تشارك د.عطيات أبو العينين هذا العام بمعرض الكتاب 2017 بعدد من الأعمال الجديدة منها ما كتب للطفل ومنها رواية تنتمي لأدب الخيال العلمي بعنوان كرات النار عن دار النخبة والغلاف لوحة مهداه من الفنان التشكيلي د.خالد نصار وتصميم الغلاف للمهندس ومصمم الأغلفة رامي صلاح معاطي وهذه رؤية نقدية من خلال عتبة من عتبات النص يقول الناقد خالد جودة في تلك القراءة .. في مادة التشويق معجمياً شاق الشيء فلاناً اجتذبه، والمصطلح ذاته يعني مدي إثارة المادة المقروءة لدافعية القارئ واهتماماته واجتذابها له، ولا تفعل المادة تلك فعلها بمفردها أو متنها وكفي خاصة في عصر الوسائط الحديثة التي أصبحت معه الكلمة عنصراً في منظومة تشكيل بصري، فالمادة الفكرية للكتاب الإبداعي تعد جوهر في ثنائية (التشويق / المعني)، لكنها في الحين ذاته تشبه نواه تدور حولها في مدارات الفن عتبات مصاحبة أو موازيه، وهي كثيرة وتزداد كثرة مع تطور المنجز الإبداعي والتكنولوجي العام، ويمكن للناقد (القارئ في أساسه صاحب الخبرات الجمالية المتراكمة) أن يطالع المحتوي أو نذير منه بمطالعة عتبات موازية منها الغلاف، وصلته بالعنوان، وتدوين اسم الكاتب، ونوع الخط، والرسوم الأساسية والداخلية، والإهداء والمقدمات والنصوص المنتقاه كمفتتح أو كوصلات بين أجزاء الكتاب. وفي غلاف رواية (كرات النار) للكاتبة عطيات أبو العينين نجد اتفاق العنوان مع الغلاف الاساسي، فالجسم أو الجذع الأساسي يمثل بالضبط كرة نارية منفجرة مع سرد معلومات الكتاب في متن هذا الجذع مع إضفاء وهج أبيض جانبي رعاية لشدة الإنفجار، لكن التطوير الإبداعي جاء في إمتداد عنق مشرئب من جذع كتلة النار وملاح رأس ناري شرس تبدو عيونه وفمه ورأسه المتشظي بألسنة النار، وتأتي العتبة المصاحبة بالغلاف الأخير بكلمة منتقاه من أفق الرواية تعطي شيئاً من المضمون لكنها مشوقة حيث يطالع القارئ أول ما يطالع هذه الكلمة من الرواية، فندرك معها أن شخصية الحدث تواجه مصيبة الموت أو محنة لقاء هذا الكائن الناري الشرس، ويقرب هذا المعني فضاء الطائرة مما يمنح دال وجود تحطم الطائرة ومواجهة ركابها للموت المحقق. أما وسيلة السارد فأتت من سارد ذاتي مشارك يري لذاته ويري للمجموع الروائي في الوقت نفسه ودليلى (جلس الجميع لا يبدون حراكاً، وقد حبست الأنفاس وتلاحقت العيون …) مما يعني إفضاء الذات بجوار الشهادة علي الأحداث من راوي عليم مشارك في الوقت ذاته (هذا السارد يقل درجتين عن الراوي العليم المستبد الذي يزرع ميكروفات وأجهزة رؤية في كل زاوية بالمجتمع الروائي)، وانتهت الكلمة علي الغلاف ان كرة النار المتوهجة قد اختفت وهنا يأتي دور المتن الإبداعي ذاته، بمعني أن كرة اللهب اشتعلت في الغلاف الأمامي وجري وصفها في الغلاف الختامي وبين الغلافين (القوسين) يدري القارئ منبعها ثم مصبها، فقد اختفت إذن لتعلن عن مكنونها في حيثيات الإبداع بين الغلافين، وهذا عندي توافق وبراعة بين العنوان والتشكيل الفني وكلمة المفتاح الأخيرة. بقي أن نتوجه بالتهنئة للكاتبة والفنان وصانع الكتاب جميعاً.