فيما كان أصدقاؤه الصينيون يطلبون معرفة معانى الأغانى المصرية التى يسمعونها معه فى الحفلات، تفتق ذهن مهندس الإلكترونيات وسام مجدى عن تشكيل فريق فنى لترجمة الأغانى العربية إلى الإنجليزية، بهدف نشر الثقافة المصرية. فريق «Art compilers» أو مبرمجو الفن يتكون من 5 أعضاء على رأسه مهندس الصوت وسام مجدى ومغنيين وآخر للترجمة وآخر كورال، ترجم نحو 74 أغنية من التراث المصرى إلى لغات مختلفة، منها الابتهالات الدينية والأغانى الكلاسيكية لمطربين من زمن الفن الجميل وأخرى لأساطير الأغنية الشعبية فى مصر. يهدف مجدى ومجموعته الصغيرة الوصول إلى العالمية من خلال نشر الثقافة المصرية عبر أغانيها، إذ يرى أن حاجز اللغة يمثل عائقًا أمام انتشار الفن المصرى إلى جميع الشعوب. بدأ انتشار فريق مبرمجو الفن فى رمضان الماضى مع نشر ابتهال «مولاى» لشيخ المبتهلين سيد النقشبندى، اعتمادًا على وجود مؤذن بالفرقة هو أحمد عبدالعال الذى استغل حنجرته النقية فى ترديد التواشيخ والابتهالات الدينية. لا يقدم الفريق ترجمة حرفية لكلمات الأغانى إنما يركز على ألحانها، يقول: «لدينا الكفاءة الكاملة على ترجمة أى أغنية عربية، وإذا وجدنا أن الترجمة قد تخل بمسار اللحن فنكتفى بترجمة المذهب فقط». يشير مجدى إلى أن تسجيل ترجمة الأغانى لا يكلفهم مليمًا واحدا، حيث تتوافر المعدات البدائية وأجهزة الصوت، لكنهم يريدون إلى مرحلة أكثر احترافية خلال الفترة المقبلة. ويعمل الفريق حاليًا على مشروع دبلجة الأفلام المصرية على غرار الدراما الهندية والتركية اللتين غزتا السوق المصرية فى السنوات الأخيرة، يوضح مجدى: «بدأنا دبلجة مقاطع لأفلام ومسلسلات مصرية بأصواتنا بنسخة عربية وأخرى إنجليزية، فدبلجنا مقطع العراك بين رفاعى الدسوقى ومحمد النمر فى مسلسل الأسطورة ولاقى تفاعلا كبيرا على السوشيال ميديا». ودعا مجدى المنتجين المصريين لتبنى فكرته لدبلجة الأفلام المصرية بهدف نشر الفن المصرى، مشيرا إلى أن هذا العمل لن يكلفهم أكثر من 1 % من قيمة العمل الإنتاجى. يرى أن اللغة حرمت ممثلين مصريين عظام مثل أحمد زكى من الانتشار فى السينما العالمية وترك بصمته أمام الشعوب الأخرى، بينما استغلها عمر الشريف وخالد النبوى وعمرو واكد فى الوجود عالميًا، وهو ما يسعى لتحقيقه من خلال فريقه. واختتم: «نسعى بفريقنا لغزو ثقافات أخرى وشعوب جديدة مثل اللاتينية والإفريقية من خلال ترجمة الأغانى والدبلجة بهدف الحفاظ على هويتنا المصرية وتاريخها».