موسوعة شعراء العربية شعراء العصرالاموي ج2 بقلم فالح الحجية 29 عبد الرحمن بن حسان الانصاري وهو ابو محمد وقيل ابو سعيد عبد الرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الخزرجي الأنصاري هو تابعي وشاعر و أبوه هو الصحابي الجليل شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت . وأمه سيرين بنت شمعون وكان المقوقس ملك الاسكندرية والنائب العام الدولة البيزنطية في مصر قد أرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جاريتين هما: مارية القبطية وأختها سيرين بنت شمعون فتزوج النبي صلى الله عليه وسلم مارية فولدت له ابنه ابراهيم وأهدى الى حسان بن ثابت اختها سيرين بنت شمعون فأسلمت وتزوجها وأنجب منها عبد الرحمن فوالدته خالة ابراهيم ابن النبي محمد صلى الله عليه وسلم . وُلد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في المدينةالمنورة . وكان عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري شاعرا مقيما في المدينةالمنورة اشتهر بالشعر في زمن أبيه.وقال حسان : فمن للقوافي بعد حسان وابنه ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت ولَدَ لعبدُ الرحمن: الوليدَ وإسما عيلَ وأمّ فِراس وأمّهم أمّ شَيْبة بنت السائب بن يزيد وحسّانَ والفُريعة وسعيد وكان شاعرا وقال محمد بن سعد: هو من شعراء الطبقة الثانية من تابعي أَهْل المدينة. وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كان عبد الرحمن شاعرًا ذَكَرَهُ ابْنُ معينٍ في تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. ومن شعره : أيها الشاتمي لتجيبَ مثلي إنما أنت في ضَلال تَهيم لا تسبّنَني فلستَ ببَذِّي إن بَذِّي من الرجال الكريم إنّ سبَّ الكريمِ فيه شفاء إنما الموتُ أن يُسبَّ الزنيم ما أبالي أنبَّ بالحَزن تيس أم هجاني بظهر غيب لئيم وقيل شببَ عبد الرحمن بن حَسَّان بَرْملَة بنت مُعَاوِية فقال: رَمْلُ هَلْ تَذْكُرِينَ يَوْمَ غَزَالٍ إِذْ قَطَعْنَا مَسيرَنَا بِالتَّمنِّي إِذْ تَقُوْلِيْنَ: عَمْرَكَ اللّهَ هَلْ شَيْءُ وَإِنْ جُلَّ سَوْفَ يُسْلِيكَ عَنِّي أُمْ هَلَ اطْعَمْتُ مِنْكُمُ يَا ابْنَ حَسَّانَ كَمَا قَدْ أَرَاكَ أَطْعَمْتَ مِنِّي فبلغ شعرُه يزيد فغضِب ودخل على معاوية فقال: - يا أَمير المؤمنين أَلم تر إِلى هذا العِلْجِ من أَهل يثرب كيف يَتَهَكَّمُ بأَعراضِنا ويُشَبِّبُ بنسائنا؟! فقال: من هو؟ قال: عبد الرحمن بن حَسَّان . وأَنشده ما قال. فقال: يا يزيد ليس العُقُوبةُ من أَحد أَقبحَ منها من ذوي القدرة فأَمْهلْ حتى يقدم وفدُ الأَنصار ثم َذكِرْني به . فلما قدم وفد الانصارالى َذكَرَه به فلما دخلوا عليه قال: - يا عبد الرحمن أَلم يبلغني أَنك تُشَبِّبُ برَمْلَة بنت أَمير المؤْمنين؟ قال: بلى يا أَمير المؤْمنين ولو علمت أَن أَحَدًا أَشرفُ منها لشعري لشببت بها قال: فأَين أَنت عن أُختها هند؟ قال: وإِن لها لأُختًا يقال لها: هند؟ قال: نعم . وإِنما أَراد معاوية أَن يُشَبِّبَ بهما جميعًا فيكذِّبَ نفسه فلم يرد يزيد ما كان من ذلك فأَرسل إِلى كعب بن جُعَيْل فقال: - اهْجُ الأَنصار .. فقال: أَفْرَقُ من أَمير المؤْمنين! ولكني أَدلك على الشاعر الكافر الماهر قال: من هو؟ قال: الأَخطل فدعاه فقال: أَهْجُ الأَنصار فقال: أَفْرَقُ من أَمير المؤْمنين! قال: لا تَخَفْ، أَنَا لَكَ بهذا فهجاهم فقال: وَإِذَا نَسَبْتَ ابْنَ الْفُرَيْعَةِ خِلْتَهُ كَالجَحْشِ بَيْنَ حِمَارَةٍ وَحِمَارِ لَعَنَ الاِلَهُ مِنَ الْيَهُوْدِ عِصَابَةً بِالْجِزْعِ بَيْنَ صُلَيْصِلٍ وَصِرَارِ خَلُّوا الْمَكَارِمَ لَسْتُمُ مِنْ أَهْلِهَا وَخُذُوا مَسَاحِيَكُم بَنِي الْنَّجَّارِ ذَهَبَتْ قُرَيْشٌ بِالْمَكَارِمِ وَالْعُلَى وَالْلُّؤْمُ تَحْتَ عَمَائِمِ الْأَنْصَارِ فبلغ الشعرُ النعمانَ بن بَشِير فدخل على معاوية فحسَر عن رأْسه عمامتَه وقال: - يا أَمير المؤْمنين أَترى لُؤْمًا؟ قال: بل أَرى كَرَمًا وخَيْرًا وما ذاك؟ قال: زعم الأَخْطَلُ أَن اللُّؤْمَ تحت عمائمنا! قال: وفعل؟ قال: نعم قال: فلك لِسَانُه . وكتب معاوية أَن يؤْتى به فلَمَّا أُوتِيَ به قال للرسول: - أَدخِلْنِي على يزيدَ . فأَدخله عليه فقال: هذا الذي كنت أَخاف قال: فلا تَخَفْ شيئًا ودخل يزيد على معاوية فقال: عَلاَمَ أَرْسَلْتَ إِلى هذا الرجل الذي يمدحنا ويرمي من وراءَ جمرتنا؟ قال: هجا الأنَصار! قال: ومن يعلم ذلك؟ قال: النعمان بن بَشِير . قال: لا يُقْبَلُ قولُه وهو يدَّعِي لنفسه ولكن تَدْعُوه بالبينة فإِن أَثْبَتَ بينة أَخَذْتَ لَه فدعاه بها فلم يأتِ بشيءٍ فخَلاَّه. و قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كان عبد الرحمن شاعرًا قليل الحديث قال:. ألا أبلغ معاوية بن حرب فقد أبلغتم الحنق الصدورا تقونَ بنا صدوركمُ المنايا عست بكم الدوائرُ أن تدورا بحربٍ لاترى الأمويِّ فيها ولا الثقفي إلا مستجيرا روى محمد بن إِسحاق عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسَّان عن أَبيه قال: مر حسان برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ومعه الحارث المرّي فلما عرفه حَسَّان قال: يَا حَارِ مَنْ يَغْدُرْ بِذِمَّةِ جَارِهِ مِنْكُمْ فَإِنَّ مُحَمَّدًا لاَ يَغْدُرُ وَأَمَانَةُ الْمُرِّي حَيْثُ لَقِيْتَهَ مِثْلُ الْزُّجَاجَةِ صَدْعُهَا لاَ يُجْبَرُ إِنْ تَغْدُرُوا فَالغَدْرُ مِنْ عَادَاتِكُمْ وَالغَدْرُ يَنْبُتُ فِي أُصُولِ الْسَّخْبَرِ قَالَ خَلِيفَةُ وَابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُمَا: مات سنة أربع ومائة. قال ابن عساكر: لا أراه محفوظًا لأنه قيل إنه عاش ثمانية وأربعين ومقتضاه أنه ما أدرك أباه لأنه مات بعد الخمسين بأربع أو نحوها توفي عبد الرحمن بن حسان الانصاري سنة مائة واربع للهجرة في المدينةالمنورة وعمره ثمانية وتسعين سنة حيث تثبت المصادرانه ولد في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وانه كان رجلا في زمن والده ويقول الشعر وقد قال حسان: فَمَنْ لِلْقَوَافِي بَعْدَ حَسَّانَ وَابْنِهِ وَمَنْ لِلْمَثَانِي بَعْدَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ من شعر عبدالرحمن هذه الابيات : ليت شعري أغائب ليس بالشا م خليلي أم حاضر نَعمان أيّةً ما يكن فقد يرجعُ الغا ئبُ يوماً ويوقَظ الوسنان إنّ عمرا وعامرا أبوانا وحراما قِدماً على العهد كانوا إنهم مانعوك أم قلة الكُتّاب أنت عاتب غضبان أم جفاء أم أعوزتك القراطي سُ أم أمري به عليك هوان يوم أيقنت أن ساقيَّ رُضّت وأتاكم بذاكم الرُكبان ثم قالوا إنّ ابنَ عمك في بلو ى أمورٍ أتى بها الحَدثان فتئطُ الأرحام والودُ والصحبة فيما أتت به الأزمان أو ترى إنما الكتابُ بلاغٌ ليس فيه لبيِّعٍ أثمان إنما تُنبتُ الفروعَ أروم أمّا فيها فتنضر الأفنان لا ترى النبع والشريجَ من الشوحط في حيثُ يَنبُت الضيمَران إنما الرمحُ فاعلمنّ قناةَ أو كبعض العيدان لولا السِّنان فإذا رُكب السِّنانُ عليه صار رُمحاً لِمتنه خطران فبه يدفَعُ المدجِّجُ عنه وبه يقتل الحريِّ الجبان لا تهيني عليك بأني ضمن الساق قد يصحُ الضمان واعلم أني أنا أخوك وأني ليس مثلي يزري به الإخوان واعلم أني بتلتُ مني يميناً وقليل في ذلك الأيمان لا ترى ما حييتَ مني كتاباً غير هذا يزول أبان أو يزول السبطيُّ من جبل الثلج ويضحى صحاريّاً لبنان أو يرى القور عبائر بالشام ويضحى مكانها حوران أو آوي في الكتاب منك ثلاثا مدرجات لشدّهن قران إنما الود والنصيحةُ في القلب وليست بما يصوغ اللسان إنّ شرّ الصفاء ما ورق الحبُّ فيبدو تحته الشنآن اميرالبيان العربي د. فالح الحجية الكيلاني العراق- ديالى - بلدروز ************************ أ.فالح الحجية الكيلاني. 4 ساعة تفسير سورة المرسلات بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (( وَالْمُرْسَلأ تِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لايِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15) أَلَمْ نُهْلِكِ الاوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الاَخِرِينَ (17) كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (19) أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21) إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (24) أَلَمْ نَجْعَلِ الاَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا (27) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28) انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ (30) لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34) هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ (35) وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالاَوَّلِينَ (38) فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (44) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (45) كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)) سورة المرسلات \ كاملة الحمد لله : اقسم الله تعالى بصفات خمس اختلف المفسرون في اصلها فقال بعضهم المرسلات هي الرياح وجعلها غيرهم الملائكة وجعل العاصفات والناشرات والفارقات والملقيات طوائف . فالمرسلات طوائف ا رسلت بامر الله تعالى وامرت هذه الطوائف بانفاذ الامر وتنفيذه فعصفن اي اسرعن بالمضي في تنفيذ الامر سريعا كعصف الريح تخففا في امتثال الامر وايقاع العذاب بالكفار نصرة للانبياء والمرسلين وطوائف اخرى نشرن اجنحتهن في الجو عند نزول الوحي الذي يفرق بين الحق والباطل وذكرا للانبياء عليهم السلام وعذرا للمؤمنين وانذارا للكافرين والمشركين . فيؤكد الله تعالى بهذه الامور ان ما وعدهم الله تعالى به وهو البعث من بعد الموت والحساب والثواب والعقاب بعد البعث في الحياة الاخرى سينالونه يوم القيامة . هذا اليوم العظيم متحقق عا جلا او آجلا و سيحدث الامرالعظيم وفيه تنطمس النجوم وينطفئ ضؤها والسماء تنفرج وتتفطر اي تتباعد او تتقارب اجزاء بعضها من البعض الاخر والرسل عليهم السلام توقت ارسالهم في فترات متباعدة واذا حضروا يوم القيامة يحضر كل نبي او رسول مع من ارسل اليهم من الامم ليكون شاهدا عليهم فتم تاجيل شهادتهم على الخلق من الله تعالى الى يوم القيامة وهو يوم الفصل وسمي بيوم الفصل اي يوم القضاء بينهم او الفصل بين اصحاب الحق وهم المؤمنون .وبين اصحاب الباطل وهم الكافرون فيكون مصير المؤمنين الى الجنة ومصير الكافرين الى النار . اما فويل يومئذ للمكذبين فهذه الاية كررت عشر مرات وهذا تاكيد من الله عز وجل على ما سيناله الكاذبون من عذاب وقيل ويل هو واد في قعر جهنم اعد للكاذبين او للكافرين فيكون الكافرون فيه جميعهم فهو مأوى وملجأ لهم ومن هنا نتبين ان الكذب والكفر سيان ويتمم احدهما الاخر فالكافر ان كذب فهو كاذب والمسلم ان كذب فهو كافر فالكذب من اخلاق الكافرين . ثم يبين الله تعالى كيف اهلك الامم والاقوام الماضية التي خلقها من عهد آدم عليه السلام وحتى امة محمد صلى عليه وسلم وكيف اهلك هذه الامم بالعذاب لتكذيبهم رسلهم صلوات الله عليهم وسلامه ثم سيتبعهم الاخرين وهم الكفار والمشركين من امة محمد صلى الله عليه وسلم او من الامم الاخرى ويحاججهم بانه تعالى ألم يخلقهم من ماء مهين ؟ ماء مستقذر تشمئز النفس لرؤيته فجعله في موقع امين وهو رحم الام الى مدة معلومة وهي تسعة اشهر وهي مدة الحمل عند البشر اذ اختلفت هذه المدة في غير الانسان من الحيوانات بين خمسة اشهر وستة اشهر وسنة وسنوات . وفي هذه المدة قدّر تكوين اعضا ئه واحواله وصفاته حسب مشيئته وارادته سبحانه وتعالى . وبين لهم بانه سبحانه جعل الارض حافظة لهم في حياتهم يعيشون عليها وفي موتهم يدفنون في باطنها واسقاهم ماءا عذ با حلوا فراتا لا مالح ولا مرّ ليعبدوه ويشكروه وبما انهم كذبوا بكل ما سبق واشرنا اليه . فقد هددهم الله تعالى ووعدهم العذاب فخاطبهم : انطلقوا ايها الكافرون في هذا اليوم العظيم الذي كذبتم به وهو يوم القيامة الى جهنم حيث العذاب ينتظركم انطلقوا الى ظل من دخان كثيف يتصاعد منها ثم ينفلق الى ثلاث فرق لشدة كثافته وهذا الظل ليس فيه ظل كظلال الدنيا تستظلون بفيئه ولا يحميهم من حرها واحراقها فانها ظلال من ضلال تتوقد ويتطاير منها الشرر وكل شرارة بقدر القصر وهو البيت الكبير وتقدر ضخامتها بضخامة الابل او الجمل الكبير الاصفر . فاذا تطاير هذا الشرر من جهنم سقط على الكفار فاحرقهم وقيل انه شبه بالجمال السود المائل لونها الى الصفرة . فاذا كان لهم حيلة او مخرج فيخرجون منها فليلجوا فيه بعزم لكنهم سيفشلون وسيبقون من جهنم هم والامم الماضية قبلهم لتكذ يبهم الرسل صلوات الله عليهم وسلامه وليبقوا فيها خالدون . اما المؤمنون فان لهم ظلال وارفة يستظلون بها في الجنة فينعمون في عيونها وينابيعها ويتفيئون في ظلالها وعلى ارائكها الناعمة الوثيرة وخيراتها وفواكهها االكثيرة فياكلون مما فيها حلالا طيبا هنيئا مريئا وهكذا يجزي الله المتقين . اما الكافرون والمشركون فيقال لهم كلوا من جحيم جهنم وطعامها لكم من غسلين وحميم وهو طعام الاثيم لانهم مجرمون وكانوا اذا امروا بالصلاة لا يصلون والركوع هنا اشارة الى اقامة الصلاة . فهل من حديث افضل واسمى من القرآن الكريم يصدقون به هؤلاء الكفار اذا هم لم يكونوا به مؤ منين . والله تعالى اعلم د. فالح نصيف الحجية العراق- ديالى - بلدروز