مع بداية موسم كسر القصب في أسوان ومع إلغاء شركة السكر لقطارات الديكوفيل التي كانت تنقل المحصول لمصنع السكر تلعب سيارات النقل الثقيل دور البطولة في نقل المحصول وأيضا في حصد أرواح الأبرياء خاصة مع توقف صفوف عدة أمام المصنع انتظارا لتسليم "الحمولة" وهو ما يتسبب في وقوع الحوادث طوال موسم كسر القصب يروح ضحيتها العشرات. وكانت حادثة إصابة المستشار محمد عبدالفتاح الصغير مدير نيابة نصر النوبة بإصابات خطيرة ومصرع زوجته وطفليه إثر تصادم سيارته بإحدي مقطورات القصب المتوقفة علي جانب الطريق ليلا بمثابة ناقوس الخطر الذي دق بعنف من أجل اتخاذ إجراءات صارمة للحفاظ علي أرواح الأبرياء التي تزهق بدون ذنب سنويا كلما يأتي موسم القصب. يقول نبيل كمال موقف إن موسم كسر القصب في محافظة أسوان يمتد لمدة طويلة تصل إلي حوالي 6 أشهر من كل عام وتعتبر الجرارات الزراعية التي تجر المقطورات المحملة بالقصب هي الوسيلة الرئيسية لنقل المحصول إلي مصنع السكر طوال تلك الفترة. موضحا أن مقطورات القصب تتسبب في وقوع العديد من الحوادث المرورية والتي كان آخرها مصرع أسرة مدير نيابة نصر النوبة مؤخرا بالقرب من قرية عنيبة. أشار إلي أن غالبية مقطورات القصب والجرارات الزراعية لا توجد فيها إضاءة خلفية أو عواكس للإضاءة لذلك تعتبر هذه المقطورات بمثابة قنابل موقوتة علي طريق نصر النوبة وكوم أمبو يجب أن تقوم إدارة مرور نصر النوبة التي تم افتتاحها مؤخرا بتشديد الرقابة علي هذه المقطورات والجرارات والتأكد من كفاءتها وسلامتها الفنية من أجل الحد من الحوادث. أضاف المهندس محمود قنديل عضو الجمعية الزراعية بقرية توماس وعافية بنصر النوبة إن مقطورات القصب تحصد أرواح وتتسبب في وقوع ما بين 10 إلي 12 حادث خلال الموسم الواحد مضيفا أن حادثة مصرع أسرة مدير نيابة نصر النوبة هي الأولي هذا الموسم ولكنها لن تكون الأخيرة في ظل الفوضي المرورية التي تسببها مقطورات القصب. أوضح أن محصول قصب السكر كان يتم نقله بالكامل في مركزي كوم أمبو ونصر النوبة بواسطة قطارات الديكوفيل لسنوات طويلة ولكن للأسف الشديد قامت شركة السكر بإلغاء الكثير من خطوط الديكوفيل وإزالتها منذ حوالي 10 أو 15 عاما تقريبا من قري نصر النوبة والعباسية بكوم أمبو لدرجة أن 80% من القصب يتم نقله حاليا بواسطة الجرارات والمقطورات الزراعية بينما يتم نقل نحو 20% فقط من المحصول بواسطة قطار الديكوفيل في الأراضي الزراعية القريبة من المصنع. طالب المهندس قندل بضرورة إنشاء مصنع لقصب السكر في مناطق نصر النوبة أو وادي النقرة كما كان مخططا لذلك من قبل لاستيعاب المساحات الجديدة التي يتم زراعتها من محصول قصب السكر في هذه المناطق وذلك للحد من الحوادث والاختناقات المرورية خاصة وأن مصنع سكر كوم أمبو أصبح عاجزا حاليا علي استيعاب جميع المساحات المزروعة من القصب ويرفض المصنع التعاقد مع مزارعين جدد لذلك يصر المزارعون علي بيع محصولهم إلي عصارات القصب أو مصانع العسل الأسود والجلاب وخلافه. يقول علاء عبدالكريم نقيب الفلاحين بمحافظة أسوان إن جرارات نقل القصب تتوقف لساعات طويلة أمام مصنع السكر بكوم أمبو نظرا لقيام إدارة المصنع بتشغيل 3 عصارات فقط بالمصنع رغم أنه يحتوي علي 7 عصارات علاوة علي أن المسئولين في المصنع لا يقومون بإعطاء كارتة دخول الجرارات المحملة بالقصب إلا بعد مرور ساعات طويلة من الانتظار مما يؤدي إلي تكدس المقطورات علي الطريق الزراعي. أضاف أن طريق وادي النقرة متهالك للغاية ويحتاج إلي صيانة دورية للحد من الحوادث وأيضا لتقليل المدة التي تستغرقها الجرارات في نقل المحصول. مشيرا إلي أنه من المفترض أن يتحمل مصنع السكر تكلفة نقل القصب من الأرض الزراعية إلي المصنع وفقا للتعاقد مع المزارعين ولكن الغريب أن المصنع يسدد مبلغاً زهيداً جدا مقابل النقل بواقع 4 جنيهات فقط للطن في حين أن التكلفة الحقيقية تتراوح ما بين 25 إلي 40 جنيها في المناطق البعيدة مثل وادي النقرة بينما لا يحصل المزارع علي أي مقابل للنقل في المناطق القريبة من المصنع وذلك علي الرغم من أن مزارعي البنجر في الوجه البحري يحصلون علي 30 جنيها قيمة نقل الطن الواحد من بنجر السكر. من جانبه قال صابر حسين رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة كوم أمبو إنه تم عقد اجتماع مع مسئولي مصنع السكر في كوم أمبو قبل بدء موسم حصاد القصب لوضع حلول للمشكلات التي تواجه نقل محصول القصب إلي المصنع. موضحا أن الاجتماع تطرق لضرورة تنظيم عملية انتظار الجرارات الزراعية المحملة بالقصب أمام مصنع السكر لأنها السبب الرئيسي وراء حدوث اختناق مروري وزحام شديد علي الطريق الزراعي أسوان-القاهرة طوال موسم كسر القصب حيث تم الاتفاق علي أن تقف الجرارات الزراعية والمقطورات بشكل منظم أمام مدخل المصنع بدلا من أن تقف في صفوف متعددة تصل إلي خمسة. أضاف أنه تم الاتفاق أيضا علي أن تسمح إدارة المصنع بدخول عدد من مقطورات القصب إلي ساحة الانتظار داخل المصنع لتقليل عدد المقطورات التي تقف في الطريق الزراعي. مشيرا إلي أن مقطورات القصب التي تقف ليلا هي بالفعل تعتبر السبب الرئيسي وراء تكرار الحوادث المؤسفة في كوم أمبو ونصر النوبة أثناء موسم كسر القصب حيث يترك بعض المزارعين المقطورات المحملة بالقصب علي الطريق لمدة يوم أو يومين لحين توريد المحصول إلي المصنع. مؤكدا علي أنه تم منقشة أزمة مقطورات القصب التي تتسبب في حوادث الطرق ومن المقترح أن يصدر قرار رسمي بمنع توقف مقطورات القصب ليلا علي الطرق المختلفة للحد من حوادثها المؤسفة.