أيام قليلة تفصلنا عن لقاء السحاب الذي ينتظره كل عشاق كرة القدم في كافة أرجاء المعمورة من آقصاها إلى آقصاها، فعندما تدق عقارب الساعة عند التاسعة إلا الربع يوم السبت المقبل، سنكون على موعد مع النهائي الحلم لبطولة دوري أبطال أوربا بين أقوى فريقين في العالم بالوقت الحالي "برشلونة الإسباني" و "مانشستر يونايتد" الإنجليزي. ودون الخوض في تفاصيل فنية عن اللقاء وحرب التصريحات المشتعلة بين أنصار الفريقين، نتوقف قليلا أمام التحفة الفنية التي ستستضيف اللقاء على عشبها الأخضر فإذا كان اللقاء سيجمع عظماء اللعبة حول العالم، فإن عناصر العظمة تكتمل بإقامة المبارة على استاد "ويمبلي" الذي يعد الاستاد الأبرز في أوربا خلال الفترة الحالية. "ويمبلي" يعد الاستاد الأقدم في إنجلترا؛ حيث تم بناؤه عام 1923 تحت اسم ملعب "الإمبراطورية" بتكلفة 750 ألف جنيه استرليني، في الموقع نفسه لبرجي ووتكينز اللذين ما زالا موجودين في الملعب حتى الآن ليكونا بمثابة الميزة الأهم للاستاد التاريخي. وفي أكتوبر عام 2000 تم غلق الاستاد لتبدأ أعمال التجديد به بعد هدم البناية القديمة مع الإبقاء على أشهر معالمه المميزة "برجا ووتكينز". وبعد فترة طويلة من التأجيلات تم انهاء الاستاد وافتتاحه في مارس 2007 ليصبح ثان أكبر استاد في أوربا، بعدما كلف خزائن الممكلة البريطانية 798 مليون جنيه استرليني. وعلى الرغم من هدم كل أجزاء الاستاد القديم تقريبا، تم الإبقاء على البرجين المميزين، ليظهر الاستاد في النهاية كتحفة فنية مختلفة عن باقي الاستادات الأوربية، إذ يحتوي على سقف معدني مقوس يزيده روعة وجمالا. الملعب على مدار تاريخه الطويل استضاف الكثير من البطولات والمنافسات المهمة، و لعل كان أهمها نهائي دوري أبطال أوربا الذي استضافه الملعب الأخر الملعب خمس مرات كان أولها عام 1963 مدرجات الملعب صاحبة اللون الأحمر المميز عندما فاز أى سي ميلان الإيطالي على بنفيكا البرتغالي بهدفين لهدف ليحصد البطل الإيطالي البطولة في هذا العام، ثم كان التفوق للإنجليز في الألقاب الأربعة المتبقية؛ إذ حسم مانشستر و ليفربول البطولة لصالحهم في مرتين، لتبقى مرة لبرشلونة الإسباني وآخرى لأياكس أمستردام الهولندي. وبالنسبة للفريقين صاحبا الواقعة يوم السبت فمانشستر كان له السبق في تذوق طعم الذهب على عشب ملعب ويمبلي قبل برشلونة؛ حيث نجح في حصد اللقب بمسماه القديم "بطولة أبطال الدوري" عام 1986 عندما سحق بنفيكا البرتغالي بأربعة أهداف دون رد، ليكون اللقب الأول للشياطين الحمر في هذه البطولة على مدار تاريخهم. ولحق برشلونة بغريمه الأوربي مانشستر وحصد اللقب في عام 1992 بفضل الهولندي يوهان كوريف الذي سجل هدف في مرمى سامبدوريا، أهدى الفوز للبطل الكتالوني. وهنا يبرز السؤال هل يتحيز ملعب ويمبلي مع مؤسسيه ويهدي اللقب لمانشستر كما أهداه اللقب الأول في تاريخه، أم أنه لن يكتفي باللون الأحمر الذي يغطي مدرجاته وهو لون قميص مانشستر ليضيف إليه اللون الازرق ويصبح "بلوجرانا" مثل قميص برشلونة.. هذا ما سنعرفه يوم السبت المقبل. *