قرأت لك من أدب الخيال العلمي العالمي ألفريد برنستابل محرر صحفي مجهد من كثرة العمل ويحتاج إلى إجازة لكي يرتاح ويستجم، يذهب بمفرده في سيارة قاصداً أحد المناطق الهادئة إلا أنه يسلك طريقاً خاطئاً أثناء محاولته الهرب من الزحام المروري، ثم تنزلق سيارته ويفقد وعيه، وعندما يثوب إلى رشده يجد نفسه محاطاً بمشاهد جميلة لا علاقة لها بالبيئة التي كان يعيش فيها، كانت المشاهد رائعة لدرجة أنه أدرك أنه لم يعد يعيش على الأرض ... بل في المدينة الفاضلة (اليوتوبيا) حيث قضى عدة أسابيع متجولاً بين الناس والمؤسسات ومندهشاً من كل ما يراه، في نهاية الرواية يعود إلى الأرض وإلى زوجته ولكن بعد أن أصبح رجلاً فاضلاً وعفيفاً، ثم عاد بفكره إلى الوراء وتاق إلى العودة إلى العالم المثالي الذي تركه وراءه. ويبدو أن هذا المحرر وقع ضحية لوهم أو خيال ، فلما طلبت منه زوجته بعد عودته إلى المنزل تفسيراً للمكان الذي كان فيه أجابها بأنه ضل الطريق ولم يلبث أن تراءى له حلم واستغرق في حلم يقظة، وربما فقد وعيه بطريقة ما من جراء الضربة العنيفة التي تعرض لها ولم يستطع عقله تحملها، وأنه تعرض لعملية جراحية وبعد التخدير تراءت له هذه الرؤى.