شاهدت لك هذا الاسبوع أوبرا التروفاتوري التي كتبها الموسيقار العالمي فيردي الذي ربما شهرته جاءت في مصر من خلال أوبرا عايدة وهي أوبرا كتبها خصيصا لمصر لتعرض في مناسبة عالمية وهي افتتاح قناة السويس. وكانت الأوبرا أيضا.. أوبرا عايدة بمناسبة افتتاح دار الأوبرا المصرية لتعرض بها في مناسبتين الأولي افتتاح قناة السويس والثانية افتتاح دار الأوبرا المصرية. هذا الاسبوع شاهدت لك احدي روائع الموسيقار فيردي وهي أوبرا التروفاتوري وكالعادة.. النص عبارة عن وعاء يوضع به الغناء الموسيقي والحركة وكل ما نشاهده علي خشبة المسرح. ما نشهده من فصل أو جزء من مشهد واحد يثري وجدان المتلقي ربما بأكثر مما لو شاهد عشرة عروض مسرحية من حيث فخامة الملابس والديكورات وحتي الاكسسوارات تهتم الأوبرات بها لأقصي درجة مما يقدم لك المشهد الواحد بما تتكلفه عشر مسرحيات. بالطبع فيردي معروف لدينا ولكن أوبرا التروفاتوري ليست معروفة بمثل عايدة التي شاهدناها كثيرا. وليست في مصر وحدها ولكن قدمت في أوبرات العالم كله. بل تعد من أكبر الأوبرات التي تتحلي بها مواسم دور الأوبرا في العالم. إذن كان ما لفت نظري ربما أكثر من العمل ذاته.. أوبرا التروفاتوري هو جمهور هذا العمل. جمهور هذه الأوبرا أي جمهور دار الأوبرا المصرية للفنون الرفيعة والتي تكاد تنحصر في حفلات الأوركسترا السيمفوني وعروض الباليه وبالذات الباليه الكلاسيكي ثم الغناء الأوبرالي الذي تقوم عليه هذه الأوبرات. وعن الجمهور: من قبل كنت الاحظ العديد من الأجانب.. ربما من السفارات المختلفة والعاملين بها. لكن هذا الاسبوع شاهدت أن عدد المصريين يتزايد كل فترة.. هذا الاسبوع كانت الغالبية من المصريين وهو الأمر الذي يسعدنا.. ليس لأن جمهور الغناء الأوبرالي يزداد ولكن هذا معناه أن المتفرج المصري بدأ يستمتع بهذا اللون وهو في الحقيقة صعب ولكن ادراك المتلقي المصري بألوان الغناء أي الآلات الموسيقية الربانية.. فهناك الصوت الذي يماثل السوبرانو للنساء والميتسوسوبرانو وهي هنا آلة الكمان. ثم يلعبها الرجال التينور وهو يماثل آلة الكمان ثم الباريتون ويماثل آلة التشيللو وأخيرا الباص وهو يماثل صوت آلة الكونترباس. والمعروف أن هذا الصوت نادر إلي حد كبير وكان معنا في هذه الأوبرا رضا الوكيل وهو صاحب هذا الصوت النادر خاصة في البلاد الحارة. ربما ما أطالب به الفنانة ايناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية أن تزداد إلي حد ما الأعمال التي تندرج تحت ما يسمي بالفنون الرفيعة. لأن هذه الأعمال لا يستطيع أي مسرح آخر أن يقدمها خاصة وهي تحتاج إلي مران مستمر سواء بالنسبة للعازف أو المغني أو راقص الباليه. وأنا أعلم تماما أن تكلفة هذه الأعمال كبيرة للغاية ولكنها السند القوي لدور الأوبرا. وبمناسبة العرض الذي شاهدته لك أقدم تحية لكل من شارك فيه وأيضا المدير الفني لفرقة الأوبرا السوبرانو إيمان مصطفي. والباص رضا الوكيل وكل الفنيين الذين شاركوا فيه لأن هذا الفن مختلف تماما عن العروض المسرحية العادية, فهنا لدينا الغناء الفردي والغناء الجماعي.. الكورال.. والباليه والحركة والتمثيل. والتحية أيضا للفنان المخرج هشام الطلي الذي لم أشاهد له عملا من قبل حيث كانت معظم العروض يخرجها عبد الله سعد.