تحليل لأبرز إيجابيات وسلبيات قمة الجولة في إيطاليا أسقط ميلان ضيفه نابولي بهدفين نظيفين في قمة الأسبوع الخامس عشر للدوري الإيطالي التي أقيمت على ملعب "سان سيرو" في الساعات الأخيرة من أمس الأحد، ليرفع الروسونيري رصيده ل24 نقطة ويتساوى في عدد النقاط مع نابولي، وكلاهما خلف ثالث الترتيب العام "لاتسيو" بنقطتين. المباراة حفلت بالعديد من اللقطات والفرص وكذلك الملاحظات على أداء الفريقين نسردها معًا فيما يلي.. إيجابيات | الخبرة صنعت الفارق لميلان ■ قدم ميلان واحدة من أفضل وأروع عروضه منذ بداية هذا الموسم، وهذا يرجع إلى صلابة الدفاع أولاً، حيث بدا قلبي الدفاع "فيليب ميكسيس وعادل رامي" في أفضل حالاتهما، وحتى بعد خروج ذو الأصول المغربية، لم يهتز الخط الخلفي وظل صامداً حتى النهاية، وذلك بفضل تقارب الدفاع والوسط، الأمر الذي خلق مشاكل بالجملة لفريق نابولي، بالذات في عملية التحضير من الخلف إلى الأمام التي كانت تتم في وقت طويل، باستثناء بعض الهجمات المعاكسة التي شكلت خطورة على مرمى دييجو لوبيز في منتصف الشوط الأول. ■ يُحسب للاعب الوسط المُخضرم "مونتوليفو" نجاحه في إعادة الاتزان لوسط الميلان، كيف لا ووجوده على الدائرة ساهم بشكل كبير في فوز فريقه بمعركة الوسط، وشاهدنا كيف كان يضغط بقوة على دي جوزمان وميرتينز لمنعهما من اختراق الوسط الأحمر والأسود، هذا بخلاف تمريراته الدقيقة وتقدمه إلى الأمام "في الوقت المناسب"، فهو لم يكتف بأدواره الدفاعية رفقة المحارب "دي يونج"، وقدم الكثير من المساعدات للثلاثي "مينيز، بونافنتورا وهوندا" في الثلث الأخير من الملعب، والدليل على ذلك، أنه كلما تقدم إلى الأمام وجد هذا الثلاثي أريحية في التحرك لخلخلة دفاع نابولي الذي كان في أسوأ حالاته على الإطلاق. ■ كما لعب مونتوليفو دور البطولة في الوقت، فلا أحد يغفل عن الدور الكبير الذي لعبه الحارس "دييجو لوبيز" في الحفاظ على نظافة شباكه، ويكفي أنه تصدى لأكثر من ثلاثة فرص مُحققة في منتصف الشوط الأول، ولو واحدة منهم سكنت شباكه، لانقلبت أوضاع المباراة رأساً على عقب، لكنه استسبل أمام كاييخون ورفاقه، وحرمهم من زيارة شباك الروسونيري بكفاءة وبراعة يُحسد عليهما، لذا يُمكن اعتباره من أبرز نجوم هذه الأمسية رفقة زميله الفرنسي "جيرمي مينيز". ■ لا خلاف أبداً على أن مينيز كان كلمة السر بالنسبة لميلان في هذه المباراة، فهو سجل الهدف الأول بمجهود فردي أكثر من رائع، وبفضل هذا الهدف، لعب الميلان بثقة طوال الشوط الأول، وبعيداً عن قيمة الهدف وتأثيره على أحداث اللقاء، فالشاب الفرنسي الواعد أثبت بشكل عملي أنه "مشروع" نجم كبير، كيف لا وهو من أرهق مدافعي نابولي بسرعته وانطلاقاته التي كانتا مصدر الإزعاج الرئيسي على الحارس كابرال، ولولا غياب التوفيق عنه في بعض الفرص، لخرج من المباراة بثلاثة أهداف هاتريك على أقل تقدير، لكن هذا لا يُقلل من المجهود الكبير الذي قدمه، ولا من المستوى المتميز الذي أعاد إلى الأذهان مستوى كاكا، بالذات في مشاهد انطلاقاته من الجهة اليسرى. سلبيات | هشاشة دفاع نابولي ■ من مباراة لأخرى يثبت خط دفاع نابولي أنه نقطة الضعف الواضحة لدى المدرب "رافا بينيتيز"، خاصة قلبي الدفاع "ألبيول وكولوبالي"، فالأول ملتزم بالبقاء داخل منطقة الجزاء ولا يقوم بالضغط على المهاجمين لمنعهم من الاستلام، غير أنه لا يُجيد عملية افتكاك الكرة، ومثله تماماً كولوبالي الذي تتم مراوغته بسهولة تامة، ووضح ذلك في مشهد الهدف الأول حين بعثره مينيز على حدود منطقة الجزاء ثم سدد بأريحية في المرمى، والأسوأ من ذلك أن كلا المدافعين اكتفى بمشاهدة بونافنتورا هو يُسجل الهدف الثاني بسهولة ويَسر، لذا على المدرب الإسباني مراجعة حساباته في ميركاتو الشتاء، وإلا سيتسبب دفاعه "الكارثي" في خروج الفريق من المنافسة على المركز الثالث المؤهل لدوري الأبطال. ■ صحيح نابولي يمتلك لاعبين جيدين في الوسط، لكن لا يوجد انسجام بين هؤلاء، فقط كل لاعب يعتمد على نفسه بشكل فردي، والدليل على ذلك هو خسارة معركة الوسط أمام مونتوليفو ودي يونج، وترك هيجواين بمفرده في أحضان قلبي دفاع ميلان، وهذا بسبب تباعد لاعبي الوسط عن بعضهم البعض، ولو لعب "دي جوزمان، جورجينهو ودافيد لويز" بشكل جماعي ولمصلحة الفريق، فسوف تتقارب الخطوط الثلاثة من بعضها البعض، وسوف تعود الفاعلية الهجومية لهجوايين، وأيضاً هذا سيصب في مصلحة الدفاع الذي لا يَجد من يساعده في المنتصف. والسؤال الذي يفرض نفسه الآن..هل سيتغلب نابولي على أحزان هذه المباراة وسينجح بينيتيز في إعادة الأمور لنصابها الصحيح؟ أم المشاكل ستستمر في ظل تواضع مستوى الدفاع الذي استقبل حتى الآن 20 هدفاً؟ وأيضاً في ظل عدم جماعية الفريق واعتماده على اللعب الفردي؟ دعونا ننتظر عادل منصور محرر في القسم الإنجليزي