فى ندوة مغلقة حضرتها «الشروق» فى معهد بروكينجر أمس الأول، تحدث آلون بينكاس الدبلوماسى الإسرائيلى السابق ورئيس معهد «الولاياتالمتحدة إسرائيل» بمركز إسحاق رابين بتل أبيب، عن العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، وعلاقات باراك أوباما ببنيامين نتنياهو، وعن مستقبل مفاوضات السلام والمستوطنات. عمل بينكاس قنصلا عاما لإسرائيل فى نيويورك، ومستشارا فى شئون السياسية الخارجية خلال عهد أربع حكومات إسرائيلية. وهو الآن سفير متجول، ومستشار بصورة غير رسمية للحكومة الإسرائيلية. وفى بدء كلمته أمام الندوة المغلقة، قال بينكاس «لا يوجد فهم متبادل بين إسرائيل وأمريكا، خصوصا فيما يتعلق بفهم الإسرائيليين لحجم التغيير فى واشنطن الذى أتى به باراك أوباما، ولا يوجد فهم أمريكى لما يتصوره بنيامين نتنياهو بخصوص سلام الشرق الأوسط». ولم ينكر المتحدث الإسرائيلى أن إدارة الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش ساهمت فى حالة التوتر الحالية لأنها «دلعت» إسرائيل على طول الخط، وبصورة علنية لمدة ثمانى سنوات، ونفس الشىء بدرجة أقل من بيل كلينتون. فالإسرائيليون أحبوا كلينتون، إلا أنهم وقعوا فى غرام جورج بوش. وأشار بينكاس إلى أن دولة فلسطينية فى هذا الوقت ستكون دولة فاشلة بكل المقاييس. وأن إسرائيل ليس لديها رغبة فى التحكم فى حياة ومصير الفلسطينيين، لكن وجود دولة فاشلة سيكون خطرا كبيرا على أمن إسرائيل. «وأستغرب كيف سيدير الفلسطينيون دولة! هناك احتمالات لأن يختفى مفهوم حل الدولتين، ولا نعرف من سيتم لومه على ذلك». وذكَّر بينكاس الحضور بأن العلاقات الأمريكية الاسرائيلية ليست على ما يرام، وهذا شىء ليس نادرا فى العلاقات الخاصة التى تجمع الدولتين. لكنه عاد وحذر من أن أى شرخ فى التعامل مع الولاياتالمتحدة أو سوء فهم فى العلاقات مع الرئيس الأمريكى، خصوصا إذا كان رئيسا محبوبا مثل بارك أوباما، يمثل مشكلة كبيرة جدا فى نظر رئيس الوزراء الإسرائيلى. وتشكل المصالح المشتركة جزءا لا يتجزأ من قوة الردع الإسرائيلية، وهى تفوق أهمية المساعدات العسكرية الكبيرة التى تتلقاها إسرائيل، إضافة إلى المظلة السياسية التى توفرها واشنطن لها فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتعاون المتواصل فى مسائل التكنولوجيا العسكرية والاستخباراتية. وفى النهاية ذكر بينكاس «أن أكثر ما يمكن أن تقدمه إسرائيل، هو أقل من الحد الأدنى الذى يقبله الفلسطينيون» وعلى باراك أوباما أن يتذكر ذلك جيدا.