فى العاشرة إلا ربعا من مساء اليوم الأربعاء سيكون موعد عشاق كرة القدم فى العالم مع لقاء السحاب أو مباراة الأحلام بين فريقين عتيدين يستحق كل منهما التشجيع والفوز: برشلونة الإسبانى ومانشستر يونايتد الإنجليزى، حيث يلتقيان على الاستاد الأوليمبى فى العاصمة الإيطالية روما فى مباراة يديرها الحكم الدولى السويسرى ماسيمو بوساكا، ويحضرها 80 ألف مشاهد تقريبا، وذلك لمعرفة الفريق الفائز ببطولة دورى أبطال أوروبا رقم 54، أو البطولة السابعة عشرة بشكلها الجديد «الحالى» الذى بدأ منذ عام 1993. المباراة ستكون خير ختام للموسم الكروى الأوروبى الذى حسم فى جميع الدول تقريبا، ومنها إنجلتراوإسبانيا وإيطاليا وألمانيا، ولم يحسم فى دول أخرى مثل فرنسا وتركيا. الفريقان يدخلان هذه المباراة، وهما بطلان بالفعل، فالمان يونايتد هو بطل الدورى فى بلاده بجدارة بعد صراع مرير مع ليفربول، وهو يسعى الليلة لتحقيق «الرباعية» باقتناص دورى أبطال أوروبا لتكون البطولة الرابعة له هذا الموسم بعد بطولة العالم للأندية فى اليابان وكأس إنجلترا والدورى الإنجليزى الممتاز ، بينما يدخل البارسا اللقاء، وهو بطل للدورى الإسبانى عن جدارة واستحقاق وبعد صراع غير متكافئ بينه وبين منافسه التقليدى ريال مدريد، ويسعى للفوز الليلة بالبطولة الثالثة له هذا الموسم بعد الدورى وكأس الملك. والدافع لدى الفريقين للقب قوى للغاية، فمانشستر يسعى إلى الفوز بالبطولة ليصبح أول فريق يتوج به لموسمين متتاليين منذ بدء إقامة البطولة بنظامها الحالى تحت مسمى دورى أبطال أوروبا، حيث كان «الشياطين الحمر» قد أحرزوا لقب البطولة فى الموسم الماضى بالفوز على تشيلسى بركلات الترجيح فى النهائى، فى حين أن البارسا يسعى إلى الفوز بلقبه الثالث فى دورى الأبطال بعد لقبى 1992 و2006. وتشهد مباراة اليوم سلسلة من المواجهات أو الثنائيات، التى يتوق جمهور الكرة فى العالم لمعرفة لمن ستكون الغلبة، فهناك مواجهة بين كرة برشلونة الراقية الجميلة، وكرة مانشستر القوية الواقعية، وهناك مواجهة مثيرة بين «العجوز» و«الشاب»، أى السير أليكس فيرجسون المدير الفنى القدير لمانشستر، وجوسيب جوارديولا المدير الفنى، الذى كان برشلونة أول فريق «أساسى» يتولى تدريبه فى حياته! وسيكون هناك صراع مثير داخل أرض الملعب أيضا بين البرتغالى كريستيانو رونالدو مهاجم مانشستر يونايتد وصاحب لقب أفضل لاعب فى العالم عام 2008، والساحر الأرجنتينى الشاب ليونيل ميسى نجم مانشستر يونايتد و«أسطورة» كرة القدم العالمية فى العقد المقبل، أو «مارادونا» الجديد الذى يستمتع المشاهد بكل لمساته. يدخل كل فريق المباراة وهو فى أحسن حالاته، وفى ظل غيابات شبه متكافئة، فبرشلونة يغيب عنه كل من المدافع البرازيلى دانييل ألفيش والفرنسى إيريك أبيدال، إضافة إلى رافائيل ماركيز، فى حين يغيب عن المان يونايتد الحارس بن فوستر والمدافع دارين فليتشر، وربما يكون ريو فيرديناند بين الغائبين، أو سيشارك فى المباراة على الأقل، وهو غير مكتمل الشفاء. وقبل المباراة كانت هناك أنباء عن احتمال عدم مشاركة النجم الفرنسى تييرى هنرى ولاعب الوسط الإسبانى أندريس إنييستا لمعاناتهما من الإصابة، التى كانت قد بدأت منذ معركة ستامفورد بريدج مع تشيلسى «مباراة الإياب»، غير أن النادى الكاتالونى أكد قبل 48 ساعة من المباراة أن اللاعبين أصبحا جاهزين للمباراة، وقرر جوارديولا ضمهما إلى التشكيل الأساسى، وربما تكون عقلية جوارديولا ستدفعه إلى إشراكهما منذ البداية لحسم الأمور مبكرا، وليس الإبقاء عليهما كورقتين رابحتين على مقاعد البدلاء يدفع بهما فى الشوط الثانى، لأنه يعرف جيدا أن الفريق الذى سيتقدم فى مباراة كهذه سيصعب مهمة الطرف الآخر فى التعويض، خاصة إذا كان من سيتفوق هو مانشستر صاحب الدفاع الإنجليزى الحديدى! ويعتمد جوارديولا بشكل أساسى على مثلث الرعب الهجومى المكون من الكاميرونى صامويل إيتو وهنرى وميسى، ولكن الثلاثة سيجدون صعوبة بالغة فى التعامل اليوم مع مدافعين أشداء يعرفون جيدا كيف يمكن إيقاف التمريرات الذكية المتبادلة، التى يقوم بها هذا المثلث، واستخدام الخشونة متوقع فى هذه الحالات! ولا ننسى أيضا اهتمام جوارديولا بالأطراف، فلديه القصير المكير إنييستا فى الجهة اليسرى للتكملة مع هنرى، ولديه فى الجبهة اليمنى ميسى، الذى سيحظى بمساندة من جانب سيدو كيتا أو شابى هيرنانديز أيهما أقرب؟، ولكن المشكلة أن شابى ستكون لديه مهمة أساسية فى لقاء اليوم، حيث سيكلف على الأرجح بالحد من خطورة انطلاقات رونالدو إذا انطلق من العمق. وعلى الجانب الآخر، فإن فيرجسون يدرك جيدا أنه قبل أن يفكر فى الهجوم يجب أن يفكر فى كيفية وقف خطورة لاعبى برشلونة، ليس بالرقابة الفردية، ولكن بتضييق المساحات التى يمكن أن يمرح فيها أعضاء مثلث الرعب الكاتالونى، على أن يبدأ بعد ذلك فى تنظيم هجمات مرتدة سريعة باستغلال فارق السرعة بين الثلاثى رونالدو وتيفيز ورونى قياسا بمدافعى برشلونة الأبطأ نسبيا، خاصة بويول. وقبل المباراة، انطلقت التصريحات النارية من معسكرى الفريقين بهدف رفع المعنويات ليس أكثر، فرونالدو مثلا قال إنه لا يخشى من مواجهة ميسى، وهو تصريح لا فائدة منه باعتبار أن المواجهة بينه وبين النجم الأرجنتينى ستكون «جماهيرية» لا فنية داخل الملعب. ورد عليه ميسى بالقول إن برشلونة «يستحق الفوز بعد المستوى الرائع الذى قدمه على مدار العام بأكمله»، وأضاف: «المشجعون معجبون بنا، ونستحق المكافأة، وإذا لعبنا مثلما لعبنا على مدار العام بأكمله ستكون فرصتنا رائعة فى الفوز». وبعيدا عن تصريحات الشباب المتحمس، فإن تصريحات «الكبار» جاءت أكثر عقلانية واختلافا، فاكتفى فيرجسون بالقول إن الفريقين يمكنهما تقديم مباراة جيدة رغم أنها فى نهاية الموسم الشاق، وأضاف: «هناك احتمال جيد وقوى أن يكون هذا النهائى جيدا للغاية». واتفق معه مهاجمه الويلزى المخضرم ريان جيجز، الذى وصف المباراة بأنها ستكون «النهائى الحلم»، وأضاف: «نحن ناديان كبيران، ولدينا تاريخ هائل، وهذه المباراة ستوضح من هو الفريق الأفضل». وإذا كان جوارديولا 38 عاما يتمنى أن يكون أصغر مدرب يفوز بدورى الأبطال، فإن فيرجسون هو الآخر 67 عاما يسعى لتحقيق إنجاز شخصى له فى هذه المباراة، بأن يكون ثانى مدرب فى التاريخ يتوج بلقب البطولة ثلاث مرات بعد بوب بايسلى مدرب ليفربول الإنجليزى الأسبق. وقال جوارديولا من جانبه إنه يعتز ويفتخر بخوض المنافسة أمام فيرجسون، مؤكدا: «سأحاول التعلم منه.. إنها لحظة فخر بالنسبة لى أن أواجه فيرجسون وفريقا كبيرا مثل مانشستر يونايتد». ومن الطرائف التى تقال عن فارق السن بين المدربين إنه حينما تولى فيرجسون مهمته التدريبية الأولى فى فريق إيست ستريلنجشاير الأسكتلندى، وكان يبلغ يومها 32 عاما، فان جوارديولا لم يكن قد تعدى الثالثة من عمره! ونوهت بهذه اللقطة صحيفة «ميرور» البريطانية بما يشبه السخرية، حيث قالت إنه بينما كان البعض يتعلم الأحرف الأولى كان «فيرجى» يصعد لمنصات التتويج! وإلى جانب هذه الطرفة، فإن من أطرف ما يميز مباراة الليلة أيضا أن مكاتب المراهنات الأوروبية، لم تتمكن من ترجيح كفة فريق على الآخر حتى الساعات الأخيرة قبل انطلاقها، ولكن الأطرف أن مباراة الليلة ستكون الأخيرة، التى ستقام فى يوم الأربعاء، حيث ينص التعديل الجديد فى لوائح البطولة على إقامة المباراة النهائية بعد ذلك يوم السبت لا الأربعاء، وذلك ابتداء من العام المقبل الذى تقرر من الآن إقامة النهائى فيه على استاد سانتياجو برنابيو بالعاصمة الإسبانية مدريد. الحكم بوساكا .. والمراقب باتا! اختير الحكم الدولى السويسرى الشهير ماسيمو بوساكا لإدارة المباراة النهائية اليوم. يبلغ بوساكا من العمر أربعين عاما، وهو من مواليد مونت كاراسو، وتحديدا فى الجزء الجنوبى من سويسرا الذى يتحدث أغلب سكانه الإيطالية. وسوف يعاونه فى إدارة المباراة ماتياس أرنيه وفرانشيسكو بوراجينا، والحكم الرابع هو كلاوديو شيركيتا، وجميع هؤلاء سويسريون أيضا، أما مراقب المباراة من لجنة الحكام الرئيسية بالاتحاد الأوروبى «الويفا» فسيكون الحكم الفرنسى السابق الشهير مارك باتا. جدير بالذكر أن بوساكا حكم دولى منذ عام 1999، وسبق له أن أدار 77 مباراة تابعة للويفا، من بينها 32 مباراة فى دورى أبطال أوروبا تحديدا، ست مباريات منها فى البطولة الحالية، ومن بينها مباراة العودة فى دور الثمانية بين بورتو البرتغالى ومانشستر يونايتد الإنجليزى فى بورتو، وأدار بوساكا مباريات فى كأس العالم الأخيرة عام 2006 بألمانيا، أبرزها مباراة الأرجنتين والمكسيك فى دور ال16. ويعمل بوساكا مديرا لإحدى الشركات فى سويسرا، وهوايته الرئيسية هى التزلج على الجليد. ملك إسبانيا .. هل يكون (وش السعد)؟! سيحضر العاهل الإسبانى الملك خوان كارلوس ورئيس وزراء إسبانيا خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو نهائى دورى أبطال أوروبا الليلة فى الاستاد الأوليمبى بروما. وسيجتمع الملك خوان كارلوس بالرئيس الإيطالى جورجو نابوليتانو قبل المباراة، وفقا لما أعلنه الديوان الملكى الإسبانى. يذكر أن وجود الملك وثاباتيرو يعتبر فأل خير لبرشلونة الذى توج بطلا لدورى أبطال أوروبا عام 2006 فى باريس فى حضور الاثنين معا! التذكرة ب3 آلاف يورو! وصل سعر تذكرة المباراة النهائية بين برشلونة ومانشستر يونايتد إلى ثلاثة آلاف يورو فى أعلى فئة من فئات التذاكر، وذلك بسبب شدة إقبال الجماهير الإسبانية والإنجليزية والإيطالية أيضا على حضور المباراة، حسبما ذكرت مصادر خاصة ل«الشروق» من العاصمة الإيطالية. ويعد هذا المبلغ رقما قياسيا بالنسبة لنهائيات دورى الأبطال بصفة عامة. مشوار الفريقين تأهل مانشستر يونايتد حامل اللقب إلى المباراة النهائية بعد الفوز على مواطنه الأرسنال بنتيجة 4/1 بمجموع المباراتين فى الدور قبل النهائى، حيث تغلب عليه بهدف فى أولد ترافورد بمانشستر و3/1 فى استاد الإماراتبلندن. وقبل ذلك أطاح مانشستر بكل من بورتو البرتغالى وإنتر ميلان الإيطالى، وكان فى الأدوار الأولى قد تصدر المجموعة الخامسة بعد أن حقق فيها فوزين وأربعة تعادلات، ولم يخسر أى مباراة طوال مشوار البطولة. وتأهل الفريق الكاتالونى إلى المباراة النهائية بعد مباراتين شهيرتين مع تشيلسى الإنجليزى، حيث تعادل على ملعبه فى نوكامب دون أهداف، وحقق تعادلا دراميا فى ستامفورد بريدج فى لندن بهدف، وصعد بفارق الهدف خارج الأرض. وكان برشلونة أطاح فى الأدوار السابقة بكل من بايرن ميونيخ الألمانى وأوليمبيك ليون الفرنسى، وكان تصدر مجموعته فى الدور الأول، وهى المجموعة الثالثة، حيث حقق أربعة انتصارات وتعادل فى مباراة وخسر فى واحدة فقط. آخر 10 أبطال 1999: مانشستر 2000: ريال 2001: بايرن 2002: ريال 2003: ميلان 2004: بورتو 2005: ليفربول 2006: برشلونة 2007: ميلان 2008 مانشستر 2009: ؟؟؟ النهائي السادس لبرشلونة تأهل برشلونة الإسبانى من قبل إلى المباراة النهائية لدورى أبطال أوروبا خمس مرات، وهذه هى المرة السادسة التى يصل فيها إلى النهائى. والمباريات النهائية السابقة كانت كما يلى: عام 1961: خسر من بنفيكا البرتغالى 3/2. عام 1986: خسر من ستيوا بوخارست الرومانى برلكات الترجيح 2/صفر بعد انتهاء الوقتين الأصلى والإضافى للمباراة بالتعادل السلبى. عام 1992: فاز على سامبدوريا بهدف. عام 1994: خسر من ميلان الإيطالى بأربعة أهداف. عام 2006: فاز على الأرسنال 2/1. مانشستر و«الثمانية» الكبار يسعى مانشستر يونايتد إلى أن يكون الفريق «التاسع» الذى ينجح فى الفوز بلقب دورى الأبطال الأوروبى مرتين متتاليتين، وهو الإنجاز الذى تحقق آخر مرة على يد ميلان الإيطالى عندما فاز ببطولتى 1989 و1990. والفرق التى فازت من قبل ببطولتين متتاليتين هى كما يلى: ريال مدريد«إسبانيا»: 1956 و1960. بنفيكا «البرتغال»: 1961 و1962. إنتر ميلان «إيطاليا»: 1964 و1965. أياكس أمستردام«هولندا»: 1971 و1972. بايرن ميونيخ«ألمانيا»: 1974 و1976. ليفربول «إنجلترا»: 1977 و1978. نوتنجهام فورست «إنجلترا»: 1979 و1980. ميلان «إيطاليا»: ميلان 1989 و1990. مع الوضع فى الاعتبار أن بعض الفرق فازت بالبطولة ثلاث مرات متتالية أو فازت بالبطولة أكثر من مرة بصفة عامة وليس مرتين فقط. الريال الأول ريال مدريد هو أكثر الفرق الأوروبية فوزا ببطولة دورى الأبطال، حيث حصد اللقب تسع مرات، بداية من البطولة الأولى على الإطلاق عام 1956، ونهاية ببطولة عام 2002. ويأتى فى المركز الثانى من حيث عدد مرات الفوز بالبطولة فريق ميلان الإيطالى، وفاز باللقب سبع مرات، وكان لقبه الأول عام 1963، والأخير عام 2007.