فيما تواصل إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما ضغوطها على إسرائيل لتجميد الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، تمهيدا لاستئناف عملية السلام المُجمدة، تطلق حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الاحد المقبل حملة دبلوماسية عامة فى الولاياتالمتحدة لترويج رسالة مفادها أن عداء العرب ورفضهم الاعتراف بحق اليهود فى دولة بمنطقة الشرق الأوسط، وليس المستوطنات، هو لُب الصراع العربى الإسرائيلى. وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس أن وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان عقد اجتماعا أمس الأول لمناقشة الحملة الجديدة التى تستمر حتى منتصف أكتوبر المقبل، بمشاركة عدد من الوزراء والدبلوماسيين الإسرائيليين. الحملة تضم كلا من: نائب رئيس الوزراء، وزير الشئون الاستراتيجية موشيه يعالون، وزير الدولة يوسى بيليد، وزير شئون المخابرات دان مريدور، وزير الدولة بينى بيجن، نائب وزير الخارجية دانى آيالون، والقنصل العام السابق فى نيويورك آلون بينكاس، وفقا لبيان صادر عن مكتب ليبرمان. هذا الوفد سيجوب عددا من المدن الأمريكية من المحيط الأطلنطى إلى الهادئ، وهى: واشنطن، نيويورك، شيكاغو، بوسطن، أتلانتا، فيلادلفيا، ديترويت، لاس فيجاس، هيوستن، لوس أنجلوس، سان فرانسيسكو، وميامى. ويلتقى الوفد شخصيات سياسية وإعلامية ومسئولين فى مراكز بحثية وصناع قرار ومنظمات يهودية، لتوضيح موقف حكومة نتنياهو من عملية السلام فى الشرق الأوسط. وشدد ليبرمان على أن إسرائيل بحاجة إلى إيصال ما وصفه ب«الحقائق التاريخية» إلى الأمريكيين، مثل «المستوطنات ليست عقبة أمام تحقيق السلام». وأضاف أنه من المهم أن نوضح للأمريكيين أن «عداء» العرب لليهود بدأ قبل وجود المستوطنات، بل وقبل قيام دولة إسرائيل عام 1948. وتكتسب الحملة أهمية كبيرة لإسرائيل فى مواجهة ضغوط الرئيس أوباما وتراجع التأييد لإسرائيل بين الأمريكيين، بحسب ما أظهرته استطلاعات الرأى. على صعيد عملية السلام، ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس أن واشنطن معنية بالإعلان عن تجديد المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية فى قمة ثلاثية تجمع الرئيس أوباما ونتنياهو ورئيس السلطة محمود عباس، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة فى الثالث والعشرين من الشهر الحالى. وأضافت الصحيفة أن واشنطن أطلعت عددا من دول الاتحاد الأوروبى على خطة السلام التى سيعرضها أوباما فى اجتماع الأممالمتحدة. ونقلت عن دبلوماسيين أوروبيين ومسئولين إسرائيليين قولهم إن المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشيل أكد أنه لا توجد لدى أوباما خطة سلام جديدة، وإنما «مسار سياسى» مختلف عن المسار الذى خرج به مؤتمر «أنابوليس» فى نوفمبر عام 2007. المسار الجديد يرتكز على أن التقدم فى محادثات السلام سيكون بحسب ما تنص عليه خارطة الطريق، تحديد جدول زمنى لاستكمال المحادثات لا يتجاوز سنتين، وأخيرا أن تجلس واشنطن على طاولة المفاوضات مع الإسرائيليين والفلسطينيين، خلافا لأنابوليس، حيث كانت المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين فقط، على أن تم إطلاع واشنطن على المستجدات. وبعد استنئاف المفاوضات، ستدعو الولاياتالمتحدة، بحسب الصحيفة، إلى مؤتمر سلام دولى قبل نهاية العام الحالى. ووفقا لدبلوماسيين أوروبيين ومسئولين إسرائيليين فإن العاصمة الأكثر احتمالا لاستضافته هى موسكو، نظرا لالتزام اللجنة الرباعية الدولية للسلام فى الشرق الأوسط بعقد مؤتمر فيها. إلا أنه من المحتمل أن يتم عقده فى باريس، إذ إن الرئيسين الفرنسى نيكولا ساركوزى والمصرى حسنى مبارك اقترحا على أوباما أن يتم عقده فى العاصمة الفرنسية ضمن اجتماع «الاتحاد من أجل المتوسط»، الذى ترأسه كل من فرنسا ومصر. وذكرت «هاآرتس» أن مسئولين فى البيت الأبيض أبلغوا دبلوماسيين أوروبيين بأنه من الممكن قبل اجتماع الأممالمتحدة أن تعلن واشنطن عن اتفاق «خطوات لبناء الثقة» بين أطراف الصراع، لاستئناف المفاوضات. وبحسب البيت الأبيض فإن واشنطن لم تحصل على 100% مما كانت تسعى إليه من إسرائيل والدول العربية، إلا أنها حصلت على ما يكفى لاستئناف المفاوضات. وأضافت الصحيفة أنه بموجب هذا الاتفاق ستجمد إسرائيل مؤقتا وجزئيا الاستيطان، ونقلت عن مسئولين أمريكيين أن واشنطن تمكنت من الحصول على تعهدات من عدة دول عربية بسلسلة تحركات نحو التطبيع مع إسرائيل. ولم تشر المصادر ذاتها إلى الدول العربية المقصودة، إلا أنها قالت إن السعودية رفضت الأمر. وأكد المسئولون الأمريكيون أن بلادهم معنية أيضا باستئناف المباحثات بين إسرائيل وكل من سوريا ولبنان، إلا أن ذلك سيستغرق شهورا، لرغبة واشنطن فى الاتفاق أولا على عدة مسائل مرتبطة بعلاقاتها مع سوريا، وعلاقات سوريا مع لبنان، وعلاقات إسرائيل مع لبنان.