تتوالي الصرخات كل عام بقري مدينتيكوم أمبوونصر النوبة بمحافظة أسوان...كل أسبوع وفي الفترة من منتصف ديسمبر وحتي نهاية إبريل وأسبوعيا تتشح معظم البيوت بالسواد,بسبب كوارث وحوادثجرارات نقل محصول القصب إلي مصنع سكر كوم أمبو عبرمسافات طويلة قدتصل إلي العشرات من الكيلومترات, خاصة تلك التي تنقلهمن مشروعوادي النقرة شرق المدينتين. وكشفالحادث المأساوي الذي تعرضت له أسرة مدير نيابة مركز نصر النوبة علي أحد الطرقمنذ أيام, وهو الحادث الذي فقد فيه مدير النيابة زوجته وطفليه بعد اصطدام سيارته بجرار زراعي كان يقطر مقطورة محملة بمحصول القصب أثناء توقفه ليلا بلا عواكس ضوئية عن استمرار حالة التسيب والإهمال المروري والحكومي علي الطرق معا, فالطرق هناك ضيقة خالية من الإنارة بعد أن نهباللصوص الكابلات والأبراج فصارت معتمة, فيما تقوم هذهالجرارات التي يقودها صبية صغاربربط أكثر من مقطورةبلا عواكس أو حتيلوحات مرورية, لتكتب نهايةدموية تحصدخلالها العديد منأرواح الضحايا الأبرياء. ويطالب أهالي قري النوبة وكوم أمبوبإلغاء نقل محصول القصب براوعودة منظومة النقل عن طريققطارات الديكوفيل التي توقفت دون سبب بعد أن كانت إحدي العلامات المميزة لمدينة كوم أمبو منذ زمن ليس بالبعيد, وحمل الأهاليمصنع سكر كوم أمبوالمسئولية كاملةفي حالة استمرار هذه الكوارث التي تهدد المواطنين طوالفترةتسليم المحصول من المزارع إلي هذا المصنع, وهي الفترة التي تمتدإلي ستة أشهر فيما يعرفبموسم العصير. يقول زين قرقور من أهالي النوبة إنهلابد من تدخل الجهات المعنية لإنقاذ أهالي قري النوبة وكوم أمبو من الحوادث المتكررة التي تتسبب فيها جرارات الموت وتقع علي الطرق المختلفة التي تربطما بين المزارع ومصنع السكر. وأضاف أن الأراضي المزروعة بقصب السكر شاسعة ومتباعدة, خاصة في مشروع وادي النقرة الذي تصل مساحته إلي65 ألف فدان. وأوضح أن نقل المحصول في السنوات الماضية كان من خلال قطارات الديكوفيل المخصصة لذلك, ولكن وللأسف توقفت هذه الوسيلة علي الرغم من أن هذهالقطارات الآمنة لا تحتاج سوي الصيانة والتحديث فقط, ليتماستبدالها بمتعهدي نقل يقومون بنقل المحصول إلي المصنع عبر مقطورات وجراراتوعنها حدث ولاحرج, حيث تسير ليلا بلا عواكس وتقوم بالتوقف علي جانب الطريق وبسببها تتوالي الحوادث يوما بعد يوم. ويتدخل ناصرالكاشففي الحديث قائلا:إنه منذ حالة الانفلات الأمني التي شهدتها مصر نهبت عصابات الكابلات الكهربائية والأبراج والأسلاك وأعمدة الإنارة علي معظم الطرق, ولم تتدخل الجهات المسئولة لإعادة إنارتها حتي الآن, في الوقت الذي تسبح فيه غالبيتهافي الظلام الدامس. وأضاف الكاشف أن موسم تسليم محصول قصب السكر من المزارع إلي مصنع كوم أمبويبدأ من منتصف ديسمبر وينتهي في منتصف إبريل من كل عام, وخلال هذه الفترة يعيش أهالي القري في حالة من الرعب والقلق ويطالب عبدالناصر صابر نقيب المرشدين السياحيين السابق بأسوان وأحد أبناء النوبة بتشديد الرقابة المرورية علي الطرق المختلفة التي تربطمابين الأراضي المزروعة بمحصول القصب الرئيسيومصنع السكر بكوم أمبو, كما طالب بتحديد ساعات معينة لسير هذه الجرارات في النهار ومنعها تمامامن السير ليلا. وحملصابر مسئولية الأرواح البريئة التيتزهق إلي ثلاث جهات هي مصنع السكر بكوم أمبو ومحافظة أسوان وإدارة المرور, مشيرا إلي أن المصنع لابد أن يوقف هذه الوسيلة من النقل فورا, وإذا تعذر ذلك فعليه أن يخصص نسبة لاتقل عن10% من أرباحه للمساهمة في صيانة الطرق وتوسعتها وإنارتها, أماالمحافظة فلزاما عليهاأنتبدأ في وضع استراتيجية تحد من هذه الحوادث, سواءبإنارة الطرق أو حظر سير مثل هذه الجرارات ليلا, أما إدارة المرور فعليها مراجعة جميعهذه الجرارات ومركباتالنقل وضبط غير المرخص منها, كما أن عليهاإلزام الجميع بتطبيققانون المرورووضع عواكس ضوئية علي المركبات, مما سيحدكثيرا من الحوادث الدامية التي تشهدها هذهالطرق المشئومةوالتي اصبحت أشبه مايكون بالقنابل الموقوتة الجاهزةللانفجار في أي وقت من جانبه تعهد اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان بالبدءفي مراجعة جميع وسائل نقل محصول القصبمن المزارع إلي المصنع, كما وجه المحافظ رئيسي مركزي كوم أمبو ونصرالنوبة إلي إعداد تقرير عاجل بجميع احتياجات الطرق من أعمدة الإنارة والصيانة, مع التشديد علي إدارة المرور بتكثيف الحملات علي الطرقودراسة تحديد ساعات معينة لسير هذه المركباتإن كانتمرخصة قانونا, وذلك بالتنسيق بين المزارعين ومسئولي مصنع سكر كوم أمبو, للحد من الحوادث وفك الاختناقات المرورية التي تتسبب فيها هذه المركبات طوال موسم حصد وتسليم المحصول بجميع المناطق علي مستوي المحافظة.