تميّزت مسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يحفظه الله، السياسية والإدارية بالمسؤوليات الجسام، وتحقيق النجاحات الباهرة منذ توليه إمارة الرياض ثم ولياً للعهد، ووزيراً للدفاع، ويصفه المقرّبون منه بأنه رجل الدولة المحنك الحاضر دائماً في صياغة قراراتها، وصناعة مواقفها، وتكييف علاقاتها الخارجية وفق ما تقتضيه مصلحة الوطن، وربما كان أقرب وصف له أنه دولة في رجل، وتاريخه القيادي، والسياسي يشهد بمهارته في فن القيادة، وإتقانه المعادلات السياسية، وجمعه بين الحزم واللين مع قدرة فائقة في التعامل مع المواطنين في مجلسه المفتوح للعامة. نشأته وتعليمه: ولد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود-يحفظه الله-، في الخامس من شوال سنة 1354ه الموافق 31 ديسمبر 1935م في الرياض، وهو الابن الخامس والعشرون لمؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه -. وتلقى -أيده الله-، تعليمه المبكر في مدرسة الأمراء بالرياض، حيث درس فيها العلوم الدينية والعلوم الحديثة، وقد ختم-يحفظه الله-،القرآن الكريم كاملاً وهو في سن العاشرة على يد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالله خياط رحمه الله . وقد حصل خادم الحرمين الشريفين –يحفظه الله – على العديد من الشهادات الفخرية والجوائز الأكاديمية، كما نال الكثير من الأوسمة والجوائز .
العمل الخيري والإنساني: تتميز مسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – بصفحات كبيرة من العطاء في مجالات العمل الخيري والاجتماعي والإنساني داخل المملكة وخارجها، منحته عن جدارة واستحقاق لقب "أمير الإنسانية"، عرفاناً بجهوده التي وثقتها صور ولقطات فريدة في العطف والحنو على الأيتام والمرضى والفقراء والمتضررين من الحوادث والكوارث، والمبادرة لمد يد العون والعطاء لكل من يحتاجها من هذه الفئات. وامتدت عطاءات خادم الحرمين الشريفين في كافة ميادين العمل الاجتماعي والإنساني لعقودٍ عديدة، وذلك من خلال رئاسته للعديد من المؤسسات الخيرية والاجتماعية والتي تقدم خدماتها لفئات كثيرة من أبناء المجتمع. هذا، بالإضافة إلى دعمه المستمر لمؤسسات العمل الاجتماعي والخيري في مجالات العلوم والبحث العلمي، وتشجيعه-يحفظه الله-العمل التطوعي في هذه النوعية من المجالات التي تصب بدورها في التنمية المستدامة. كما امتدت عطاءات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- في مجالات العمل الاجتماعي والإنساني بالخير إلى خارج حدود المملكة لإغاثة الملهوفين، ومساعدة المتضررين من الكوارث في العديد من الدول الشقيقة والصديقة. كما قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، بتأسيس "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" لإغاثة المجتمعات التي تعاني من الكوارث ورفع معاناتها. وفي 21 نوفمبر 2015م، صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – بالتبرع بمبلغ 500 ألف دولار باسم المملكة العربية السعودية، لدعم البرامج التنموية المختلفة لمشروع "منصة الخير الرقمي" الذي يهدف إلى جمع التبرعات من الأفراد حول العالم لخدمة المشاريع التنموية دولياً والإسهام في دعم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة لما بعد عام 2015م. وزارة الدفاع وولاية العهد: عندما تولى -يحفظه الله- منصب وزير الدفاع، في نوفمبر 2011م، شهدت وزارة الدفاع في عهده تطويراً شاملاً لجميع قطاعاتها البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي. وقد وصل أداء القوات المسلحة السعودية إلى مستوى راقٍ ومشرف، حيث شهدت تطوراً كبيراً في إعداد العسكريين ورفع كفاءتهم وتزويدهم بأرقى المنظومات العسكرية المتطورة. كما قضى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – أيده الله – أكثر من عامين ونصف ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء إثر تعيينه في 18 يونيو 2012م، وبقي حينها في منصبه وزيراً للدفاع، حيث أثبت- يحفظه الله-، خلال مسيرته الدبلوماسية حنكة متميزة وأداءً مشرفاً،كان بمثابة السلم الذي اعتلى عليه ووصل من خلاله إلى مختلف المناصب القيادية. وانطلاقاً من رؤيته الثاقبة -أيده الله- للمستقبل، وظهور بوادر منافسة واضحة من القارة الآسيوية للقارتين الأوروبية والأميركية الشمالية، حرص -يحفظه الله- على القيام بجولةٍ أسيوية، في فبراير 2014م، زار خلالها كل من باكستان واليابان والهند، لتوطيد العلاقات السعودية مع تلك الدول التي أصبح لها ثقلاً سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً لا يمكن التغاضي عن أهميته. وأثناء ولايته للعهد قام -يحفظه الله- بزيارة إلى القاهرة على رأس وفدٍ رفيع المستوى لحضور حفل تنصيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقد نقل الأمير سلمان تحيات وتهاني الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة انتخابه رئيساً لجمهورية مصر العربية، كما قدم تهانيه وتمنياته له بالتوفيق، مؤكداً على مواقف المملكة الثابتة لدعم جمهورية مصر العربية والحفاظ على أمنها واستقرارها. الملك سلمان بن عبدالعزيز يتولى مقاليد الحكم اثبتت المملكة العربية السعودية للعالم عمق الاستقرار السياسي وحجم التماسك بين قيادتها وشعبها، وأصبحت نموذجاً تاريخياً للوحدة الوطنية النادرة،وقد تجاوزت المملكة مرحلة مهمة من تاريخها بثقة وعزم وسلاسة، وخلال أقل من ساعة كانت مقاليد الحكم قد انتقلت من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله –وبإجماعٍ تامٍ من الأسرة المالكة ومن الشعب بكافة أطيافه. وقد تمت مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله-، ملكاً للمملكة العربية السعودية، في 3 ربيع الثاني 1436ه الموافق 23 يناير 2015م. وبرهن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –رعاه الله -، منذ توليه مقاليد الحكم، أن الوطن والمواطن عينان في رأس واحدة، لا قيمة لأي منهما بمعزل عن الآخر، ولم يتردد لتفعيل هذه التوأمة في دعوة مختلف شرائح المجتمع السعودي إلى لقاءات أسبوعية وشهرية، يستمع من خلالها إلى الآراء والأفكار والملاحظات التي تسهم في خلق تنمية حديثة وشاملة، يعود نفعها على الوطن والمواطن، فكانت التفاتة أبوية حانية من ملك العزم لشعبه بقرارات مفصلية، وصل صداها إلى مختلف مناطق ومحافظات المملكة، تحمل الخير والنماء والازدهار، وهي تلامس أهم الاحتياجات والمطالب لشعب يعتبره همه الأول، وأساس التخطيط لأي خطوات مستقبلية تضيف الكثير من المشاريع التنموية برؤى عصرية. الأمة العربية والإسلامية في قلب الملك شهد حكم خادم الحرمين الشريفين نشاطاً غير مسبوق في العلاقات الثنائية بين المملكة وكبرى دول العالم، كما عُقدت سلسلة قمم ثنائية تجلت فيها ملامح الدبلوماسية السعودية جعلت أنظار العالم أجمع تتجه لتتابع باهتمام الملك سلمان بن عبد العزيز -يحفظه الله-، وهو يدير شؤون المملكة الداخلية والخارجية. فسياسة المملكة ترتكز في مجملها على تبني الدفاع الواضح والحقيقي عن القضايا التي تتعرض لها الدول العربية والإسلامية، وهو ما تنشط به الخارجية السعودية منذ انضمام المملكة إلى الأممالمتحدة في 24 أكتوبر 1945م وحتى اليوم. وبدت هذه المواقف جلية في الدفاع الدائم عن القضية الفلسطينية منذ نشوب الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي في 1948م، حيث دعا خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، مجلس الأمن للتدخل واتخاذ كل التدابير العاجلة لوقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى. وأكد على وقوف المملكة الكامل مع الشعبين الفلسطيني والسوري في هذه النوازل، ودعا كافة الدول إلى تكثيف الجهود على كافة المستويات لتحقيق مطالبهم المشروعة، بعيداً عن التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للأمة الإسلامية وإثارة الفرقة والشقاق فيما بين شعوبها والتأثير على هويتهم الثقافية لتحقيق مآرب سياسية، وذلك للتعزيز من فرص تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة. وأعرب -حفظه الله- عن إدانة السعودية لكل المخططات الإسرائيلية الخاصة ببناء المستوطنات، لافتاً إلى أن هذه المخططات تشكل عائقاً أمام السلام وانتهاكاً صارخاً لقرارات الشرعية الدولية، إضافة إلى ما تشكله من اعتداء سافر على الحقوق الشرعية الثابتة للشعب الفلسطيني. وقد جاء القرار الشجاع الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في 25/3/2015م ببدء عملية "عاصفة الحزم" لإعادة الحكومة الشرعية في اليمن، استجابةً لطلب الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، للقضاء على الانقلاب الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وأتباعه، والذي كان بمثابة رسالة قوية للدول التي تحاول العبث بمقدرات الوطن العربي، بعدم التدخل في الشأن العربي والإخلال بأمن المنطقة، كما جعل من المملكة شريكاً فاعلاً في صنع القرارات المصيرية في العالم، وقد وجد هذا القرار تأييداً عالمياً واسعاً نظراً لما تمثله المملكة من ثقل سياسي واقتصادي. كما كان لهذه الخطوة أثرها الواضح في الحد من التوسع الإيراني وردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن دول الخليج. فلطالما تمسكت المملكة بأهمية وضرورة الالتزام الكامل بالحفاظ على وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية والوقوف إلى جانب الشعب اليمني فيما يتطلع إليه من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية وتمكينه من تحقيق التنمية الشاملة التي يسعى إليها. كما قام خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – بالإعلان عن تخصيص مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق، من خلال "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية". الدبلوماسية السعودية تتألق في عهد سلمان منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين، شهد عام 2015م تحركاتٍ دبلوماسية كثيفة للمملكة، فقد أخذ الملك سلمان -يحفظه الله- على عاتقه إبراز دور المملكة في مجابهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية بحكمة وحزم، فأعلن "عاصفة الحزم" وتبعها ب"إعادة الأمل" في اليمن، وأضحت الرياض في عامه الأول في الحكم قبلة للاتصالات الدبلوماسية العربية والأجنبية، فتوافدوا من كل حدبٍ وصوب للقائه وإجراء المباحثات حول أهم القضايا الشائكة في المنطقة، لثقتهم في حنكته السياسية ووقوفه الدائم في وجه التحديات لتحصل الشعوب على حقوقها المشروعة في الأمن والسلام والرخاء. واستمر -أيده الله – في اتخاذ القرارات الحاسمة التي تحفظ للوطن والمواطن هيبته وكرامته، فمع قرب انتهاء العام الأول لحكمه، صدر قرار المملكة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بعد الاعتداءات الآثمة التي تعرضت لها بعثتها الدبلوماسية في مدينتي "طهران" و"مشهد"، والتي حدثت على مرأى ومسمع السلطات الإيرانية، متعهداً بالاستمرار في الدفاع عن أمن وسلامة أراضي الوطن والمواطنين في الداخل والخارج. كما احتضنت المملكة في عهده -يحفظه الله – عدداً من المؤتمرات الدولية للدفاع عن القضايا العربية ومواجهة التحديات الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية، كان أبرزها مؤتمر الرياض للمعارضة السورية في ديسمبر2015م، ومؤتمر القمة الرابعة للدول العربية مع دول أمريكا الجنوبية في نوفمبر 2015م، ومؤتمر الرياض لإنقاذ اليمن الذي عُقد في مايو 2015م.