• مغنى الأوبرا مظلوم.. والفضائيات تعتبرنا غير موجودين • قدمت عايدة فى أوروبا قبل مصر.. وأجرى هناك أضعاف ما أتقاضاه هنا رغم أن مغنية الأوبرا دكتورة إيمان مصطفى نموذج للنجاح العابر للحدود بعد أن ذاع صيتها فى أوروبا، لكنها تعانى تجاهل الدولة وإعلامها، فهى أبرز من قدمت دور «عايدة» على المستويين المصرى والعالمى، ولا يشعر بأهمية هذا الصوت سوى رواد الاوبرا وبعض المثقفين، لكنك لو نزلت للشارع ربما تصدم لأنك سوف تكتشف أن الناس لا تعرف عنها شيئا وهذا يعنى أن هناك ازمة، ايمان مصطفى لمن لا يعرفها فهذا جزء من سيرتها الذاتية.. وعليك ان تكتشف عزيزى القارئ سر المشكلة.. تخرجت فى كونسرفتوار القاهرة عام 1986 وحصلت على تقدير امتياز تحت إشراف د. فيوليت مقار، ثم تلقت دراستها العليا بباريس على يد الأستاذة كارولين دوما وحصلت على الماجستير والدكتوراه بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف.. قامت مؤسسة فرانكو ميشيل نابوليتا بنابولى باستضافة د. إيمان مصطفى لإحياء حفلها الختامى عام 1984، كما مثلت مصر فى مسابقة «مدام بترفلاى» الخامسة باليابان فى 1986. قامت بالغناء مع أوركسترا البحر الأبيض المتوسط وحصلت على الجائزة الأولى فى مسابقة «ماريا كالاس» وعلى درع الأغانى الأوبرالية فى مسابقة ستيفانو فى روما فى 1991، وفى عام 2002، حصلت على جائزة الدولة التشجيعية فى الفنون.. قامت بعمل إسطوانة ذهبية مع تلاميذ بفاروتى بباريس.. قامت بعمل العديد من الجولات الفنية فى النمسا، المانيا، اليابان، الصين، ايطاليا، المغرب، دبى وسوريا. قامت بدور عايدة فى رائعة فيردى «عايدة» بالعديد من الدول منها فرنساوايطالياوالصينوالنمسا وعلى المسرح الفيلهارمونى بألمانيا قيادة المايسترو نادر عباسى. شاركت فى كونسيرات غنائية بميلانو ونابولى بإيطاليا وقامت بدور الكونتيسة فى أوبرا زواج فيجارو بباريس. يضم الريبرتوار الخاص بها العديد من الأوبرات والرسيتالات والميوزيكال، نذكر منها أوبرا تاييس لماسينيه، صيادى اللؤلؤ لبيزيه، لابوهيم لبوتشينى، لاترافياتاو الحفل التنكرى لفيردى، توسكا ومدام بترفلاى لبوتشينى، الشهامة الريفية لمسكانى، دون جيوفانى لموتسارت، الأرملة الطروب لفرانز ليهار، أوبرا أنس الوجود للمؤلف الموسيقى المصرى عزيز شوان، أوبريت الطيب والشرير والإنتاج العالمى لأوبرا عايدة الهرم 2002. • سألت ايمان مصطفى كيف كان بداية رحلتك مع «عايدة»؟ من 14 سنه تقريبا كنت اقدم دور الكاهنة وتأخرت المغنية التى جاءت من اوروبا لتقديم شخصية «عايدة» فرشحنى الفنان الكبير حسن كامى وكان ومن بين ابطال العرض بلاسيدو دومينجو ومن هنا توالت العروض. واصبحت انا «عايدة» و«عايدة» ايمان مصطفى. عندما تذكر اذكر معها. • هذا على الصعيد المصرى ماذا عن العالمى؟ انا قدمت عايدة فى اوروبا قبل أن اقدمها فى مصر وهذا الأمر لا يعلمه الكثيرون، حيث غنيت «عايدة» فى فرنسا اثناء دراستى هناك قبل 20 عاما، كما اننى اشتغلت عايدة ايضا فى الهرم عندما قدمنها بشكل عالمى وكان البطل امامى رابع مغنٍ على مستوى العالم وهو الإيطالى مارتونيشى. كما اننى عملت مع نجوم عالميين آخرين مثل الاسبانى خوسيه كاريراس وبالمناسبة خلال وجودى فى فرنسا للدراسات العليا تلقيت عروضا كثيرة للاستمرار هناك لكننى كنت فضلت العودة لبلدى بالمناسبة قدمت ايضا اوبرا تايه وهى إنتاج فرنسى وحصلت بها على جائزة الدوله التشجيعيه. واجرى فى اوروبا اضعاف ما اتقضاه هنا. • ألا ترى ان الغناء الأوبرالى مظلوم فى مصر كثيرا؟ على مستوى الحضور الجماهيرى الحمد لله عايدة التى قدمناها فى نهاية مارس الماضى كانت كاملة العدد بل ان الأوبرا اضافت مقاعد اضافية فوق السعة الرئيسية للمسرح وهذا يحدث لأول مرة. • لكن فى الماضى كان المسرح يبدو خاليا من الجمهور؟ هذا صحيح وكان هذا الامر يصيبنا بالإحباط كثيرة لأن الإبداع لا يمكن تقديمه لمقاعد خاوية لكننا قمنا أخيرا بعمل خطة تسويق ساعدتنا فيها ادارة الاوبرا ونحن ايضا كأبطال للعمل كنا نساهم فى التسويق. وتكثيف الدعاية إلى ان وصلنا إلى ان الصبح العرض كامل العدد. • بمناسبة وجودك على رأس فرقة الأوبرا هل هناك فرصة لتقديم اصوات شابة؟ انا مؤمنة جدا بتواصل الأجيال لذلك فى اوبرا عايدة الأخيرة قدمنا اصواتا شابة بالتبادل مع كبار المغنين مثل داليا فاروق وجولى فيظى، وليس هذا فقط لكننى قدمت خطة تتضمن استضافة كل نجومنا الذين يعيشون فى الخارج ايضا منهم اميرة سليم. • ما عدد مغنى الأوبرا فى مصر؟ عدد مغنى الاوبرا فى العالم العربى هم اعضاء فرقة اوبرا القاهرة وهم 26 صوتا فقط. • لكن هل هذا العدد كافٍ لاستمرار هذا الفن فى دولة سكانها 90 مليونا؟ اكيد العدد قليل لكن مغنى الاوبرا له مواصفات معينة كما ان المعاهد عليها دور، والمجتمع نفسه عليه دور لأن الأسرة تفضل ان يغنى ابنها عربى افضل لأنه من وجهة نظرهم اربح له كما انه يمنحهم الشهرة. كذلك الإعلام يسلط الضوء على الأصوات التجارية. • فى رأيك متى يعتزل مغنى الأوبرا؟ اولا عندما يجد نفسه غير قادر على العطاء وفقد لياقة الغناء وغير قادر على التمرين عليه فى هذا الوقت ان يبتعد بإرادته قبل ان يجد نفسه غير قادر على الغناء، وهناك اسماء كثيرة فى مصر استمروا لفترات طويلة دون ان نشعر بأن مستواهم تراجع مثل رتيبة الحفنى وجابر البلتاجى وحسن كامى. • هل من الممكن ان تغنى ايمان مصطفى اعمالا خفيفة بعد الاعتزال؟ انا شخصيا عندما اجد نفسى غير قادرة على الغناء لن اغنى مطلقا لا خفيف ولا غيرة لأننى مؤمنة بهذا، وحاليا بدأت مشوارا اخر مع العطاء اتصور اننى سوف استكمله بعد الاعتزال وهو تدريب الاصوات من صغار السن من خلال مركز تنمية المواهب التابع فى الاوبرا وهناك اكثر من زميل وزميله يفعل ذلك بشكل تطوعى. وهذا هو الشىء الوحيد الذى يمكننى ان افعله بعد الاعتزال. • لكن فى اوروبا اسماء كثيرة مارسوا الغناء الخفيف بعد الاعتزال؟ هذا صحيح لكن كل واحد يرسم طريقه بالشكل الذى يراه مناسبا له .دومينجو مثلا قلب صوته لتينور كما انه عمل كقائد اوركسترا، وانا شخصيا ممكن اغنى ريستالات لكن وفق تصور معين. إيمان مصطفى • هل من الممكن ان تغنى عربى؟ وانا صغيرة كانت والدتى تريدنى ان اغنى عربى وتحاول ان تضغط على، خاصة اننى كنت ادندن اعمال وردة وفايزة بتمكن لكننى اخترت الغناء الأوبرالى. لذلك لا يمكن بعد الاعتزال ان اتجه للعربى . • سألت دكتورة رتيبة الحفتى رحمها الله لماذا لم تغن عربى قالت لأننى كنت رقم واحد فى الأوبرا ولو غنيت عربى كنت سأصبح مثل اخريات كثيرات ولن اصل للمرتبة الأولى؟ هذا صحيح جدا وانا مع كلامها رحمها الله. • الا تشعرى بالغيرة من مغنيات العربى لأنهم اكثر شهرة وانتشارا؟ على الاطلاق انا اقدم رسالة، نعم مغنى الاوبرا بعيدا عن الأضواء لكنه له قيمة كبيرة، وانا شخصيا لم ابحث عن المال أو الشهرة وإلا لاتجهت للعربى منذ صغرى. • هل تتابعين ما يحدث للغناء المصرى بصفة عامة من الانهيار؟ اكيد اتابع لأننى فى المقام الأول مواطنة مصرية اتابع ما يتابعه الآخرون وانا حزينة لما وصل اليه الغناء من تراجع انهيار. • من تسمعين من نجوم الغناء الحاليين؟ اسمع انغام ومدحت صالح وعلى الحجار وهانى شاكر واصالة وسميرة سعيد. • التجاهل الإعلامى الذى يتعرض له مغنى الاوبرا كيف تريه؟. انا حزينة لهذا الامر تخيل ان التيلفزيون المصرى ليس به برنامج واحد عن الغناء الاوبرالى، تخيل حتى الاستضافة غير موجودة كما ان الفضائيات الأخرى تفتح برامجها لأنصاف المواهب وارباعها ويتجاهلون اسماء لها وزنها ليس فى مصر فقط لكن على مستوى العالم. وكأن هذا الفن ليس موجودا على الأرض. لا احد يعطينا وضعنا، نعم مغنى الاوبرا مظلوم اعلاميا. اتصور لو عاد زمن شادية وحليم وام كلثوم سوف يعود الاهتمام بمغنى الاوبرا. • فى رأيك ما اسباب ذلك؟ الذوق والثقافة العامة وامور اخرى متعلقة بالميديا نفسها. حتى على صعيد الصحافة من يهتمون بفنون الاوبرا يعدون على اصابع اليد الواحدة. • اوبرا عايدة من الممكن ان تساهم فى الترويج السياحى لمصر؟ نعم واتمنى ان نعيد تقديمها بشكل عالمى مثل عام 2002 فى الهرم أو فى الاقصر لأن الاعلام العالمى يهتم كثيرا بمثل هذه الأحداث خاصة لو استقطبنا مغنين عالميين من نجوم الصف الاول وانا شخصيا متحمسة لذلك تماما. خاصة ان العالم كله لا يوجد به هذه الاجواء الاسطورية التى نراها فى مصر الفرعونية وعلى ضفاف النيل. • شاركت فى اوبرا عايدة كثيرا ما هو افضل من عملت معه كمخرج؟ الراحل الكبير عبدالمنعم كامل وفريق عمله محمود حجاج مهندس الديكور الرائع وهذه ليست مجاملة لهم لكنها الحقيقة. بدليل حالة الإبهار التى رأيتها على وجوه المغنين الأجانب الذين شاركونا الغناء، كامل رحمه الله لكونه مخرجا وراقص باليه اضفى على العمل حركة رائعة. • البعض يربط بين وجودك على رأس فرقة الأوبرا ووجود شقيقتك الدكتورة ايناس عبدالدايم على مقعد رئيس الاوبرا؟ اولا انا منتخبة من فرقة الاوبرا وليس بالتعيين ثانيا انا مغنية اوبرا عالمية قبل ان تأتى ايناس على مقعد رئاسة الأوبرا. وانا اشعر بالظلم لأن الناس تربط بين رئاسة دكتور ايناس للاوبرا وبين وجودى كمغنية هذا ظلم انا لى كيان كبير انا ايمان مصطفى.