للحكماء إلى جانب الاستماع لنبض الشارع المصري، والاستفادة من مبادرة الصالون الثقافى ونستغلها فى نشر الفكر والوعي، وضرورة مشاركة الناس فيه لمناقشة المشاكل الحقيقية ولا يكون مجرد صالون للكلام وإدعاء الحكمة والمقدرة على حل مشاكل المواطن المصري.
وأشاد الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة بفكرة الصالون الثقافى وبالدور الذى تقوم به الأهرام فى الفضاء الثقافى وخاصة فى هذه المرحلة، فمصر تعانى من مشكلات ضخمة ومتراكمة دائماً نتحدث عنها وعقد مؤتمرات وعمل أبحاث، ولكن أين الحلول؟، فلابد أن يقوم الصالون بطرح الحلول وليس المشكلات، وأشار «نصار» إلى تجربته فى جامعة القاهرة وتحقيق نجاحات مهمة بالرغم من عدم الحديث عنها إلا أن الناس شعروا بها، وأهم مشكلة واجهها هى كيفية التواصل مع ما يقرب من 300 ألف طالب أعمارهم تتراوح بين 17 و23 عاماً، وكذلك مشكلة تطوير العملية التعليمية والثقافية، ومشاكل التطرف وقلة الميزانية، وكانت الحلول بسيطة جداً وغير مكلفة ويمكن أن تُطبق فى كل مكان، فجامعة القاهرة واجهت ثورات وغضب الشباب، وفى وسط الحجارة والمولوتوف كنا نبنى مسرحا أمام قبة الجامعة، فأولى خطوات محاربة التطرف عودة حصص الموسيقى والرياضة والمسرح.
وقال «نصار» إن «الأهرام أكبر من كونها جريدة.. وأكبر من كونها مؤسسة» لأهمية الدور الثقافى والاجتماعى الذى تقوم به منذ إنشائها.
وقال الدكتور «بدر زكى عوض» عميد كلية أصول الدين السابق: «إذا بدأنا الصالون بحركة نقدية لبعض المؤسسات من ناحية وللعقائد والديانات من ناحية ثانية فقد يؤدى هذا إلى شيء من الصراع أو الصدام. وعلينا أن نفرق بين المؤسسة أيا كانت من حيث الاحترام والتقدير والأشخاص القائمين عليها، إن قاموا بما ينبغي، أو قصروا فكانوا دون ما ينبغي، فالنقد ينبغى أن ينصب على الأشخاص لا على المؤسسات لأن المؤسسات لها دور بارز فى مصر سواء كانت المؤسسة الأزهر الشريف أو الكنيسة. وبين الأزهريين من يفهم دينه كما ينبغي.
والحل الوحيد والواجب الشرعى الآنى أن نأتى بكل ما قاله التيار السلفى وأصدروا به أحكاما واضحة وصريحة، أن الديمقراطية كفر والطاغوت كفر والبرلمانات كفر والشورى كفر والقومية كفر...الخ. نأتى بهذا كله ثم نكتب كتابة علمية هادئة رصينة لنحصن بها شبابنا. لنقيم الدليل على بطلان ما قالوا، فالفكر لا يواجه إلا بالفكر. ونطرح رؤية علمية هادئة، وأود أن اشير هنا إلى أنى قلت فى أحد البرامج قبل عامين إن تهنئة الإخوة الأقباط بأعيادهم إما أن يكون فرض عين وإما ان يكون سنة متبعة، هو فرض عين لكل من قال له قبطى فى عيد الفطر او عيد الأضحى «كل سنة وانت طيب» أصبح دينا فى عنقه حتى إذا أتى عيده وجب أن نُعْمل قول الله تعالي:« وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها»، وأما ما دون ذلك فهو من باب التقاليد الاجتماعية. الأزهر فيه أناس يفهمون روح الإسلام، ويحسنون عرضه وطرحه، والقضية ليست قضية قلة وكثرة، بل قضية عقول مستنيرة يؤذن لها حتى تنير الظلام المحيط بها».
وقال «الأنبا إرميا»:« نحتاج بالفعل إلى التعامل مع النشء،والتعامل مع أفكار هذا النشء وكيف نعطيهم معلومات سليمة تبنى شخصياتهم، لأنه حدثت غيبوبة فى فترة سابقة. لو تبنت الأهرام منهجا من القواسم المشتركة بين الأديان وهى كثيرة جدا، يقدم للأطفال والشباب فى مراحل التعليم الإعدادى والثانوى والجامعة، ويتم توزيع أو تدريس هذا المنهج، ومعنا الآن وزير الثقافة، فيمكن إتمام هذا العمل بنجاح تام . وبتكاتف المجتمع يمكننا أن نغير الفكر، وهناك طرق كثيرة يمكنكم أن تقدموه بها، ويمكن الاستعانة ايضا بالطرق الزجلية أو الفكاهية ، والأهرام يملك كما متنوعا من الأفكار يمكنه أن يساعد بها كل المؤسسات.
وقال الكاتب الكبير «صلاح منتصر»:« هناك كم هائل من الصحف والمجلات، أكثر من سبعين مطبوعة يومية، أكثر من 100 قناة تليفزيونية، ورغم هذا لم تجد مصر فقرا فى الثقافة كما تجده الآن ، وبالتالى فدعوة الأهرام أو ماقدمه لهذا الصالون هو أمر نشعر بالتعطش والحاجة الشديدة إليه. وأقترح تحديد موعد ثابت للصالون ، وأن تكون هناك لجنة تتولى تسيير أعمال الصالون تقترح موضوعات الاجتماع التالي، وتحديد من سيتحدث فيها بصفة أساسية، وإتاحة الفرصة للجمهور للمشاركة. وأن يكون هناك ركن للشباب بمعنى أن يكون هناك ضيف من الشباب أو اثنان أو ثلاثة لنسمع منهم ، مع منحهم نحو عشرين دقيقة للمشاركة فى فعاليات الاجتماع، أن يكون للصالون موقع إلكترونى ليسهل التواصل معه من اى مكان فى مصر.
رد محمد سلماوى من المنصة قائلا: «فكرنا فيما قاله الأستاذ «صلاح منتصر» بالفعل. وبالنسبة للشباب الصالون مفتوح لهم، وزهقنا من اعتبار الشباب كتلة منفصلة، وعلينا أن نشجعهم أن يكونوا موجودين وشركاء فى كل شئ.
وقال «مكرم محمد أحمد»: «ينبغى أن يكون الاجتماع المقبل عن مشكلات أقباط مصر، هم يشعرون بالوجع، ولابد ان تُحل هذه الإشكالية».
وقال الكاتب «أحمد الجمَّال»: «أخشى من المظاهرات الثقافية فى مصر التى تقوم وتنفض، لكن الأهم الآن هو كيف يمكن أن نجنى ثمار مثل هذا الصالون، وقد قرأت فى جريدة الأخبار اللبنانية عن ورقة قدمها شباب الإخوان المسلمين عنوانها «من نحن وماذا نريد» من عشرين صفحة، وهى تتحدث عن إحياء تراث حسن البنا وما بعده، وتطرح الأسئلة نفسها على العقل الإخوانى والعقل العام، وتحسست عنقى عندما وجدتهم متفائلين. ولا أظن أن هذه التجمعات الثقافية يمكن أن تهمل مثل هذه الأوراق. أو أن تضع نفسها فى جانب والديالوج الآخر فى جانب آخر. لا أقول إن علينا أن نتخصص فى الرد على الإخوان أو غيرهم، لكن لا بد من الأخذ فى الاعتبار الديالوج الاجتماعى والثقافى القائم بأطرافه المتعددة، فكما هناك متطرفون فى هذا الجانب هناك متطرفون أيضا يرفعون الصليب سواء فى الكنيسة الداخلية أو الخارجية وهناك احتقان حقيقى فى هذا الأمر .
إننا بصدد بناء حائط صد حضارى ، يتضمن كل ماهو فعل مقاوم للتخلف للتطرف للاحتقان للجنوح وللعدمية واللامبالاة. وأقترح استدعاء الأقاليم، المثقفين والمبدعين من الأقاليم لتحقيق النهضة . وأن يتبنى الصالون فكرة «فلاشة لكل طالب» عليها 200 أو 300 كتاب بمثابة مكتبة تضم كل ما يحتاج إليه الطالب من مراجع .
وقالت الدكتورة «ليلى تكلا»: «مصر تمر بمرحلة استثنائية غير عادية، تفرض ضرورة الإبداع والابتكار، ومشكلات مصر ليست أمنية فقط، فالتنمية تحتاج إلى ثقافة حب العمل. والفوضى فى الشارع وفى المرور تقتضى ثقافة الانضباط. أتصور أننا كمثقفين علينا أن نتحول من ثقافة ماذا؟ ولماذا إلى ثقافة كيف؟ إلى ثقافة تقديم الحلول بدلا من ثقافة طرح الأسئلة. وعلينا رصد المؤسسات التى يمكنها تقديم الحلول كالجامعات. فكيف نتبنى فكر الغزالى ونرفض ابن رشد. علينا أن نهتم بدور التعليم والخطاب الدينى والجمعيات الأهلية وبدور المرأة. وأقترح عقد هذا الصالون بروتوكولا مع المجلس الأعلى للثقافة ليكون الضمير الذى يقوم بهذه المهام.
ويرى الدكتور «جمال زهران» أن هذا الصالون لابد أن تكون له إجراءات تنظيمية، واتفق مع الأستاذ «مكرم محمد أحمد» فى أننا نحتاج إلى منهج جديد للتعامل مع فكرة الصالونات. الصالونات كثيرة ولكن عائدها صفر، ولابد من اقتلاع كل مظاهر الفساد الذى أصبح مؤسسيا.
وقال الشاعر «محمد حربي» والصحفى بالأهرام، وعضو إدارة الصالون: « هذه محاولة لمأسسة فكرة الصالون، لتحويل الصالون الفردى إلى مؤسسة عمل حقيقية، وما طرحه أساتذتنا فى القاعة كله محل تقدير وعمل حقيقى الآن، وحين طرح الأستاذ «محمد عبد الهادي» فكرة الصالون أردنا أن نعيد تعريف الثقافة بالمفهوم الأوسع الذى يجمع الحضارة والثقافة، وهى سلوك مجتمع بشرى ما فى لحظة تاريخية معينة، بمعنى أن كل ما يحدث على الأرض هو فعل ثقافي، أى أن هموم المواطن، والسلوك الاقتصادى للمجتمع مثلا، أو حتى ثقافة عبور الشارع، من أصغر قضية فى المجتمع إلى التفكير الفلسفى الأعمق، سنتناوله من المنظور الثقافي، وسنسمع صوت الجماهير هنا فى الصالون لأنه ليس نخبويا، وسيتم تشكيل مجلس أمناء للصالون لتحديد الخطط الاستراتيجية للصالون من كبار كتاب الأهرام، ونخبة من المثقفين والمبدعين، وأيضا ستتكون هيئة تنفيذية من صحفيى الأهرام لترجمة ما يراه مجلس الأمناء إلى ندوات وفعاليات، وفكرة الندوة الأهرام يمارسها باستمرار، فقبل هذا الصالون نظمنا ثلاث ندوات مهمة تمهيدا لهذا الصالون، لكنها فى النهاية كانت مجرد ندوات ثقافية على أهميتها، أما هنا فى الصالون، فسيكون المدى أوسع ومفتوحا تماما، وستكون هناك أوراق بحثية لمختصين، لنغير قناعات القارئ للأفضل وبشكل علمي، ولدينا طموح أن نستضيف مفكرين مثل «نعوم تشومسكي» و«هابر ماس»، وهو استعادة لتقاليد الأهرام، فأى مفكر كان يزور القاهرة كان لابد أن يأتى إلى الأهرام، وسيكون هناك من يقدمه ويناقشه ويسهل تفاعله مع الجمهور، وسيضم الصالون أيضا ندوات ثقافية للإبداع، وحفلات توقيع الكتب المهمة، وبجانب هذا سيكون هناك نادى سينما، ونادى مسرح، أى أن طموحنا كبير، ونثق أننا سنحققه بإمكانات الأهرام، وتفاعل الجمهور معنا.
وقال الدكتور «مصطفى عبد الغني: «أركز هنا على ثلاثة عناوين مهمة أولها «غياب الفكر والإبداع وحضور الإرهاب»، وأقترح أن يكون هذا عنوان موضوع الصالون المقبل. والثانى «تأثير التحولات الجيو سياسية فى الوطن العربي.. داعش نموذجا». والثالث «البحث عن القواسم المشتركة فى الأديان والوصول إلى رؤية واضحة».
وذهب الدكتور «سليمان عبد المنعم» إلى خطة عمل ومنهجية الصالون بقوله:« ربما علينا أن نستفيد من كل التجارب السابقة بحيث لا نكررها، وأن نضيف شكلا جديدا، ونترك العمل يقود خطانا إلى تحديد قضايانا. فنحن نعيش لحظة غريبة وملتبسة مصريا وإقليميا وعالميا، وعلينا أن نفكر فى الوسائل التى تقاوم، وعندنا منهجيتان: هل سيكون الصالون مفتوحا لكل الحضور؟، ومنهجية حضور الشباب. وشكل النقاش كيف سيكون؟ وأتمنى أن تكون مخرجات الصالون فى عمل توثيقى دوري، وتكون لدينا أجندة سنوية للصالون. وإذا كنا نتحدث عن أفول القوة الناعمة فإن للأهرام دورا قوميا عروبيا، وهو بالفعل حلقة وصل بين المفكرين العرب.
وقال الدكتور «عارف الدسوقي»: «على الصالون أن يعالج مشكلة الأخلاق التى تراجعت، الضوابط قبل أى شيء. ولماذا لا يكون الصالون ملتقى ومركزا للتقريب العربى العربي؟ هذه نقطة مهمة جدا لكى لا نكون فى صدام فكرى لا تحمد نتائجه.
وقال الكاتب «عبده مباشر»: «هناك عدة تساؤلات تبحث عن إجابات: حرية التعبير والإبداع.. لمن؟ هل للنخبة؟ هناك فئة ترفض هذه الفكرة ، ولا ترى حرية أو ابداعا خارج نطاق رؤيتها. ونحن فى القرن 21، فهل لديكم إجابة عن هوية مصر؟ عربية أم مصرية ؟ الهوية العربية كانت سائدة لعدة عقود ثم انحسرت لأسباب واضحة، ولا توجد إجابات واضحة للتساؤلات.
وقال الدكتور «طه عبدالعليم»: «سأشير إلى نقطتين، أثار الأولى الأستاذ «مكرم»، والثانية الأستاذ «عبده مباشر» هما المواطنة والهوية، والأمة هى الشعب الذى يعيش فى وطن محدد، وبهذا المعنى فمصر أمة ضاربة الجذور فى أعماق التاريخ، أعرق أمة على وجه الأرض، ولها بعدها الأفريقى والآسيوى والعربي، والنقطة الثانية هى دولة المواطنة. وأدرك أن مصر ليست منعزلة، ودولة المواطنة هى التى تحمى وتحترم وتقرر حقوق كل مواطن الثقافية والاجتماعية.. إلخ. ودرس الثورة أنك لا يمكن أن تحكم بالأساليب التى كانت سببا فى تفجير الثورة. وأخيرا: ما النظام الاجتماعى الاقتصادى الذى نريد؟ وقد وصلت إلى يقين هو أن أساس مشروعية أى نظام أمران: الكفاءة؛ وعدالة توزيع الدخل.
واقترح الدكتور «محمود الربيعي» أستاذ النقد والرئيس السابق لقسم اللغة العربية بالجامعة الأمريكية ألا يهمل الصالون الحقيقة المؤلمة التى تقول إن فى مصر ما يربو على 30 % من الأميين، ويجب أن يخصص حلقة لقضية الأمية. وقضية أخرى مهمة، هى اللغة العربية، لغة الأمة، فكيف نوليها ظهورنا؟ وهى ليست مجرد كلمة تقال، بل منصوص عليها فى إحدى مواد الدستور، ونحن لا نستطيع أن نبلغ درجة الإبداع الحقيقية بلغة غير لغتنا، الدول المتقدمة نهضت بالاهتمام بلغاتها الأم، ونحن نعلم فى معاهدنا العلمية بلغات مستوردة!، اللغة العربية متصلة وثيقا بالتعليم، ونحن فى حاجة إلى بنية تحتية عميقة من التعليم القومي، فلتكن إحدى ندوات الصالون «تعريب العلوم». إننا نريد لغة صالحة لحمل ثقافة المستقبل.
وقال الدكتور «مدحت خفاجي:« الصالونات تنتهى بانهيار، لماذا؟، لأنها مصانع لإنتاج أفكار لا تجد مستهلكين. وإذا لم يجد الإنتاج مستهلكا لا بد أن يغلق المصنع، لكن ميزة الأهرام عن غيره أنه منبر قوى يمكن أن يدعو ويستضيف المسئولين، وينقل إليهم الأفكار والاقتراحات التى يقدمها للصالون سواء كانت من المفكرين أو المثقفين أو من رواده من عموم المشاركين. ولا يمكن أن نغفل انهيار التعليم خلال ال 60 عاما الماضية، فهذا كان سببا فى تضاؤل عدد المثقفين وسط الملايين من الأميين والجهال.
وقال الروائى «إبراهيم عبد المجيد» :«عندنا وزارة للثقافة، كانت تقوم وحدها بالعبء التثقيفى عند إنشائها، لكن اليوم يوجد عندنا مجتمع مدني، ومئات من دور النشر، ومئات من الفرق الفنية، و... و...، وأصبح عطاء وزارة الثقافة لا يساوى 5% من الإنتاج الثقافى المجتمعي، لهذا يجب ان تكون هناك ندوة عن «المجتمع المدنى والثقافة»، وأن نركز على موضوع «الهوية المصرية»، وأن نهتم بالمثقفين، ونكرمهم، فأنا لا أرى اسم أديب أو مفكر على شارع أو ميدان.
وقالت الدكتورة «ليلى منتصر»: «أرجو أن يكون الصالون منبرا لمحو الأمية العلمية، ولنتذكر أن أمريكا حين ضربت اليابان بالقنبلة الذرية قال اليابانيون: «أمريكا هزمتنا بالعلم». لا أتحدث عن العلم الجامد، بل عن العلم المبسط، المطلوب محو الأمية العلمية. والدعوة الى الاهتمام باللغة العربية شديدة الأهمية، وأذكر أنى دُعيت لمحاضرة فى الأردن واشترطوا أن تكون باللغة العربية، فبذلت جهدا وترجمت المادة العلمية إلى العربية وألقيتها بها، وكانت المفاجأة أن الجمهور تجاوب معى بشدة، فبعد المحاضرة وجدت كما كبيرا جدا من الأسئلة، ما مثل لى مؤشرا واضحا على قوة التواصل.
وقال «أيمن عبد العزيز» الصحفى بالأهرام: «أقترح أن يجرى تناول الأفكار بشكل مبسط، وأن تكون هناك آلية للمتابعة، يمكن أن يتولاها الأهرام. وأرجو ألا يكون الصالون منبريا، بل أن تطرح الأفكار وتناقش القضايا بشكل ديمقراطى من خلال التواصل الإلكتروني.
واقترح أشرف صادق الصحفى بالأهرام انتقال صالون الأهرام إلى المحافظات ليكون المردود أكبر، وأن تحدد أولوياته، الأهم فالمهم .
واختتم اللقاء رئيس تحرير الأهرام «محمد عبد الهادي» بقوله: « هذه بداية جيدة جدا.. وقضاء نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة فى مناقشة قضايا وهموم الوطن دليل على الاهتمام الواضح بمشكلاته، وأرجو أن نتوافق على ان يكون موضوع الصالون المقبل هو «الوطن والمواطنة». أشكركم جميعا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.