يعتبر بدء موسم كسر قصب السكر، مصدر سعادة وفرح لأهالي الصعيد، وخاصة محافظتي الأقصر وأسوان، فالكبار من الرجال يجنون المحصول فرحين بما صنعوه طوال شهور، وبالنسبة لشباب فهو يعد موسم تحقيق الأحلام، ومن أهمها الارتباط. كما يعد موسمًا رائجًا لعمل عربات النقل والجرارات الزراعية التي يقودها الشباب، وتنقل المحصول إلى مصانع السكر المنتشرة في أرمنت وقوص ونجع حمادي وإدفو وكوم أمبو وغيرها، بجانب عمال شحن عربات الديكوفيل التي تجرها القطارات على سكك حديدية، التي تخترق القرى والزراعات لنقل المحصول من المناطق القريبة من المصانع، ويجدون عائدًا كافيًا من عمليات النقل. ويعد موسم جني القصب، فرصة للصغار لشراء ملابس جديد أو ألعاب، فيما يجد بعضهم متعته في اللعب بجوار عربات نقل المحصول، كما أن الأطفال يهمون لمساعدة آبائهم في جني المحصول، ويتنافسون على سحب أكبر عدد منها. وإذا كانت زراعات القصب تستمر عاما، وهى تلقى العناية والرعاية من الزراع، فإن موسم كسر القصب يستمر أكثر من نصف عام، خلافا لموسم حصاد محاصيل أخرى مثل القمح، الذي لا يتجاوز موسم حصاده شهرا واحدا. وعلى الرغم من ارتفاع تكلفة زراعة القصب، والمشكلات التي يعاني منها المزارعون، إلا أن القصب ما زال هو المحصول الأول والأكثر شعبية واحتفاء به في محافظات صعيد مصر.