ارتفع عدد ضحايا الهجوم بمسيّرة نسبت إلى قوات الدعم السريع، على مخيّم للنازحين في مدينة الفاشر شمال درافور في السودان إلى 60 شهيداً. وأعلنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر سقوط أكثر من 60 شخصاً بالقصف، متهمة في بيان الدعم السريع بشنّ الهجوم. وأكدت التنسيقية، أن "القصف استهدف المدنيين العزّل مباشرةً، وتسبّب في انهيار مبانٍ واحتجاز جثث تحت الأنقاض"، وأشار البيان إلى أنّ "الهجوم جرى بمسيّرات استراتيجية وبأسلوب انتقامي متعمّد من قوات الدعم السريع، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى داخل الأحياء السكنية نتيجة التدوين والقصف الجوي المتكرر"، وأضافت أنّ الوضع في المدينة "فاق حدّ الكارثة الإنسانية، وبات أقرب إلى الإبادة الجماعية"، مشيرةً إلى أنّ سكان الفاشر "يموتون يومياً إما بالقصف، أو الجوع، أو المرض"، وأن المدينة "تفقد أكثر من ثلاثين روحاً بريئة يومياً".
ودعت التنسيقية المجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل لحماية المدنيين ووقف القصف المتواصل، مؤكدةً أنّ "صمت العالم يشجع على استمرار الجرائم".
وقبل ذلك، قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، وهي مجموعة محلية معنية بتوثيق انتهاكات الحرب، في بيان "للمرة الثانية صباح السبت الدعم السريع يقصف مركز إيواء.. بحي درجة (في الفاشر) وتسبب القصف في قتل 30 شخصاً". وبحسب البيان، ما زالت هناك جثث داخل خنادق حفرت للحماية.
وقبل يومين، قُتل 13 مدنياً على الأقل في غارة نُسبت إلى قوات الدعم السريع استهدفت مسجداً في مدينة الفاشر المحاصرة. وتعدّ الفاشر آخر المدن الكبرى في دارفور التي ما زالت خارج سيطرة قوات الدعم السريع، وتُعتبر حالياً النقطة الأهم في المعارك الدائرة بين الطرفين بعد أن تحوّلت إلى رمز للصمود في وجه الحصار المتواصل منذ 18 شهراً.
ومنذ أغسطس/ آب الماضي، تكثّف قوات الدعم السريع قصفها المدفعي وضرباتها الجوية بواسطة المسيّرات على الفاشر، وتمكّنت من السيطرة على أجزاء منها، بينما يواصل الجيش الدفاع عن مواقع محدودة داخل المدينة. وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية التي حللها مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل الأميركية أن قوات الدعم السريع أنشأت سواتر ترابية تمتدّ لنحو 68 كيلومتراً حول المدينة، تاركة ممراً وحيداً بطول أربعة كيلومترات تقريباً للخروج من الفاشر، يتعرّض فيه المدنيون للابتزاز مقابل السماح لهم بالعبور.
وتُحذر الأممالمتحدة من أن الأوضاع في الفاشر باتت تُنذر بكارثة إنسانية كبرى، مع اقتراب عدد المحاصرين من نصف مليون شخص يعيشون بلا غذاء أو مياه شرب نظيفة. وقال مارتن غريفيث، منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة، إن السودان يواجه "أكبر أزمة نزوح في العالم حالياً، وأحد أسوأ سيناريوهات الجوع التي شهدناها منذ عقود".