صراخ وعويل , شجب وتنديد , مناشدات للتضامن إستجداء للعواطف , حلقات نواح منصوبة يتخللها فقرات بكاء مصنوعة من باب " الشىء لزوم الشىء" , ردود أفعال تقوم بها فئة تعودنا منها ومعها على إستغلال أحداث يمر بها الوطن أو أحداث تشهدها دول الجوار, كتلك الواقعة فى قطاع غزة , وكانت فرصة سانحة لنرى تلك الوجوه بتصرفاتها الممقوتة مرة أخرى . يظن هؤلاء أنهم بذلك السلوك يضربون الأمثال فى وطنية حقيقية , ويقدمون دورا تخاذل عن أدائه غيرهم , ولكن مالا يفهمه أولئك المتحدثون بتلك اللغة البغيضة , أن نواياهم وخبايا نفوسهم معلومة للمصريين فمواقفهم شاهدة عليهم وما أكثرها " فحدث ولا حرج " فلم نر منهم يوما إلا تشكيكا فى الذمم ,وترويجا للباطل بإلباسه ثوب الحق , ومن ثم خلق مناخ يسوده الجدل والإرتباك , وتشويه المفاهيم الصحيحة والعقائد القويمة وكلها فى النهاية لا تعدو كونها محاولات مستميتة لنشر نيران الفتن والإنقسام علها تأكل جدران وطن ومجتمع لا تعترف به عقيدتهم , لو كانوا يعقلون !!. ولكن من الواضح أنهم قد أقسموا على إبتعاد كامل بل وتوبة نصوح عن الرجوع لإثم الفهم وقواعده كما صور لهم قادتهم وما عليهم إلا السمع والطاعة إرضاءا لشيوخ الجماعة أصحاب الفضيلة . واليوم نراهم يعاودون الكره يرافقهم أقرانهم من عشاق الظهور تلبية لرغبات " نخب ورموز " باعت لهم الوهم فإعتبروه تجارة رابحة , حاولوا السعى على أمل تسويقه ورواج سلعته داخل المجتمع المصرى فكانت الكراهية والرفض لهم حليفا , ولكن إكمال المشوار واجب طمعا فى الفلاح , ولكن هيهات فلا مصير ولا جزاء إلا سقوطا محتوما . فإلى كلا الفريقين أقول : إن كنتم تناسيتم طواعية أو رغما عنكم تاريخ لكم أسود , فإن مصر لا تنسى من حاول العبث بها بغية نهب خيراتها وإضاعة ملامحها ومحو هويتها خدمة لجماعة إرهابية أو تحقيقا لمصالح خاصة تسترا وراء شعارات هى والعدم سواء , وكذلك شعبها لا يغفل عن من تلاعب بمصيره واستباح مقدراته وصولا لذات الهدف . لذلك فإن خطتكم هذه المرة " خطة خائبة أكثر مما ينبغى , وواضعيها يتمتعون بسذاجة وغباء منقطع النظير" أتعلمون لماذا؟! . لأنكم لا تعملون دوما وفقا لواقع به من المتغيرات ما يتطلب إلمام به , ولكن لكم العذر فمسلوبى الإرادة وفاقدى العقل لا وزر عليهم . تراهنون فى مرتكم هذه على إعادة الحياة لعصابة " حماس " الموالية لجماعتكم فكرا وعقيدة , المنفذة والراعية لإرهابها وشذوذها , وذلك بعد إتضاح دورها وإنكشاف مستورها سواء هنا فى مصر أو حتى داخل فلسطين الشقيقة , التى تروجون زورا وبهتانا أنكم تعملون لنصرتها , وبالطبع كان من الضرورى أن يكون لرفقاء الأيام الخوالى أصحاب الهدف المشترك دور ونصيب إبعادا للشبهات وتصديرا لأراء وأفكار يظنها المخدوع فيكم بعيدة عنكم , ولكن لأنكم وكما أوضحنا سلفا ونكرر أبعد ما يكون عن فهم من المفترض وجوده داخل العقول الأدمية , فقد صورت لكم أوامر ولاة أمركم . أن مصر بإدارتها السياسية الجديدة وصناع قرارها يصاحبهم شعبا وأجهزة أمنية لم تعى بعد منهج مؤامراتكم وأجنداتكم المعدة سلفا , حتى على الرغم من سقوط متوالى يرافقه فشل حاضر , فأف لكم ولما تدعون . تتخيلون أنكم من خلال صنيعتكم هذه تستطيعون محو جرائم العصابة الحمساوية فى حق مصر وشعبها على مدى أكثر من ثلاث سنوات , بدأتها بمدكم بقناصة لإغتيال متظاهرى يناير ,ساعدتكم فى فتح وحرق السجون لإخراج أقطاب جماعتكم , ومن ثم إلصاق التهمة بجهاز الشرطة المصرية لكسب مزيد من التأييد الشعبى كان لازما فى بداية رحلتكم الخاسرة , خطفت جنود وظباط كانوا يؤدون خدمتهم حفظا لأمن الوطن وسلامه , حتى تكون ورقة مساومة تخرجونها متى سمحت الظروف , قتلت الجنود العزل فى الشهر الكريم , أعلنت عدائها وتحديها صراحة لخير أجناد الأرض , أنشأت الشبكات الإرهابية خصيصا لإغتيال المدنين الأبرياء , وقتال أفراد الجيش والشرطة معتبرين ذلك جهادا فى سبيل الحق , وماهى إلا تصرفات تجردت من إعتراف بجميل شعب وجيش قدم الغالى والنفيس لخدمة قضية باعوها بثمن بخس , تحالفا مع جماعتهم الأم , والتى تكليفها لتكون أداة لسيناريو الفوضى داخل المنطقة العربية . واليوم تصدعون الرؤوس بضرورة تعاون مع أشباه رجال لم يكن ولن يكن لهم دورا فى خدمة القضية الفلسطنية دون حتى سؤال واحد عن قادة المقاومة كما تسمونهم فأين هم ؟! على موائد الدويلة المارقة " قطر " أحد أدوات مؤامراتكم الحقيرة فى ملاذ أمن يلهون ويلعبون , ويقضون جلسات السمر فى حضرة كبيرتكم " موزة " وطفلها الملل ويتركون شعبا يخوض حربا مدفوعة الثمن . سولت لكم أنفسكم أن تزايدوا على تاريخ مصر تضامنا مع القضية الفلسطنية , من خلال شحن النفوس لخلق رأى عام مطالب بتوريط الجيش المصرى فى معركة خارج أرضه إنقاذا لقيادة عصابتكم فماذا جنيتم ؟! بالله عليكم لا تجيبو ا فأن أخجل لكم من كم الفشل الذى يصاحبكم فى طريق أتمنى أن تكملوه حتى تكتبوا نهايتكم بأيديكم فهو الفخر بعينه فلتواصلوا . جملة أخيرة أختتم بها ما كتبت " إن مصر وجيشها لم تتخلى أو يتخلى يوما عن تقديم دور فرضه عليها وعليه موقع الكبيرة للأشقاء العرب وبالأخص " الشقيقة فلسطين " وهذا تاريخ مكتوب ومحفوظ للجميع إلا أنتم فهذا ذنبكم وعليكم تكفيره إن أردتم وبالقطع لن تفعلوا , أيضا شعبها لم يتأخر أو يتوانى عن الدعم والمساندة مادية كانت أو معنوية نصرة لشعب شقيق وليس عصابة تنكرت له ولوطنه , فعفوا ياسادة نحن نساند فلسطين , وحماسكم ليست فلسطين "