هى من الفنون الرفيعة التى تجمع بين أكثر من عنصر من العناصر التى تثرى العمل الفنى هى أوبرا «توسكا» التى شاهدتها لك هذا الأسبوع بدار الأوبرا المصرية والتى تضم الموسيقى والغناء الفردى والغناء الجماعى «الكورال» بالإضافة للحركة المسرحية الدرامية. بالطبع الأوبرات ليس فى مصر ولكن أيضا فى بعض دول أوروبا لاتحظى بكثافة مشاهدة عالية ولكن أعمالها تجتذب كل فترة جماهير جديدة. وتعد أوبرا «توسكا» من الأوبرات الكلاسيكية العالمية وكانت دار الأوبرا المصرية قد أنارت بها خشبتها هذا الأسبوع فى عمل جمع معظم مقومات النجاح من ديكور وكورال وحركة مسرحية بديعة مع ملابس وأزياء فى غاية الدقة، وبالطبع كل هذا الى جانب العامل المهم وهو الموسيقى للموسيقار العالمى بوتشينى دكان الثائر .. قائدا لأوركسترا هنا هو ديفيد كربشنزي. بوتشينى واحدا من كبار الموسيقيين الإيطاليين مثله مثل فيردى الذى قدم لنا الأوبرا العالمية «عايدة» فى مناسبة افتتاح قناة السويس وبمناسبة افتتاح دار الأوبرا القديمة. بالطبع القصة هنا وهى أساسا قصة تضم الحب والغيرة والخيانة والتضحية وكل هذه المشاعر المرتبطة معظمها بالحب لكن فى الواقع القصة والتى تروى قصة حبيبين قد لاتختلف عن كثير من نصوص الأحداث العالمية فالقصة هنا هى مجرد وعاء يضم الموسيقى والغناء الفردى والجماعى والحركة المسرحية الدرامية وكل هذا ليس الغرض منه الغاية أو القصة ولكن مجرد وعاء يضم هذه العناصر الفنية التى تثرى العمل. والغريب أو الطريف أن كلا العملين ينتهيان بصورة تكاد تكون متطابقة حيث يموت الحبيب وتنتحر المحبة. أن تقدم الأوبرا أعمالا من هذه النوعية التى تحتاج الى جهد كبير وعناصر كثيرة للعمل فهذا بحق يقع فى صالح دار الأوبرا المصرية التى لاتبخل بتقديم الأعمال الكبيرة لجمهورها. الديكور كان متميزا لمحمد الغرباوى وقيادة الأوركسترا من العناصر المهمة فى هذا العمل ثم أصل الى الابطال خاصة وهذه الأوبرا تضم كل الأحداث فالبطلة فلوريدا توسكا أو إيمان مصطفى من طبقة السبرانو والبطل أمامها ماريو هو وليد كريم وطبقة صوته تينور بالإضافة لأنها تضم معظم الأصوات الأخرى .. الباريثون ثم الباص والباص هنا هو الفنان رضا الوكيل . إذن لدينا كل الأصوات والتى نقدمها للمتفرج باعتبار أنها الآلات الموسيقية الربانية التى تنطلق من الفنان فالسوبرانو هى الطبقة الرفيعة والتينور ممثل الكمان والباريثون مثل التشيلو أما الباص فهو كما آلة الكونترباس شديدة الغلظة. وكان لدينا أيضا العناء الجماعى أى الكورال وأما قيادته أو تدريبه فهى للفنان الدو الذى يعمل فى الأوبرا منذ سنوات. لابد هنا من التنويه على المخرج عبد الله الذى تخصص فى إخراج الأوبرات الخفيفة أنه نجح تماما فى هذه المهمة من خلال أكثر من عمل. وفى النهاية تحية لرئيسة الأوبرا د. ايناس عبد الدايم التى تقف خلف العديد والعديد من نجاحات الأوبرا من أجل تقديم الفن الرفيع للمتلقى المتفرج.