أحلام وطموحات الفوز بالليجا الإسبانية تداعب الملكي والبارسا

عندما تعلن دقات الساعة العاشرة مساء الغد بتوقيت القاهرة ستتجه أنظار الملايين من عشاق كرة القدم صوب استاد سانتياجو بيرنابيو بالعاصمة الإسبانية مدريد لمتابعة الكلاسيكو رقم 156 بين ريال مدريد وبرشلونة في المرحلة الحادية والثلاثين من الدوري الأسباني لكرة القدم.
وستكون بؤرة الاهتمام والأضواء مسلطة على المواجهة بين الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد بصفتهما أفضل لاعبين في العالم حاليا.
بلغة الأرقام , وبلغة المنطق , وبلغة كرة القدم المجنونة , سيكون كلاسيكو الليلة بين ريال مدريد وبرشلونة هو الأفضل في التاريخ بالنظر إلى الرقم القياسي من النقاط التي جمعها كل من الفريقين , لكن إذا نحينا الإحصائيات جانبا ، فإن حقائق وأحاسيس كل طرف متباينة تماما.
ويتحلى كلا الفريقين بنهم للفوز ليس له حدود ، وكلاهما يتقدم إلى المباراة المنتظرة برصيد 77 نقطة من 30 جولة.
ولم يسبق قط أن وصل أي من الناديين العريقين إلى هذا الجولة من بطولة الدوري الإسباني بهذا الرصيد من النقاط , إلا أن الإحصائيات تعد واحدة من الأمور القليلة التي تجمع بينهما , فبينما أقام برشلونة معسكراً استعداداً لمقابلة الأرسنال الإنجليزي في إياب دور الثمانية لبطولة دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء الماضي ، فإن ريال مدريد استراح لأن الدوري الإسباني بات البطولة الوحيدة التي يشارك فيها هذا الموسم.
**ليون تسبب في تفرغ الريال للدوري وبرشلونة
يدخل ريال مدريد كلاسيكوالغد وعليه سداد دين كبير إلى برشلونة الذي أحرجه في مباراة الدور الثاني الموسم الماضي على نفس الاستاد الذي يستضيف مباراة الليلة عندما فاز برشلونة 6-2 , محققاً أكبر فوز له في تاريخ المباريات في مدريد على النادي الملكي.
ويحتل الريال قبل المباراة المركز الأول برصيد 77 نقطة , وتمثل مباراة الليلة الأمل الأخير في الفوز ببطولة هذا الموسم بالنسبة إلى ريال مدريد وجمهوره الذي أطلق العنان لأحلامه قبل بداية الموسم عقب تدعيم كبير في صفوف الفريق من قبل رئيس النادي فلورنتينو بيريز الذي أنفق ما يزيد عن 250 مليون يورو للحصول على خدمات البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي ريكاردو كاكا والفرنسي كريم بن زيمة وشابي ألونسو وراؤول ألبيول.
وبدأ الجمهور الملكي يرسم أحلاماً يعود فيها العملاق المدريدي من جديد إلى منصات التتويج بالبطولات وإلى سابق عهده , والأهم من ذلك أن ينتزع من غريمه برشلونة الألقاب التي أخذ يحصدها واحداً تلو الآخر الموسم الماضي , إلى أن دخلت خزائنه 6 بطولات في عام واحد.
لكن الأحلام المدريدية بدأت في التساقط رويداً رويداً , فودع الفريق بطولة كأس ملك إسبانيا "كوبا يل ريّ" على فريق الكوركون المغمور , وظهرت أصواتا نادت بترحيل التشيلي مانويل بيلليرجيني المدير الفني للفريق والمجيء بآخر , لكن الإدارة فضلت التمسك به , ثم بدأت القافلة الملكية في السير من جديد , وصب الفريق تركيزه في دوري أبطال أوروبا وفي الدوري الإسباني.
ونجح الفريق في عبور دور ال32 , أو دوري المجموعات في البطولة الأوروبية , وتأهل إلى دور الثمانية ليلاقي ليون الفرنسي , وما أن بدأت الآمال المدريدية تنعقد على التقدم في دوري الأبطال التي سيكون استاد سانتياجو بيرنابيو مسرحاً لمباراته النهائية في 22 مايو المقبل , استمرت العقدة الملكية الإسبانية في توديع دوري الأبطال من دور ال16 للعام السادس على التوالي , بعد أن خسر الفريق ذهاباً في استاد جيرلان بفرنسا 1-صفر , ثم تعادل إياباً 1-1 , لتتعالى من جديد الأصوات المنادية برقبة المدرب التشيلي الذي بقى في منصبه حتى إشعار آخر.
والآن لم يتبق للريال سوى بطولة الدوري الإسباني هذا الموسم لينافس عليها طمعاً في تحقيق بطولة قد تهدئ ظمأ جمهوره ونجومه بعض الشيء.
وحاول الفريق استغلال الخروج الأوروبي للتركيز في مباريات الدوري , خاصة وأن الفريق يسير بخطى ثابتة للغاية , وحقق الفوز في آخر 12 مباراة خاضها الفريق ما جعله يضيق الخناق على برشلونة , واستغل هفوات حامل اللقب ليتساوى معه في رصيد النقاط , ويبدأن السير خطوة بخطوة مع بعضهما.
وفي حالة نجح الريال وكتيبة نجومه في الفوز بكلاسيكو الليلة سوف يرفع رصيده إلى 80 نقطة ويصبح متفوقاً على برشلونة ب3 نقاط , ثم ستتبقى للفريق 7 مباريات يلتقي فيها مع منافسين أصحاب مستوى متوسط مثل ألميريا وريال سرقسطة وأوساسونا ومايوركا ومالاجا , وستكون مواجهة فالنسيا في المرحلة الثالثة والثلاثين أصعب محطات الفريق حتى وصول قطار الليجا إلى محطته الأخيرة.
** البارسا بنصف عقل بين الدوري وبطولة أوروبا
اضطر النادي الكتالوني أن ينحي الكلاسيكو جانبا حتى نهاية المهمة الأوروبية أمام الأرسنال الإنجليزي الأسبوع الماضي , والتي حسمها بفضل جهود نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي والذي سجل 4 أهداف "سوبر هاتريك" وانتهت المباراة 4-1.
وقال جوسيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة بعد فوز الفريق على أتليتيك بلباو السبت الماضي في الدوري وقبل المواجهة الأوروبية "إن مباراة الأرسنال هي الأكثر أهمية هذا الموسم"، وإن دل هذا التصريح على شيء فهو يدل على أن المدرب الشاب صب كل تركيزه على مباراة الأرسنال , مفضلاً عدم الالتفات للكلاسيكو قبل الآوان.
وأثبتت الجولة الماضية أن أداء الفريق ثابت رغم أي مؤثرات خاريجية تطرأ عليه سواء إصابات لاعبين أو إيقافات , فحقق البارسا بفريق من البدلاء فوزا كبيرا على بلباو 4-1.
ورغم أن الريال يتفوق على برشلونة في فارق الأهداف حيث للملكي 83 هدفاًَ , ولبرشلونة 75 , إلا أن أهداف برشلونة مقسمة بشكل أكبر ، حتى لو كان ليونيل ميسي هو الهداف الأول للبطولة. فاللاعب الأرجنتيني أحرز 26 هدفا من 75 لفريقه.
ويترقب جوارديولا موقف العديد من لاعبيه المصابين في برشلونة , وتضم قائمة المصابين لاعبين أساسيين مثل زلاتان إبراهيموفيتش وجيرارد بيكيه وأندريس إنييستا ، دون أن يعرف حتى الآن إذا ما كانوا جميعا سيتمكنون من اللحاق بالمباراة أم لا , وحتى إذا فعلوا ، فمن يدري الحالة التي سيكونون عليها.
وسيكون بيكيه جاهزا للمشاركة في المباراة بعدما تعافى من الإصابة بشد عضلي والتي تعرض لها خلال مباراة فريقه أمام بلباو في الدوري السبت الماضي
فى حين سيغيب عن صفوف برشلونة في مباراة الغد الظهير الأيسر الفرنسي إيريك أبيدال ، والسويدى ابراهيموفيتش
ويضع برشلونة وجمهوره آمالاً كبيرة على النجم الذي يسير في طريق الأساطير ليونيل ميسي , والذي أصبح تميمة الحظ الكاتالونية مؤخراً , وزاد تعلق وعشق الجمهور له يوماً بعد يوم نتيجة الأداء الجمالي والمهارات الرائعة والأهداف التي يسجلها على كل شكل ولون.
وبغض النظر عن نتيجة كلاسيكو , سيظل جوارديولا المدرب المتربع على عرش قلوب عشاق البارسا بعد الانتصارات التي حققها مع الفريق الموسم الماضي وجعلته يحصد 6 ألقاب مع الفريق في عام واحد , بينما قد تكون الخسارة الليلة هي المسمار الأخير في نعش بييلليجريني الذي سيكون أضاع كل البطولات من النادي الملكي هذا الموسم.
وإذا نجح البارسا في حسم المباراة , سوف ينفرد بالصدارة عن ريال مدريد بفارق 3 نقاط رافعاً رصيده إلى 80 نقطة , بينما سوف نتنظره عدة مواجهات لن تكون صعبة ولكنها ليست سهلة كذلك في المراحل المتبقية من عمر الليجا أهمها لقاء لاكورونيا في المرحلة الثانية والثلاثين وإسبانيول في ديربي كاتالونيا في المرحلة التي تليها , ثم أشبيلية في المرحلة السابعة والثلاثين.
** أقوى 10 مواجهات كلاسيكو
من بين 155 مواجهة "كلاسيكو" جمعت بين برشلونة وريال مدريد نقدم لكم أقوى عشرة مواجهات جمعت بين قطبي الكرة الإسباني , والتي تعد محطات في تاريخ مواجهات الفريقين :
* المواجهة الأولى : 17 فبراير 1929
كانت مباراة الدور الأول للموسم الأول في تاريخ الليجا الإسبانية , وانتهت بفوز ريال مدريد على برشلونة في عقر داره 2-1 , وسجل هدفي الريال وقتها اللاعب موريارا في الدقيقتين 10 و55 , وسجل هدف برشلونة بيريرا في الدقيقة 70 من عمر اللقاء.
* المواجهة الثانية : 3 فبراير 1953
تعتبر هذه المواجهة من المواجهات التي لا تنسى بين البارسا والريال , وإن كانت عشاق برشلونة يتفاخرون بفوزهم التاريخي الموسم الماضي 6-2 , ففي 3 فبراير عام 1935 فاز الريال على برشلونة 8-2 في الدوري الإسباني , سجل أهداف الريال لازكانو ثلاثة أهداف "هاتريك" وسنادو أربعة أهداف "سوبر هاتريك" وروجيرو , بينما سجل هدفي برشلونة إيزكالو وجوزيمان.
* المواجهة الثالثة : 21 أبريل 1935
هذه هي المواجهة التي تلت المواجهة الثانية مباشرة والتي انتهت 8-2 للريال , وأقيمت في 21 أبريل عام 1935 وكانت في ملعب برشلونة , بفوز برشلونة بخمسة أهداف نظيفة.
وفاز برشلونة في موسم 1950-1951 على الريال بسبعة أهداف مقابل هدفين مما يعني أن فوز برشلونة العام الماضي لم يكن الأكبر.
* المواجهة الرابعة : 10 يناير 1943
أنتهت هذه المباراة بالتعادل 5-5 , وهو التعادل الأكبر في تاريخ المواجهات بين الفريقين , وسجل لبرشلونة مارتين هدفين وفيلاماس هدفين وأكولي هدف , بينما سجل أهداف الريال ألونسو وألدادي هدفين وبوتيلا وأخيرا موردينياس.
* المواجهة الخامسة : 13 يونيو 1943
في نفي العام الذي شهد اكبر تعادل بين الفريقين في تاريخ مواجهاتهما 1943 , وتحديداً في يوم 13 يوينو 1943 , والدور قبل النهائي لبطولة كاس إسبانيا فاز ريال مدريد على برشلونة 11-1 في فوز هو الأكبر في تاريخ مواجهات الفريقين على الإطلاق.
* المواجهة السادسة : 17 فبراير 1974
شهدت هذه المباراة فوز برشلونة على الريال باستاد سانتياجو بيرنابيو بخمسة أهداف نظيفة , سجلهم الهولندي كرويف وإسانيسي هدفين وبيريز وستولي
* المواجهة السابعة : 8 يناير 1994
كانت هذه المواجهة ضمن موسم 1994-1995 في الدور الأول , وكانت النتيجة فوز برشلونة 5-صفر تحت قيادة كرويف ولكن تلك المرة كمدرب وسجل البرازيلي روماريو ثلاثة أهداف "هاتريك" , والهولندي رونالدكومان , وأخيرا إيفان أجالسيس.
* المواجهة الثامنة : 7 يناير 1995
كانت بعد مرور عام من المواجهة السابعة , ورد الريال النتيجة ذاتها لبرشلونة وفاز 5-صفر , وشهدت طرد البلغاري خريستو ستويتشكوف من المباراة بعد أيام قليلة من تتويجه بجائزة مجلة فرانس فوتبول الفرنسية كأفضل لاعب في أوروبا , وسجل أهداف الريال في تلك المباراة الشيلي زامورانو ثلاثة أهداف هاتريك ولويس إنريكه الذي لعب لبرشلونة فيما بعد وأمفايسكا.
* المواجهة التاسعة : 10 مارس 2007
كانت ضمن منافسات موسم 2006-2007 , وكانت تلك المباراة من ضمن أسباب بزوغ نجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سجل ثلاثة أهداف "هاتريك" في تلك المباراة , وسجل أهداف الريال الهولندي رود فان نيستلروي هدفين وسيرجيو راموس هدف.
* المواجهة العاشرة : 2 مايو 2009-11-27
هي مباراة الدور الثاني للموسم الماضي 2008-2009 , وشهدت الفوز الساحق لبرشلونة على الريال في ملعبه سانتياجو بيرنابيو 6-2 بعد أن كان الريال متقدماً 2-صفر , وسجل للبارسا ميسي هدفين ومثلهما لتيري آنري وهدف واحد لكل من كارلوس بيول وجيرارد بيكيه , أما هدفي الريال فسجلهما جونزالو هيجوين وسيرجيو راموس.
**"الاستعراضي"رونالدو في مواجهة خاصة مع "الخجول" ميسي
تشهد مباراة الليلة صراعاً ومنافسة خاصة جداً بين كل من كريستانو رونالدو وليونيل ميسي , وذلك نظراً لكون الثنائي هو الأبرز في العالم حالياً من حيث المهارة , ويكفي التذكير بأن رونالدو هو أفضل لاعب في العالم لعام 2008 حسب اختيار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وأن ميسي هو أفضل لاعب في العالم لعام 2009.
تفوق ميسي من قبل على رونالدو عندما سجل النجم الأرجنتيني الشاب الهدف الثاني لبرشلونة في المباراة التي تغلب فيها على مانشستر يونايتد الإنجليزي ، الفريق السابق لرونالدو ، 2-صفر في نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي وبالتحديد في مايو الماضي.
وكانت هذه المباراة هي آخر مباراة لرونالدو مع مانشستر يونايتد قبل الانتقال إلى ريال مدريد مقابل صفقة قياسية أصبح من خلالها أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم.
وكانت المرة الثانية التي تفوق فيها ميسي على رونالدو عندما ساهم اللاعب الأرجنتيني المتألق في فوز برشلونة 1-صفر على ريال مدريد في مباراة الفريقين بالدور الأور من الدوري الإسباني هذا الموسم وذلك على استاد "كامب نو" في برشلونة.
ويتمتع ميسي حاليا بمستوى رائع وهو ما أكدته المباراة أمام الأرسنال يوم الثلاثاء الماضي حيث سجل اللاعب أربعة أهداف (سوبر هاتريك) قاد بها فريقه للفوز الكبير 4-1 على الأرسنال في إياب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا.
وسجل ميسي 39 هدفا مع برشلونة في مختلف المسابقات هذا الموسم ومنها 26 هدفا اعتلى بها قائمة هدافي الدوري الإسباني مقابل 18 هدفا سجلها رونالدو في المسابقة حتى الآن.
وقال اللاعب المخضرم جوتي نجم ريال مدريد : "ميسي يتألق بالفعل في الفترة الحالية ، ولكن رونالدو أيضا يتمتع بمستوى جيد".