انتهى موسم الثانوية العامة وأعلنت نتائج الناجحين والأوائل، استقبلتها بيوت بالزغاريد والتهانى، بينما ساد الحزن جدران منازل أخرى، إلا أن قصة محمد عاطف، ابن قرية المنشأة الكبرى فى مركز السنطة بمحافظة الغربية، كانت حالة خاصة تشير إلى رحلة كفاح تستحق الذكر. التحق عاطف بمعهد التمريض، عقب حصوله على الشهادة الإعدادية، إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة حلمه الذى راوده منذ صغره بأن يصبح طبيبا، فحصل على دبلوم التمريض بعد 5 سنوات، وتخرج بعدها ليتسلم وظيفته ممرضا فى مستشفى ميت غمر العام بمحافظة الدقهلية. وقال الطالب ل«الشروق» إنه خلال دراسته فى المعهد قرر بدء أول خطوة فى طريق حلمه، فالتحق بالصف الأول الثانوى العام «منازل»، وكان يذاكر أثناء دراسته حتى وصل إلى الصف الثالث، وقرر الالتحاق بالقسم العلمى. وأضاف أن استلام الوظيفة فى مستشفى بمحافظة أخرى كان عائقا أمام تحقيق حلمه بالحصول على مجموع إحدى كليات القمة، كما أنه لم يبدأ الدروس الخصوصية إلا قبل 6 أشهر من الامتحانات، بعد حصوله على إجازة من وظيفته، إلا أنه نجح فى التغلب على جميع هذه الصعاب. وتابع: «كنت أنفق راتبى على الكتب والدروس الخصوصية، وكان والدى يساعدنى إذا تأزمت أمورى المادية، وتشجعنى والدتى على الاستمرار ومواصلة طريقى لتحقيق هدفى، فأنا الابن الوحيد للأسرة ولى 3 شقيقات»، مستطردا: «مرت أيام الامتحان عصيبة، حيث لم يكن هدفى مجرد النجاح؛ وإنما الحصول على مجموع يؤهلنى للالتحاق بكلية الصيدلة أو طب الأسنان، بعد أن انصرفت عن الالتحاق بكلية الطب». ولفت عاطف إلى أنه لم يكن فى المنزل وقت إعلان النتيجة، وفوجئ بإحدى شقيقاته تتصل به وتخبره بنجاحه بنسبة 97.07%، مستكملا: «لم تستطع قدماى أن تحملانى من الفرحة، وتوجهت إلى المنزل لأجد سعادة أسرتى تضاعف سعادتى، أخيرا حققت حلمى بفضل الله، ولكل مجتهد نصيب».