أكد السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري الأسبق، أن اختيار مصر لتكون مقر توقيع اتفاق إنهاء حرب غزة يعد أمرًا طبيعيًا، نظرًا لدورها الجوهري والمحوري في إدارة الملف الفلسطيني على مدار العقود الماضية، وجهودها المتواصلة لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وقال فهمي، خلال مشاركته في صالون ماسبيرو الثقافي، إن "الجهد المصري كان جوهريًا في الوصول إلى ما تم تحقيقه، وقد توافقت جهود الشركاء، ولا سيما الولاياتالمتحدة، على أن يكون توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في مصر"، مضيفًا أن "اختيار القاهرة لهذا الحدث الكبير تأكيد طبيعي لمكانة مصر ودورها الإقليمي الذي لا يمكن تجاوزه". اقرأ أيضًا | خطة لإحياء غزة.. كيف تقود مصر جهود إعادة الإعمار؟ وأشار وزير الخارجية الأسبق إلى أن النظام الدولي الحالي تأسس عقب نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 على أساس توازن القوى بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي، لافتًا إلى أن "هذا التوازن انتهى عام 1991، ونحن الآن أمام مرحلة جديدة تشهد تغيرات كبرى في موازين القوى". وأوضح فهمي أن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن لم تعد جميعها الأقوى فعليًا، مشيرًا إلى أن "هيكل القوة في العالم تغيّر بينما لم يتغير هيكل مجلس الأمن ذاته". وفي حديثه عن أوضاع الشرق الأوسط، قال فهمي: "المنطقة قلقة ومضطربة، لكنها تشهد بوادر تحسن"، مضيفًا أن "هناك حرب هوية في الشرق الأوسط، حيث يسعى البعض لتغيير طبيعته من شرق أوسط أساسه عربي إلى شرق أوسط به بعض العرب". وأضاف فهمي: "لدى مصر جيش قوي، لكنها لا تستخدمه خارج إطار القانون الدولي"، مؤكدًا أن "ما يجب أن يسود في عالمنا ليس قانون القوة، بل قوة القانون، فهو السبيل الحقيقي لحماية منطقتنا والعالم من الفوضى والنزاعات". وشدد السفير نبيل فهمي على أن القوة الناعمة المصرية تمثل ركيزة أساسية في قوة مصر الشاملة، مشيرًا إلى ضرورة "تعزيز الريادة الفكرية ومواكبة العلوم والتكنولوجيا"، ومضيفًا: "علينا أن نكون جزءًا من حركة الفكر والعلم في العالم، وأن تتركز أولوياتنا على تطوير أنفسنا داخل منطقتنا العربية".